رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
أفلام عام 2025


المشاهدات 1178
تاريخ الإضافة 2025/12/30 - 9:07 PM
آخر تحديث 2026/01/01 - 12:52 AM

لم تكن سنة 2025 عامًا استثنائيًا من حيث الضجيج التجاري، لكنها كانت عامًا غنيًا على مستوى الاختيارات الجمالية. الأفلام التي بقيت في الذاكرة هذا العام لم تفعل ذلك لأنها الأكبر أو الأكثر انتشارًا، بل لأنها الأكثر وعيًا بذاتها وبزمنها. السينما في 2025 بدت أقل استعجالًا، وأكثر ميلاً إلى التأمل، وكأنها تحاول استعادة ثقتها بنفسها بعد سنوات من التشتت.
One Battle After Another
يواصل بول توماس أندرسون في هذا الفيلم اشتغاله على الشخصيات بوصفها مرآة لقلق اجتماعي أوسع. لا يعتمد العمل على حبكة صدامية، بل على تراكم داخلي، وعلى إيقاع واثق يترك للمشهد أن يقول أكثر مما يصرّح. الفيلم لا يقدّم إجابات، لكنه يطرح أسئلته بهدوء مُقلق، ما جعله واحدًا من أكثر أفلام السنة حضورًا في النقاش النقدي.
Sinners
رايان كوغلر يقدّم فيلمًا يعرف كيف يقف في المنطقة الوسطى بين السينما الجماهيرية والطرح الجاد. Sinners لا يكتفي ببناء توتر درامي، بل يشتغل على الصراع الأخلاقي والهوية، دون أن يفقد متعته أو إيقاعه. هو فيلم ينجح في مخاطبة جمهور واسع، وفي الوقت نفسه يحافظ على عمق كافٍ ليُناقَش بعد المشاهدة.
The Secert Agent
أحد أكثر أفلام السنة هدوءًا، وأشدّها ضغطًا. يعتمد على الصمت، وعلى التفاصيل الصغيرة، وعلى شعور دائم بالمراقبة. لا يشرح عالمه، بل يُدخل المشاهد إليه تدريجيًا. قوته تكمن في ثقته الكاملة بالمتفرّج، وفي رفضه لأي تبسيط أو شرح زائد.
The Mastermind
كيلي رايشاردت تواصل مشروعها السينمائي القائم على التقشّف والاقتصاد في التعبير. الفيلم لا يبحث عن الذروة، بل عن الإحساس. المسافات، النظرات، وحركة الشخصيات البطيئة تتحوّل إلى عناصر سردية كاملة. عمل يراهن على الصبر، ويكافئه.
Weapons
فيلم يعرف كيف يبني الغموض دون أن ينهار تحت ثقله. يستخدم القلق المعاصر مادةً خامًا، ويعيد تشكيله في تجربة مشدودة الإيقاع. لا يعتمد على المفاجآت السهلة، بل على تصعيد مدروس يجعل التوتر يتراكم حتى النهاية.
إذا كان لا بدّ من استخلاص سمة عامة لأفضل أفلام 2025، فهي الوعي. وعي بالصورة، بالإيقاع، وبذكاء المشاهد. الأفلام التي برزت هذا العام لا تطلب الإعجاب السريع، بل المشاركة. هي أعمال لا تُستهلك دفعة واحدة، بل تترك أثرها يتشكّل مع الوقت. 2025 لم تكن سنة الأفلام السهلة، ولا سنة العناوين التي تُنسى بسرعة. كانت سنة الأفلام التي تطلب من المشاهد أن يكون حاضرًا، منتبهًا، ومستعدًا للتأمل. وربما في هذا تكمن قيمتها الحقيقية: سينما أقل صخبًا، وأكثر رسوخًا، تؤكّد أن أفضل ما في الفيلم لا يحدث دائمًا على الشاشة… بل بعدها.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير