تساءل العديد ممن شاهدوا مسلسل Man vs Baby الجديد للنجم العالمي روان أتكينسون (مستر بين) حول حقيقة الطفل الذي ظهر فيه، ولا سيّما مع الشكوك التي أُثيرت بشأن حركاته وتعابير وجهه غير المألوفة، والتي بدت في بعض المشاهد دقيقة وأكثر انضباطا مما نتوقعها من طفل يبلغ ستة أشهر.
فهل هو طفل حقيقي ؟ أم مجرد ذكاء اصطناعي؟
والحقيقة، بكل وضوح، أن المسلسل قدّم نموذجا جديدا ومركبا، يتمثّل في طفل هجين يجمع بين الواقع البشري والتدخّل الخوارزمي.
المسلسل، المعروض على منصة نتفلكس، لم يُخفِ هذا الأمر؛ إذ اعترف المخرج ديفيد كير باستعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي في بعض المشاهد، لأسباب إنتاجية وتقنية وقانونية تتعلّق بطبيعة العمل مع الأطفال.
في أدناه أبرز مضامين الموضوع:
- الطفل الذي ظهر في المسلسل هو طفل حقيقي بالفعل، لكن حضوره على الشاشة لم يكن إنسانيا خالصا، بل جرى تعزيزه حضوره وتعديل لقطاته باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
- القوانين لا تسمح بوجود الطفل في موقع التصوير لساعات طويلة، كما أن طفلا بعمر ستة أشهر لا يمكنه تلقّي توجيهات مخرج ما، وهو ما دفع فريق العمل إلى البحث عن حلول تقنية.
- النتيجة النهائية كانت شخصية تبدو «طبيعية» تماما للمُشاهد، لكنها في الواقع نتاج تعاون بين الإنسان والخوارزمية.
من وجهة نظري؛ ان ما يقدّمه Man vs Baby يمثّل تحوّلا في مفهوم التمثيل وطرائق الأداء، فعندما يعجز الانسان «الممثل» عن تأدية الدور وفق متطلبات المشهد، يأتي الذكاء الاصطناعي ليكون شريكا صامتا في صناعة المشهد وإنجاح مخرجاته.
وطبقا لذلك، لم نعد أمام مجرد مسلسل كوميدي يكون فيه الإنسان وحده مصدر الانفعال، بل أمام بداية إدخال فعلي للذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام، حيث تُدار الأحداث وفق منطق البيانات وأُسس الخوارزميات.
وهنا يبرز سؤال أكبر من المسلسل نفسه:
هل سيستبدل الذكاء الاصطناعي الممثلين، كما يهدّد اليوم بأخذ وظائف عشرات المهن؟
أم أنه سيبقى أداة قادرة على تحسين الإنسان بصريًا وضبطه أدائيًا لا أكثر ؟