لم يعد الباحث في الوقت الحالي يكتب و بين يديه كتبه ومراجعه فحسب، بل ان أدوات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته حاضرة على مكتبته، تراجع ما يكتب، وتدقق له النص، وتكتب له بعض الفقرات، او تعيد صياغة ما كتب بلغة اكاديمية متقنة.
 دراسة جديدة كشفت عن ظاهرة استثنائية وغير مسبوقة تنتشر حاليا، تتمثل في زيادة عدد البحوث والدراسات التي يكتبها علماء يستخدمون ادوات الذكاء الاصطناعي .
فهل مايحدث تطور طبيعي في مسار كتابة البحوث ؟ أم بداية لمشكلة وخلل في معايير البحث العلمي؟
أدناه أبرز مضامين الدراسة:
 -  الدراسة أجراها باحثون من جامعتي كورنيل وبيركلي .
- تم تحليل 2.1 مليون ملخص بحثي منشور بين 2018 و 2024 على ثلاث منصات علمية كبرى.
- الدراسة تظهر أن العلماء الذين يستخدمون أدوات مثل ChatGPT ينشرون أوراقا بحثية أكثر من أي وقت مضى وفي مختلف المجالات.
- الباحثون الذين استعانوا بنماذج الذكاء الاصطناعي المختلفة حققوا قفزات هائلة في الإنتاج البحثي في عدة تخصصات، وكما يلي :
 العلوم الإنسانية: زيادة بنسبة 59.8 %.
العلوم الحياتية: نسبة 52.9 % .
الرياضيات والفيزياء: زيادة بنسبة 36.2 % .
- نماذج الذكاء الاصطناعي حققت عدالة لغوية في النشر العلمي، حيث تساعد الباحثين الذين لا يتحدثون اللغة الانكليزية على تجاوز مشكلة  اللغة في المجلات الدولية .
-مجموعات بشرية غير ناطقة باللغة الانكليزية استفادت بشكل كبير من الذكاء الاصطناعي، فبعض الباحثين من قارة آسيا سجلوا زيادة في عدد البحوث المنشورة بنسبة تصل إلى 89 % .
- بالرغم من ان الكتابة تبدو احترافية ومُتقنة إلا أن هذه الميزة التي منحها الذكاء الاصطناعي قد تخفي أفكارا سطحية أو جودة علمية ضعيفة.
من وجهة نظري؛ ما نراه اليوم هو انعكاس واضح لما يحدث في عصر الذكاء الاصطناعي من نتائج سببها تغلغل هذه الادوات في كل مجالات حياتنا، فالباحث لم يعد مجرد كاتبًا للافكار والنظريات بل اصبح منسقا لمحتوى يتشارك فيه مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي .
فالبحوث والاوراق العلمية الآن هي نتاج معرفي «هجين» تحكمه الخوارزميات، وتُنسقه كتابته وتعيد صياغته الادوات التقنية، قبل أن يصدر ويراه الاخرون . وهنا نسأل كعادتنا …
هل سيأخذ الذكاء الاصطناعي مكان الباحثين كما يهدد غيرهم من أصحاب المهن ؟ أم أننا امام عصر سيكون فيه الباحث كيانا مزدوجا، بنصف عقل بشري،  ونصف خوارزمية ذكاء اصطناعي .