رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
Zootopia 2 يعتلي قمة شباك التذاكر


المشاهدات 1154
تاريخ الإضافة 2025/12/02 - 8:46 PM
آخر تحديث 2025/12/03 - 6:25 PM

يعود عالم «زوتوبيا» بعد تسعة أعوام لا ليستعرض عضلات الحنين فحسب، بل ليختبر: هل ما زالت مدينة الحيوانات قادرة على بناء مغامرة ذكية تُضحِك الصغار وتخاطب الكبار؟ الفيلم من إخراج )جاريد بوش( و)بايرون هوارد(، وكتابة )بوش(، مع صوتَي )جينيفر غودوين( و)جيسون بيتمان( عائدَين في ثنائي جودي هوبس ونيك وايلد، وإضافات لافتة بينها )كي هوي كوان(، )شاكيرا(، )إدريس إلبا(، و)كوينتا برنسون(. مدة العرض نحو ساعةٍ وثمانٍ وأربعين دقيقة، وتصنيف PG.  
الحكاية تُفتح على قضيةٍ جديدة تهزّ توازن المدينة: وصول شخصية تُدعى (غاري ديسنيك) يشعل سلسلة أحداث تضطرّ (جودي) و(نيك) إلى التنكّر ودخول مناطق غير مألوفة داخل زوتوبيا، حيث يُختبر تعاونُهما وحدودُ الثقة مع تصاعد الشكوك تجاه «المختلفين». لا يعتمد السرد على مفاجأةٍ وحيدة، بل على مسار تحقيق يتكشّف طبقةً بعد طبقة، مع ما يكفي من فواصل الكوميديا الذكية والتهكّم الاجتماعي الذي ميّز الجزء الأول. هذا الخط العام تؤكده مادّة ديزني الصحفية: تحقيق مُتعرّج، وشراكة تمرّ بضغوطٍ حقيقية.  قيمة الفيلم في طريقة إدارة المزاج بين الحركة واللمسة الإنسانية. لقطات الملاحقة لا تركض بنا في متاهة مؤثرات، بل تُبنى على وضوح جغرافي للصورة: أين تبدأ المطاردة وأين تنتهي، ومن أين يأتي الخطر. وعندما يهدأ الإيقاع، تُترك مساحةٌ للثنائي كي يتنفّس—نكات قصيرة، تلاعب لفظي، ونظرات تقول ما لا تقوله الجملة. خيارات الإخراج تُبقي الكاميرا قريبة من الوجوه حين يلزم، وتعود إلى اللقطة الواسعة لتؤكد اتساع المدينة وتنوّعها من دون ضجيجٍ بصري. على مستوى الأداءات الصوتية، يحافظ (جيسون بيتمان) على إيقاع «الثعلب الظريف» الذي يخبّئ حذرًا داخليًا، بينما تمنح (جينيفر غودوين) (جودي) مزيجًا من الحسم والود، فتبدو قراراتها امتدادًا طبيعيًا لشخصيتها. (كي هوي كوان) إضافة موفّقة: حضور صوتي محكوم بالإيماءة الخفيفة والتوقيت، لا بالصراخ. وتعود أصواتٌ محبوبة من الجزء الأول لتذكيرنا بالهوية اللطيفة للعالم، من دون أن يتحول الأمر إلى استعراض ضيوفٍ فحسب. وتحت ذلك كلّه موسيقى (مايكل جاكّينو) التي تُمسك الخيط العاطفي وتضبط الانتقال بين المزاح والتحقيق بحيث لا ينفلت الميزان.   بصريًا، لا يكتفي العمل بطلاء النيون؛ الإضاءة واللون في خدمة المعنى: أحياءٌ تتبدّل ألوانها بحسب المزاج الاجتماعي للمشهد، وديكورات مرسومة بحيث تسمح للحركة أن تُقرأ من أول نظرة. تصميم البيئات يحتفظ بنبرة «مدينة حقيقية ذات قوانين»، لذلك تبدو النكات المرجعية والإحالات الثقافية كتوابل، لا كطبقٍ رئيسي وهو ما لاحظه كثير من تغطيات المتابعة التي تحدّثت عن طبقات من اللمسات المرجعية دون أن تطغى على الحكاية.   أما صناعيًا، فالفيلم افتتح عطلة الشكر على قمة الأرقام: نحو 156 مليون دولار داخل أميركا خلال خمسة أيام، وقرابة 556–560 مليونًا عالميًا بافتتاحٍ هو الأكبر لفيلم أنيميشن على الإطلاق، والرابع عمومًا؛ أرقام تضع الجزء الثاني مباشرة في صدارة موسم الأعياد وتؤكد شهية جمهور القاعات للعناوين العائلية المحبوكة.  
هل هو أفضل من الأول؟ ليس هذا السؤال العادل دائمًا. الأهم أنّ «Zootopia 2» يظل وفيًّا لما نجح سابقًا—ذكاءٌ اجتماعي يُقال بخفة، و«أكشن» يُفهم قبل أن يُبهر—مع توسيع الخريطة الدرامية لشخصيتين أحببناهما. هذه عودة تُذكّر بأن فيلم العائلة يمكن أن يضحك ويُفكّر في آن؛ وأن مدينة الحيوانات ما زالت مكانًا نعود إليه… لنعرف أنفسنا أكثر ونحن نضحك.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير