رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
كريم عواد فنان رائد تألق في الكثير من الأعمال الدرامية والسينمائية


المشاهدات 1128
تاريخ الإضافة 2025/12/20 - 11:56 PM
آخر تحديث 2025/12/21 - 5:13 PM

كريم عواد ممثل عراقي، من رواد المسرح والدراما أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة في بغداد وبدأ اهتمامه بالتمثيل في مرحلة مبكرة من حياته، وتحديدا عندما كان طالباً في مدرسة الجعيفر المتوسطة في بغداد، حيث شارك في الأنشطة الفنية والرياضية التي كانت تقيمها مديرية تربية الكرخ، وذلك لشغفه بمجالي الرياضة والتمثيل.
 

 

بدأ اهتمامه بالتمثيل واختاره أستاذ الرياضة الفنان كامل القيسي مع مجموعة من الطلبة للتمثيل في مسرحية (أبني كشاف) وذلك في المعسكر الكشفي لطلبة المدارس، وأدى في المسرحية دور الأم لافتقار الساحة الفنية آنذاك للعنصر النسائي بسبب التقاليد الاجتماعية.
 أكمل دراسته في معهد الفنون الجميلة وكلية الفنون الجميلة في بغداد ثم حصل على ماجستير في الفنون المسرحية من جامعة كاليفورنيا الأمريكية الرسمية عام 1981. قدم خلال مسيرته الفنية عدد من الأعمال في السينما والتلفزيون، ومن أعماله السينمائية (قطار الساعة 7، التجربة، النهر، الأسوار، المسألة الكبرى)، وفي التلفزيون (سارة خاتون، فوبيا بغداد) وقدم خلال مسيرته العديد من الأعمال الفنية في السينما والتلفزيون.
والقدير كريم عواد يفهم جيدا تمثيل الإحساسات أو الانفعالات التي تتولد من تلقاء نفسها عن الطريق الذي يحدث الحدث لا يحتاج إلى تصنعها والتكلف بتمثيلها.
من الأقوال المأثورة له حينما بدا ممثلا مع الفرق المحترفة والكبيرة بالمسرح العراقي : (تعلم لا تمثل، فالممثل يجب أن يتصرف بإحساس، من خلال أن يستوضح ويفهم هدف (المسرحية، التمثيلية، المسلسل، الفيلم..) وأماكن تطورها وأسباب حدوثها، تماما كما يفعل كريم عواد منذ ان كان طالبا مجتهدا في قسم المسرح بمعهد وكلية الفنون الجميلة .
فالانتباه والتركيز التام يمثلان مكانا مهما عنده، فهما مطلوبان للممثل على أن ينتبه لكل لفظ وكل حركة وإلا يفقد زميله على المسرح يجب أن يكون معه حتى بالنظرة واللمسة يصغى إليه ويشاركه.
وعرف ( أبو عطيل ) وهو لقبه المشهور في الوسط الفني كونه لم يخلف .. بانتمائه للمسرح روحيا وجسديا حتى برز اسمه كممثل راق يقف مع نجوم العراق ويختاره المخرجون ليلعب أدوار معقدة منها شخصيات شعبية محلية يجيد أدوارها كما اشهدناه وتبعناه في اعمال ( النخلة والجيران ، البستوكة ، نديمكم هذا المساء ، كان يا ما كان ، باب الفتوح ) .
ولعلنا نعتز بمشاركته بالمسرحية الكوميدية الشهيرة الناقدة والساخرة من الوضع السياسي ( البستوكة ) سنة 1967 في (مسرح فرقة الفن الحديث) ببغداد.. والمسرحية كانت رائعة وهي من تأليف الإيطالي لويجي بيرانديللو ، عرقها عبد الجبار عباس وشاركه التمثيل زينب - خليل عبد القادر - صادق علي شاهين - زكية خليفة - عبد الجبار عباس وكانت المسرحية من اخراج سامي عبد الحميد وخليل شوقي .
وفي التلفزيون كان له حضور يشكل بأدواره المتميزة شحنة او طاقة بقوة فعله الدرامي والادائي مثل اعمال ( مسلسلات ابو طبر - سارة خاتون - مناوي باشا - رجال الظل- ابو جعفر المنصور ،  تحت موس الحلاق - فوبيا بغداد - بيت الحبايب -الهروب من المجهول - الربح والحب ) .
