رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
هموم الدولة المتخيلة


المشاهدات 1203
تاريخ الإضافة 2025/12/23 - 9:15 PM
آخر تحديث 2025/12/25 - 5:08 AM

الجميع من دون إستثناء إستخدم بشكل أو بآخر موارد الدولة لتمويل حملته الانتخابية. الجميع من دون إستثناء تعامل من حيث الآليات التي أتبعت لإجراء الانتخابات مع القوانين الصادرة عن الدولة لجهة الخشية من خرق تلك القوانين مما يضع الجميع أمام المساءلة القانونية التي تتراوح بين السجن أو الغرامة أو الإستبعاد. إذن من هذه الناحية لدينا دولة فيها “علم ودستور ومجلس أمة” والأخير نجدد إنتخابه كل أربع سنوات. وعلى ذكر الدولة فقد زارنا هذا الأسبوع الرئيس الباكستاني زيارة دولة، وقبلها حط في ديارنا كبير موظفي الأمم المتحدة أمينها العام إنطوني غوتيرش للمساهمة في الإحتفال الذي أجريناه بمناسبة إنتهاء عمل بعثة الأمم المتحدة “يونامي” التي رافقت تشكيل الدولة في مرحلة تأسيسها الثاني بعد عام 2003. أنهينا البعثة وقبلها التحالف الدولي المكون من 80 دولة والذي تشكل لمحاربة تنظيم داعش والتي تعني طبقًا لمصطلح الجماعات الإرهابية “الدولة الإسلامية في العراق والشام”. إذن صرنا دولة ولم نعد بحاجة الى من يرشدنا الى طريق الدولة لا بلاسخارت ولا الحسان، ولا الى محاربة داعش سوانا إلا في إطار العلاقات الثنائية التي تكفلها قوانين الدول المحلية والقوانين الدولية، يعني الأممية. يذكر أن العراق كدولة كان من أوائل الدول التي انضمت الى عصبة الأمم المتحدة ومن ثم الأمم المتحدة في النصف الأول من القرن العشرين الماضي.
كل هذا حاصل وتحصيل حاصل وأكثر. لكن السؤال الذي لا يزال يمثل غصة في القلب والأنف والأذن والحنجرة، هو: أين الدولة في مباحثات القوى والكتل والمكونات الطائفية والدينية والعرقية والمذهبية العراقية من أول حكومة مجلس الحكم الى آخر حكومة تشكلت بعد الفوز في الانتخابات؟ ربما يعترض الكثيرون على هذا الطرح من قبيل أن المباحثات الخاصة بتشكيل الحكومة في بلد ديمقراطي أجرى انتخابات ديموقراطية أشاد بها العالم أمر طبيعي، ناهيك كما يقول هذا البعض محقًا إنه لايوجد حتى الآن خرق للمدد الدستورية. من حيث  المبدأ لا يوجد إشكال على مثل هذا الكلام. ولكن هل المخرجات منذ تشكيل أول حكومة منتخبة بعد عام 2005 والى اليوم ترتقي الى مستوى ما نريده للدولة التي نحتاجها في البطاقة الوطنية وفي جواز السفر، وفي “رفعة العلم” في المدارس يوم الخميس؟ هل مباحثات القوى الشيعية لإختيار رئيس وزراء هي مباحثات دولة أم مكون ضمن دولة متخيلة؟. هل مباحثات القوى السنية لإختيار رئيس مجلس النواب هي مباحثات دولة أم مكون ضمن دولة متخيلة؟ هل مباحثات القوى الكردية لإختيار رئيس جمهورية هي مباحثات دولة أم مباحثات مكون ضمن دولة متخيلة؟ لماذا تكون لدينا دولة حقيقية في البطاقة الوطنية وفي جواز السفر وفي “رفعة العلم” وفي التحويل الخارجي للعملة، بينما تكون لدينا دولة متخيلة لإختيار الرئاسات الثلاث والتي تليها فورًا مباحثات توزيع الوزارات التي هي وزارات الدولة مثلما هو يفترض الى المكونات مثلما هو لا يفترض. لا جواب عندي، ولا عند محمد الحسان، ولا صاحب.. باجة أبو طلال.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير