رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
فنزويلا على صفيح ساخن .. تداعيات الحرب المحتملة


المشاهدات 1729
تاريخ الإضافة 2025/12/22 - 9:42 PM
آخر تحديث 2026/01/01 - 12:46 AM

مرت فنزويلا وعلى مدى عقود من الزمن توتراً بالعلاقات السياسية والاقتصادية مع الولايات المتحدة  ، حيث يعود التوتر الى اسباب عديدة ابرزها الخطاب المناهض للسياسات الامريكية الامبريالية ، والعقوبات الاقتصادية المشددة من جانب اميركا تجاه فنزويلا، حيث تعيش الاخيرة جراء السياسة الاميركية واحدة من اكثر مراحلها السياسية والاقتصادية والامنية حساسية منذ عقود ، حيث تعتبر فنزويلا لاعبا رئيساً ومهماً في سوق الطاقة العالمية وان اي حرب محتملة في حال اندلاعها سيؤثر كثيرا على الاقتصاد العالمي وهذا ماتدركه الولايات المتحدة الاميركية، وبالتالي سترتفع اسعار النفط وتأثر الاقتصاد العالمي ، ومن جانب اخر تحظى فنزويلا بدعم سياسي واقتصادي كبير من قوى كبرى مثل روسيا والصين كونها عضو فاعل في مجموعة (بريكس) خصوصا اذا ماعلمنا ان تلك المجموعة تضم تقريبا 45% من سكان العالم حيث حددت اهدافها وبدات تناقش فكرة اصدار عملة خاصة بالمجموعة وامست الكثير من الدول تتسابق للانضمام لعضوية تلك المجموعة ، بدات الولايات المتحدة الاميركية تحس بخطر تلك المجموعة وما ستفعله من خلال جر البساط الاقتصادي منها ، وشنت منذ حينها الحرب المعلنة على تلك المجموعة وبدأت تشكك بنواياها الى ان اعلن ترامب وقبل ايام وبشكل صريح الوقوف بالضد من مشروع بريكس وكما حذر الدول التي ستتعامل مع هذه المنظمة بفرض رسوم كمركية بنسبة 100% ومنها فنزويلا.
التصعيد الذي تشنه الولايات المتحدة من خلال نشرها حاملة الطائرات جيرالد فورد ونشر مايقارب خمسة عشر الفا من الجنود على مسافة قريبة من فنزويلا يعتبر نذيرا لما ستؤول اليه الايام القادمة ، وبعد ان فرضت ادارة ترامب حصاراً بحرياً على سفن النفط الخاضعة للعقوبات المغادرة والعائدة الى فنزويلا ، هاهي تعود اليوم متبنية خطاب انهاء الحروب حيث هاجم وباكثر من مناسبة سجل بلاده في حربيَ العراق وافغانستان وتعهد بعدم تكرار هذه الاخفاقات على حد وصفه.
ماتعيشه فنزويلا اليوم من تداعيات لايمكن فصلها عن التوازنات الدولية، حيث مازالت الحرب الاوكرانية ـ الروسية قائمة الى يومنا هذا ، وتاثر الداخل الاوربي بتبعات هذه الحرب من النواحي الاقتصادية والسياسية ، الامر الذي يحتم على فنزويلا تقديم ضمانات وتنازلات كي لاتدخل حرباً خاسرة قبل اندلاعها خصوصا اذا ماعلمنا ان فنزويلا منخورة اقتصادياً من الداخل وبالتالي ونتيجة للحرب المحتملة الوقوع فان روسيا ستتاثر بتلك الحرب وستخسر حليفا مهما في امريكا اللاتينية .
ان استمرار التصعيد السياسي والعقوبات الاميركية التي بدات على عشرات من الشخصيات السياسية المهمة قد يدفع الامور نحو التعقيد، ولتفادي الوقوع في المحضور، يبقى الحل الامثل والاكثر واقعية هو فتح مسارات الحوار قبل ان تتحول الازمة الى صراع يدفع ثمنه المواطن الفنزويلي ، ويطال اثره على العالم باسره.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير