رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
رياضتنا ونقطة الصفر


المشاهدات 1125
تاريخ الإضافة 2025/12/03 - 9:27 PM
آخر تحديث 2025/12/04 - 5:23 PM

تعودنا ونحاول دائمًا عندما نكتب نقدًا أو نتناول موضوعًأ وحالة ما أن ننظرإلى نصف القدح المملوء، إلا إن الحال الذي وصلت إليه رياضتنا يحتم علينا نقد الذات، وإعطاء صورة تشاؤمية عن الوضع الرياضي الذي نعيشه، مؤكداً أن كل الصراعات هي ظاهرة صحية لأي منظومة رياضية في جميع أنحاء العالم، وفي تصوري يجب أن يعمل كل أصحاب الشأن ومن له علاقة على إيجاد حلول حقيقية لرياضتنا وألا نتناولها بشكلها الخارجي دون الغوص في أعماقها وإجتثاثها من جذورها. 
إذ تحتاج رياضتنا لإعادة هيكلة وصياغة جديدة تتوافق مع التوجهات التنموية لهذه البلاد، سواء على المستوى الإداري أم الفني وحتى الإعلامي، نحتاج لكفاءات شابة من شأنها الانطلاق نحو بناء رياضة عصرية بفكر جديد يتلائم مع متغيرات العصر، وقبل ذلك نحتاج إلى الوعي الكامل بضرورة التغيير والبحث عن الجديد، فالوسط الرياضي يكاد يكون منغلقا على ذاته، ويتمحور حول شخصيات ثابتة ليس لديها روح الإستمرارية والنفس الطويل في التعاطي مع المتغيرات العصرية، وتتعاطى بمفاهيم أكل عليها الدهر وشرب، نحن بحاجة إلى رجال مرحلة يعيشونها بكل تفاصيلها ويضعونا دائما على مشارف الحقيقة، من غير عناء ولا تكلف، عقود من الزمن وشخصياتنا الرياضية لم تتغير، تتكرر علينا في جميع المناسبات، ولهذا نحن نقف عاجزين عن إيجاد أفكار تعالج وتحارب كل الأفكار الشاذة التي تنخر في جسد رياضتنا.
كمية إحباط كبيرة باتت تسيطر على الشارع الرياضي، لا أعلم هل الساحة الرياضية كانت بهذا الشكل ولم نكن نراها جيداً، أم أن وسائل التواصل الاجتماعي أفرزت لنا الكثير من الأمور حتى وصلنا إلى هذا الحد؟، لكن كل ما أعلمه جيداً أن هناك إنفلات كبير، فأصبحنا مثلاً نتابع كرة “كلام” لا كرة قدم، وأصبحت السخونة خارج الملعب وليس داخله، وأصبح التشجيع والحماس خارج المدرجات وداخل منصة “فيس بوك” حتى أصبح  يشكل الرأي العام ويؤثر على أصحاب  القرار، والفائز في الرياضة الآن من يمتلك منابر إعلامية قوية، ومن يجند جيش من المراهقين لتنفيذ أجندته والتعزيز لآرائه حتى لو كانت غير منطقية، بالتالي إلحاق الضرر بالخصم من باب الإختلاف  بالميول.
في رياضتنا بات الجميع سواسية، ولم نعد نفرق بين مسؤول وبين إعلامي وبين مشجع، فالكل يميل إلى الصوت العالي، وإلى اللا منطقية أكثر من المنطقية، وإلى الكذب والإفتراء أكثر من المصداقية والحيادية.
في رياضة كرة “الكلام” الكل مستفيد إلا كرة القدم  الكل متواجد إلا منتخب الوطن غائب لأن النتاج العام لا يتواكب معه ولا يلتقي معه، في رياضة كرة الكلام تحول المنتخب من بطل إلى حمل وديع، وتحولت الأندية من التواجد بالمحافل القارية إلى مجرد رقم يحضر ضمن أرقام أخرى لا تقدم ولا تؤخر وتحول اللاعب العراقي من موهبة فذة إلى رأس منفوخة وجيوب ممتلئة بالملايين.
كمية إحباط كبيرة لدى أهل الشأن جراء ما يحدث حولنا في الوسط الرياضي، إذ باتوا يشعرون أننا عدنا إلى منطقة الصفر التي بدأنا منها وأصبحنا مجرد ظاهرة صوتية.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير