
الاخوة نعمة عظيمة لايمكن نكرانها وكنز لايفنى فالاخ هو رفيق الدرب وروح الحياة وبدونه لايكون اي معنى ولاروح للحياة ويقال اخوك هو سيفك وترسك عندما تكون محقا . اخي هو السند والعزوة وهو من يحميني وقت ضعفي ويسندني وقت الشدائد ولنا في الرسول محمد « ص» اسوة حسنة في وصف مكانة الاخ فيقول «ان المؤمنين اخوة واحب الناس الى الله انفعهم لاخوانه» وان من اكرم اخاه المسلم فكأنما اكرم الله ويجب اكرام الاخوة بالبشاشة واللطف وقضاء الحوائج فالاخوة في الله كنز عظيم والتعامل معهم يكون بالود والرحمة. هذه المقدمة عنوان لمدخل مقالنا عن الاخوة حيث شدني ما سمعته من حكمة يوم حضرت احد المجالس العشائرية وشدني اكثر حديث لاحد الشيوخ الحكماء عندما قال في حديثه داخل المجلس عن حادث قتل وقعت بين اخوة من العشيرة وذكر الشيخ الحكيم قصة وقال « كان هناك اخوة اثنين متحابين تزوجا فرزق احدهما بخمسة ذكور ورزق الثاني بخمس اناث وبعد سنين حدث نزاع بين العم راعي البنات مع اولاد شقيقه بسبب قطع وشحة الماء التي تروي مزرعته وعندما شكا العم حاله امام ابناء شقيقه فقام ابناء اخيه بالاستهزاء بعمهم وزجروه بكلام جارح فطأطأ الرجل رأسه وتأسف لما يحدث وفجأة شاهد هذا الموقف شقيقه وكان يحمل بندقية فأقشعر بدنه وزادت عصبيته للحادث وبدأ يطلق النار على اولاده حتى قتل اثنين منهم وهرب الباقون وعندما ساله المارة عن سبب قتل ابنائه قال وبحسرة لقد رأيت اخي يضع اصبعه في فمه ويتحسر فارتفعت العصبية لدي شفقة لحال اخي وقمت بقتلهم انتقاما لكرامة اخي ثم اردف الشيخ قائلا بهذه الروحية من المحبة للاخ تعامل الرجل مع ابنائه الجاحدين لمحبة عمهم وبهذا اقول لكم مخاطبا المجتمعين اصحاب الخصومة بهذه الروح اخاطبكم ان تتعاملوا مع الحادث الذي حصل بينكم ولاتتهوروا وتتعاملوا مع الحدث بلغة الانتقام فالاخوة شيء مقدس لايمكن التفريط بها فكونوا اخوة متحابين في الله وبحسب المثل الدارج « اني واخوية على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب « فلا تجعلوا الغضب يعمي عيونكم وتتخاصموا على اشياء تافهة وهذا مثلنا في العراق فكلنا اخوة متحابون في الانتماء الوطني والديني لافرق بيننا في الدين او المذهب سوى محبة الله ومحبة بعضنا لبعض بعيدا عن الانتماءات المذهبية والطائفية التي يراد منها تفريقنا وذبحنا من الوريد الى الوريد على يد القوى الاجنبية بلا شفقة او رحمة كما حدث في غزة ولبنان وليكن شعارنا وحدة الدم والدين والانتماء الوطني الذي هو اسمى من اي اعتبارات اخرى.