حبيب النايف
افكر وحدي
خيالي الذي يعشق العزلة
يلازمني باستمرار
يذهب معي في نزهة
تصاحبنا الندوب التي احدثتها الطعنة على جدار روحي ، روحي تتنفس ببطء،
غير مبالية للازدحام المتكاثر بالقرب منها ،
إنها تستذكر الموت الذي اخذ الكثير من الاصدقاء بدون رجعة
فظلت ترفرف مثل حمامات مذبوحة ،
الابواب المغلقة تُسرِب
ما تراكم خلفها من فتن متوارثة
لتثير حفيظة الضوء الذي
اختفى فجاة ،
وغطى وجهه بالعتمة ،
مثل خريف مكتظ بالاقاويل
تخبئ الحقول اسرارها عن الرعاة الذين ينشرون غسيل اقوالهم على الملأ،
ويكلمون انفسهم حينما يشعرون بالوحدة ،
الاشاعات بالونات مثقوبة
ضلت طريقها
فانكفأت على ذاتها
يشغلها الحديث عن الطقس
والوقت الذي اكله الفراغ
ومباراة كرة القدم المؤجلة ،
اليوم ابحث عنك
وعن احلامنا الضائعة
وايام العمر الذي غادرنا بصمت،
متناسيا كل الذكريات التي عمدت ارواحنا بالبراءة والنقاء ،
اقترب من الجدار الايل للسقوط
احسب المسافة التي تفصلني عنه
قدمي التي اسرعت للوصول اليه تركتها وحدها تستحم بالانين المتطاير على غفلة منها ،
كلما اهم بالخروج من الدائرة الملتفة حولي
اتلكأ بالنهوض واصغي الى صوت البحر الذي اتعبته المراكب ،
في الليل نشعل ارواحنا بوهج الآهات
ونظل نتقلب على سطوح الامنيات الضائعة،
المصابيح تبوح بكسلها الذي افقدها التوهج ،
وتغطي وجهها بأصابع من خفوت ،
الشجرة الواقفة لوحدها تحاول التأشير لي
وحين اغض الطرف عنها
تنشغل بشعرها الذي بعثرته الريح.