
أحيى أبناء الديانة الإيزيدية في إقليم كوردستان ومناطق أخرى من العراق، عيد الصوم إيزيد الذي يأتي بعد ثلاثة أيام من الصيام الديني، وسط أجواء اجتماعية ودينية اتسمت بتبادل الزيارات والتهاني بين العائلات، وتحضير الأكلات التقليدية الخاصة بالمناسبة، وفي مقدمتها كبة الحامض إلى جانب البرغل والرز واللحم.
وشهدت مناطق الإيزيديين مشاركة من أبناء الديانات الأخرى في التهاني، في مشهد يعكس عمق التعايش السلمي، فيما يُعد العيد مناسبة سنوية تحل في شهر كانون الأول، تجسّد معاني التقرب إلى الله تعالى وتعزيز قيم الصبر والتسامح والتطهير الروحي لدى أبناء الديانة الإيزيدية.
وجاء أحياء أبناء المكون الإيزيدي في العراق، ، بمراسم “عيد صيام إيزيد” (Rojiyên Êzî)، وذلك بعد إتمام صيام الأيام الثلاثة التي بدأت مطلع الأسبوع الجاري، وسط أجواء سادتها الطقوس الدينية والتقاليد الموروثة.
وقال أمير حج الإيزيدية، حسن زينل إن “الصيام استمر أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس، بحلول العيد”، مؤكداً أن “هذه المناسبة تمثل ركيزة دينية واجتماعية يحرص الإيزيديون على إحيائها سنوياً، بوصفها رسالة تجسد معاني المحبة والسلام، وترسخ قيم التآخي والتعايش السلمي بين جميع الأديان والقوميات”.
وأضاف زينل أن “العيد يشكل فرصة سانحة للتصالح وصفاء القلوب”، مشيراً إلى أن “الديانة الإيزيدية تنبذ الخصام، لذا يسعى الجميع في هذه الأيام إلى طي صفحة الخلافات وتجديد أواصر المودة، انطلاقاً من المبادئ الروحية التي تحث على التسامح”.
وفي ناحية “باعذرى” التابعة لقضاء الشيخان، تبادل المواطنون الزيارات والتهاني في مشهد يعكس التمسك بالهوية الثقافية والدينية ، وأجواءً من التلاحم الاجتماعي،.
ولم تقتصر المراسم على أبناء المكون فحسب، إذ شهد العيد مشاركة لافتة من قبل المواطنين المسلمين والمسيحيين الذين توافدوا لتقديم التهاني لجيرانهم وإخوتهم الإيزيديين، في خطوة تجسد عمق الروابط التاريخية وروح الاحترام المتبادل، وترسم لوحة واقعية لوحدة النسيج المجتمعي العراقي القائم على التآزر في مختلف المحافل والمناسبات.