وفي السينما أفلام النهر - الاسوار - الحارس - الرأس - مشروع زواج .قطار الساعة 7 - المسألة الكبرى - التجربة ) .
ويحتفظ له العراقيون في ذاكرتهم بالكثير من الاعمال المسرحية والسينمائية .بعد دخول القوات الامريكية لبغداد سنة 2003 غادر العراق وظل يتنقل بين بغداد ودمشق وعمان . ثم عاد للاستقرار في بغداد .
كان الفنان كريم عواد فنانا مجتهدا مخلصا لعمله في المسرح او في وسائل التغبير الأخرى ، ملتزما بقضايا شعبه ، وكانت له قدرات كبيرة في التمثيل ، له كاريزما وصوت جهوري ، وثقافة واسعة ، وحضور فاعل .
ومع بروزه كممثل مع الفرقة القومية للتمثيل التي انتمى لها مبكرا بعد عودته للعراق من اميركا ، لكنه كان عنصرا مهما في اعمال فرقة المسرح الحديث العريقة والكبيرة ينجومها واعمالها التي لاتزال خالدة ، حيث يمكن اعتبار تأسيس (فرقة المسرح الفني الحديث ) كما كانت تسمى وقت تقديم الفنان (ابراهيم جلال) طلب الاجازة عام 1952م ، حيث ضمت هيئتها الادارية الاولى اضافة الى (ابراهيم جلال) رئيسا ، كلا من (يوسف العاني) سكرتيرا ، و(عبدالرحمن بهجت) محاسبا ، ويعقوب الامين (عضوا) .
لذا فإنه يتغير تغييرا كاملا في الشكل الخارجي لهيئة الشخصية التي يمثلها وبتقمصها. كما يمتاز بعقل وجسم نشيط، ففي هذا العقل والجسم النشيط تكمن القوة الديناميكية لتكوين الشخصية، كما أنه يخلص للدور الذي يؤديه، يعيش في أجواء الدور وبإحساس صادق. فيحاول الوصول إلى أكبر درجة من الإتقان، وعلى هذا الأساس يمكن تحديد قوة الممثل أو ضعفه أو ما يسمونه بالموهبة الفنية. وهو في ذات الوقت يمتلك الثقافة التي تعد مهمة بالنسبة للممثل بجمع الكتب التي تبحث في شئون المسرح وفن الممثل ويهتم بقراءة الشعر وزيارة المسارح والمتاحف، طبعا الهادفة وليست  الهابطة!
حفر الفنان الكبير كريم عواد اسمه على صخرة الابداع ليكون رقماً فنياً صعباً بين سائر الفنانين العراقيين، حيث يمتلك حساً قوياً لفرز الأشياء عبر موهبته المتجددة. بعد ان جسد عواد الشخصية الشعبية الكوميدية مع العديد من الشخصيات في الدراما والسينما فكان مقنعاً في كل اعماله الفنية، ويختار أدواره بعناية فائقة كما أنه حذر جدا في التعامل مع الآخرين.
يمكن اعتبار تأسيس (فرقة المسرح الفني الحديث ) وانضمام القدير كريم عواد منعطفا هاما في تاريخ تطور الحركة المسرحية في العراق من النواحي التنظيمية والفنية والفكرية والسياسية ، وبناء تكوينه المسرحي والادائي بعد ان طرح نفسه بقوة في وقت كانت فيه الفرقة الشعبية سيدة الساحة ومستندة على انجاز مسرحي هام وسمعة طيبة وتشكل حدا فاصلا بين فرق اخرى كانت اقل مساهمة وقيمة فنية وفكرية فأصبحت الفرقة الجديدة ثاني فرقة كبيرة شبه محترفة ، ملبية لحاجة اعتملت في نفوس (مجموعة من الشبان المتطلعين الطموحين قد جذب افرادها وهج هذا السحر الغريب “المسرح” وجمعتهم رابطة الفكر والصدفة ) ، من طلبة معهد الفنون الجميلة وبعض العاملين في المسرح الجامعي كجماعة (جبر الخواطر) التي كانت تقدم على قاعة كلية الحقوق مشاهد تهريجيه لا تخلو من      نقدات لاذعة ذات محتوى اجتماعي .
  فقد تميزت الفرقة في السنوات الممتدة بين 1952- 1957م ، بتقديم الاعمال المحلية التي تعالج الهموم الاجتماعية في اطار من الكوميديا ، وهذا ما يتفق مع طموحات وهدف كريم عواد، ومع انها مغلفة في كثير من الاحيان برموز وايحاءات يستجيب لها الجمهور ، لم يعمد اليها المؤلف . تقدم في إطار بسيط من المستلزمات الفنية لضعف الامكانيات متماسكة تشدها مجموعة موحدة . تقاسم الاخراج فيها (ابراهيم جلال) و(سامي عبدالحميد) .
  لكن بعد انقلاب 14 تموز 1958م ، تقدم الفنان ابراهيم جلال بطلب اجازة الفرقة مجددا ، فأجيزت في 15-10-1958م ، وتشكلت هيئتها الادارية من ابراهيم جلال رئيسا ويوسف العاني سكرتيرا وسامي عبدالحميد محاسبا وعبدالحميد قاسم ومجيد العزاوي أعضاء . وقدمت الفرقة عام 1958 (المقاتلون) ليحيى عبدالمجيد ، (جيان) من اخراج (سامي عبدالحميد) ، التزاما ودعما لقضية الثورة الجزائرية ، ومسرحية (اني امك يا شاكر) للعاني واخراج (ابراهيم جلال) تمجيدا لبطولة الام التي تتبع طريق ابنها المناضل . والمسرحيتان من المسرحيات السياسية الملتصقة بالقضايا الملتهبة المعاشة . 
وللسنوات المحصورة بين 65 – 1968 عاش كريم عواد عمق التجربة الخلاقة مع الفرقة والتي احتضنت موهبته بالرغم انه كان طالبا في كلية الفنون الجميلة ، فقدمت الفرقة خمسة نصوص محلية من مجموع ستة اعمال وهي نسبة مشاركته بها  كبيرة . من بين المحلية ثلاثة كتاب جدد على الفرقة هم (عادل كاظم) و(طه سالم) و(عبدالجبار ولي) تنحو اعمالهم منحى اجتماعيا بمعالجة جيدة . تميزت من بينها (فوانيس) بشكلها المتطور المحبوك ، بذلك فقد زاحم هؤلاء الكتاب نجم الفرقة الوحيد الفنان العاني الذي قدم عملا متميزا رغم تحفظي على مضمونه الذي عرض في ظرف سياسي دقيق ، ونال الفنان بدري ، فرصة الاخراج الوحيدة داخل الفرقة ، واختفي الفنان (عبدالواحد طه) كمخرج ناجح . وظهر مخرج جديد هو (محسن سعدون) . تميزت هذه السنوات بعرض اعمال ذات نوعية عالية في الانتاج ، واحتلال النص المحلي مرتبته الجديرة والواجبة اذ لم يظهر غير عمل عالمي واحد للفرقة .
في كانون الثاني من عام 1969م قدمت الفرقة مسرحية (تموز يقرع الناقوس) لعادل كاظم ، واخراج (سامي عبدالحميد) ، و(حكاية الرجل الذي صار كلبا) لدراكون ، ترجمة واخراج الفنان (قاسم محمد) ، و(البستوكة) تعريق (عبدالجبار عباس) عن (الجرة) لبيرانديللو ، واخراج (سامي عبدالحميد) . وقدمت في تشرين الثاني (النخلة والجيران) اعداد واخراج (قاسم محمد) عن رواية (غائب طعمة فرمان) . 
وفي آذار قدمت لأول مرة تجربة (قراءات شعرية) لشعراء المقاومة بطريقة مسرحية من اعداد واخراج (قاسم محمد) .  ثم قدمت (الخرابة) للعاني ، واخراج (سامي عبدالحميد) . وفي تشرين الاول عرضت (الخيط) لعادل كاظم ، واخراج (سامي عبدالحميد) . و(في انتظار كودو) ترجمها الى العالمية (جبرا ابراهيم جبرا) واخرجها (سامي عبدالحميد) شهد هذا العام قيام الفرقة باستئجار مسرح بغداد ، وبهذا أصبح للفرقة مكانها الصحيح والثابت ومختبرها العملي جعلها تخطو خطوات واثقة وواسعة الى الامام . 
ثم جاء التحول المهم في مسيرته المسرحية النابضة حينما اختار الفنان القدير كريم عواد الانضمام للفرقة القومية للتمثيل الفرقة المسرحية الأولى التي تشكلت بمبادرة من الفنان الرائد الراحل حقي الشبلي مع مجموعة من الفنانين المسرحيين (يوسف العاني، عزمي الصالح، سلام علي السلطان و جعفر العلاق) بتاريخ 14/آيار/1967 وكانت باكورة أعمالها المسرحية (وحيدة) من إعداد الفنان حقي الشبلي عن الكاتب موسى الشابندر وإخراج الفنان محمد القيسي وكانت فكرتها حول موضوعة الخير والشر وتم تقديمها في مسرح الفرقة السابق في كرادة مريم بتاريخ 13/10/1968.
فالغاية من تأسيس الفرقة القومية للتمثيل هو جمع الفنانين المسرحيين العراقيين الأكاديميين وكان أغلبهم من خريجي الجامعات الأمريكية والبريطانية وبعض الدول الاشتراكية سابقاً، إضافة الى خريجي أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد. وقد استطاعت الفرقة بالفعل استقطاب أغلب هؤلاء الفنانين من أكاديمية الفنون الجميلة والفرق الأهلية في بغداد، التي عملت الى جانب الفرقة القومية ومن أهمها (فرقة مسرح الفن الحديث ومؤسسها الفنان الكبير يوسف العاني مع عدد من الفنانين الكبار –خليل شوقي وسامي عبد الحميد-) بالإضافة وفرقة المسرح الحر ومؤسسها الفنان الكبير الراحل جاسم العبودي، وفرقة مسرح الطليعة ومؤسسها الفنان الكبير بدري حسون فريد، وفرقة مسرح 14 رمضان ومؤسسها الفنان الرائد أسعد عبد الرزاق، وفرقة مسرح الرسالة ومؤسسها الفنان سعدي يونس، وفرقة مسرح اليوم. والعديد من الفرق الأخرى المنتشرة في بغداد والمحافظات.
وقد جاءت ولادة الفرقة القومية للتمثيل في ظل حركة مسرحية وثقافية كان يشهدها الواقع الثقافي العراقي في أوج عطاءه ورقيه الإبداعي، مما جعل الفرقة القومية تأخذ مساراً جديداً وتتوج رسمياً لحمل راية المسرح العراقي في المهرجانات المسرحية العربية والدولية وحصلت خلالها على العديد من الجوائز والتكريمات ومن أهمها (مهرجان القاهرة التجريبي ومهرجان دمشق المسرحي ومهرجان قرطاج المسرحي والمهرجان الأردني) وقدمت عروضاً مسرحية مختلفة في المغرب وتونس، والجزائر، والإمارات والقاهرة.
ضمت الفرقة القومية للتمثيل ثلة إبداعية من المخرجين الذين امتازوا بتنوع تجاربهم واساليبهم الإخراجية واستفادتهم من دراستهم الأكاديمية في الدول التي درسوا فيها ومن هؤلاء المخرجين الكبار (سليم الجزائري) ومن أهم أعماله المسرحية (الثعلب والعنب وجيش الربيع، الأشجار تموت واقفة). والمخرج الراحل جاسم العبودي ومن أهم أعماله المسرحية (كلهم أولادي)، والمخرج الكبير الراحل إبراهيم جلال ومن أعماله (المتنبي والشيخ والغانية، البيك والسائق)، وقد اتسم أسلوبه بالمدرسة البرشتية وقد أكمل دراسته العليا في الجامعات الأمريكية. والمخرج الكبير سامي عبد الحميد ومن أهم أعماله (كالكامش هاملت عربياً، عطيل في المطبخ). والمخرج الراحل عوني كرومي ومن أهم أعماله (الخال فانيا، صراخ الصمت الأخرس، رثاء أور) وكان له مشروعه المسرحي المتأثر بالطريقة البرشتية لكنه استطاع أن يضع بصمته المتميزة في هذا المشروع.
وكذلك عمل في الفرقة القومية للتمثيل المخرج الكبير قاسم محمد وكان يعد ويكتب أغلب عروضه المسرحية مستفيداً من التراث العراقي والعربي. ومن أهم أعماله (كان يا ما كان، شخوص في مجالس التراث، الباب، طير السعد، حكايات العطش والناس) وعمل المخرج الكبير محسن العزاوي عدة أعمال مسرحية للفرقة وتميز أسلوبه الإخراج بالاهتمام الكبير بتوظيف السينوغرافيا العالية الصورة والخيال. ومن أهم أعماله (الغزاة).كذلك عمال المخرج الكبير فتحي زين العابدين الذي أنهى دراسته في تشيكوسلوفاكيا (سابقاً) (جزيرة أفروديت، الطائر الناري، صورة عائلية، الأمس عاد من جديد -وهي من تأليف يوسف العاني-، ومسرحية المحطة)..
فيما ضمت الفرقة القومية للتمثيل نخبة كبيرة من الممثلين والكتاب الكبار وقدموا أجمل العروض المسرحية وحصدوا العديد من الجوائز في المهرجانات العراقية والعربية والدولية وحصلوا على شهادات كبيرة من أهم الشخصيات الفنية في المسرح العربي والعالمي، ومن هؤلاء الممثلين المبدعين(عبد الجبار كاظم، كريم عواد ، طعمة التميمي طالب الفراتي، راسم الجميلي، غازي التكريتي، عزيز عبد الصاحب، محسن الشيخ، محمد القيسي، سليم البصري، كامل القيسي، عبد الستار البصري، عبد الجبار الشرقاوي، سامي قفطان، عزيز خيون، عز الدين طابو، عدنان شلاش، محمود أبو العباس، آزادوهي صاموئيل، فاطمة الربيعي، سليمة خضير، سعدية الزيدي، هناء محمد، شذى سالم، إقبال نعيم، عواطف نعيم، فوزية حسن، سمر محمد، زهرة الربيعي) وآخرون ممن رفدوا هذه الفرقة بأجمل ما يملكون من أداء رائع للأعمال المسرحية .
كذلك استطاعت الفرقة القومية للتمثيل تقديم عروض مسرحية عديدة تتناول موضوعات الحرب وتأثيراتها الفكرية والاجتماعية على الإنسان العراقي. إن تلك العروض ما هي إلا وجه آخر من العروض التعبوية التي تدعم توجهات السلطة من خلال ترويج رسائلها الإعلامية ومنها (إننا لا نريد الحرب، ولكنها عندما تفرض علينا نقاتل). ولابد ان نستذكر حوار قاله الفنان كريم عواد قبل ان يودع عالمه وفنه وجمهوره : يقول” عن محطات تجربته الفنية: ” لقد بدأت فنانا في مرحلة الواقعية الاجتماعية منذ ان انتميت لفرقة المسرح الحديث؛ تلك التي تقوم على المسرحيات التحريضية، والكاشفة لعيوب الواقع ومفاسده… بعد ذلك، وبالتجربة والممارسة، تبلورت لديّ صيغ المشاركة كممثل  شكلاً ومضموناً … ‎اليوم لا ينصب همي على اتجاه التمثيل فحسب، بل المسرح برمته ، وكان فيه الكثير من الإرهاصات والإسقاطات على واقع اليوم… لكن أين هو الذي يُظهرها إلى الوجود؟ لقد ولـَّدَت هذه الحالة إحباطات في نفسي، الحرية واحة كبيرة للفنان لأنها تتيح له الإبداع والانطلاق، وعلينا أن نفهمها بمغزاها الحقيقي بعيداً عن التهميش وغلق الأبواب أمام المبدعين”. توفي الراحل كريم عواد بعد سنين مضيئة بالإنجازات والجوائز بالمسرح والسينما يوم الجمعة 23 أيلول/ سبتمبر 2022، عن عمر ناهز 82 عاما بعد صراع طويل مع المرض.


تابعنا على
تصميم وتطوير