
لم يعد لدىنا سوى شيء واحد.. متى يصل مارك سافايا؟ جميعنا ننتظر سافايا. القادة السياسيون. زعماء الكتل والأحزاب. النواب المنتخبون حديثا. المستبعدون والمضروبون بوري . المحللون السياسيون بل حتى الستراتيجيون منهم او المتسترجين. باعة اللبلبي والباقلاء. جماعة الحاجة بالف. ربات البيوت. البلوكرات. سواق السايبا والتاهوات. جماعة “عتيك للبيع”. عمال البلدية, وجباة الضرائب, أصحاب محلات مقاهي الناركيله والمعسل, مطاعم الأربع شوارع في اليرموك, صديقي الذي نتسوق أنا وهو البطاطا والطماطة واللحم المثروم في حي الحسين. لكن سافايا لم يصل بعد. متى يصل؟ لا أحد يدري, وشعار الجميع “ اليدري يدري والمايدري كضبة عدس” أو ربما كضبة قنب وهي الزراعة التي يشتهر بتجارتها سافايا الولد المحبوب الذي لاتفارق الابتسامة محياه حتى حين يهدد ويتوعد. الجميع أعدوا العدة وأكملوا كامل الإستعدادات وواجبات الضيافة لماذا؟ لان سافايا سوف يصل اليوم أو غدا أو بعد غد حالنا في إنتظاره مثل حال أهالي روما الذين كانوا ينتظرون البرابرة كما في قصيدة قسطنين كافافي. في قصيدة كافافي “في إنتظار البرابرة” أجل مجلس الشيوخ جلساته وسن القواني لماذا؟لأن البرابرة يأتون اليوم. فعندما يأتي البرابرة سوف يضعون القوانين . حتى الإمبراطور إستعد جيدا لأن البرابرة يصلون اليوم. الخطباء المفوهون أيضا ينتظرون مثل محللينا السياسيين وسط قلق وفزع بل وحتى غم.. لماذا؟ لأن الليل قد أقبل ولم يأت البرابرة. وأخيرا وصل بعض الجنود الى الحدود ليقولوا “ ما عاد للبرابرة من وجود”. “يابه شلون”؟ بل ماذا نفعل بدون البرابرة، ما الذي سيحدث لنا .. الم يكن هؤلاء البرابرة جزءا من الحل؟ الأمر نفسه يكاد ينطبق على سافايا الذي قد يأتي ولا يأتي. مع ذلك السؤال الأهم هو ماذا إذا قرر سافايا الا يأتي ماذا نفعل وقد أعددنا كل شيء لمرحلة مابعد سافايا؟ بل ماذا لو جاء سافايا باحثا عن حل لا لأزمة إنتظارنا بل لأزمة القنب الذي يشتهر هو بزراعته؟ سافايا مثل توم براك مثل ويتكوف رجال أعمال أرسلهم رجل أعمال بدرجة رئيس دولة إسمه دونالد ترمب. ماذا فعل ويتكوف لاوكرانيا وماذل فعل براك للبنان. وماذا سيفعل سافايا للعراق؟ الأمر لا يحتاج الى بطل. قد يأتي سافايا ويرحل والقوى السياسية منهمكة في تشكيل الحكومة وفق التوقيتات الدستورية وربما خارج التوقيتات الدستورية. فالعملية السياسية تحتاج بعض التضحية وقادتها يمونون على الدستور, بل طالما مالوا عليه وفي عديد المرات “....” عليه. من جانبنا ماذا نقول لأصحاب الحاجة بالف وربات البيوت و”العتيك للبيع” وباعة اللبلبي والباقلاء والبلوكرات وسواق السايبا والتاهوات حين لايأتي الولد المحبوب سافايا. والأقمش ماذا نقول لهم وقد جاء سافايا ليبارك إحترام التوقيتات الدستورية سواء ملنا عليها أو “....” عليها.