الزوراء/ خاص
تلقت  جريدة الزوراء  دعوة رسمية من المخرج  هادي ماهود لحضور العرض الأول لفيلمه الوثائقي  «حزن للبيع» ، وذلك يوم  الجمعة الموافق الخامس من كانون الأول على  قاعة الغدير في السماوة ، عند الساعة  الثالثة والنصف عصرًا ، وبحضور راعي الحفل  قائمقام قضاء الخضر في محافظة المثنى.
يمثل الفيلم أحدث أعمال ماهود الثقافية بعد تجربته السابقة في فيلم  تراتيل السومري  عام 1998، ويستكمل فيه مشروعه التوثيقي الهادف إلى رصد تجارب الشعراء والفنانين العراقيين في المنافي. وعلى الرغم من محدودية الدعم الذي طالما أعاق تنفيذ مشاريعه، تمكن المخرج من إنجاز هذا العمل بفضل دعم نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي ومدير دائرة السينما والمسرح، ما أتاح له التنقل بين العراق والمملكة المتحدة لتتبع مسيرة الشاعر خالد العامري الخضري. 
يركز الفيلم على محطات حياة الشاعر الممتدة بين  الخضر والسماوة ودبي وجدة ومانشستر، مسلطًا الضوء على تجربته مع الاغتراب منذ سبعينات القرن الماضي، حين أجبره التضييق السياسي على مغادرة العراق.
 ويبرز العمل ثيمة الحنين المتجذر لدى العامري تجاه مدينته الأولى وملاعب طفولته، إضافة إلى تتبّع مسيرته الإبداعية الممتدة من عام 1979 حتى 2025، والتي أثمرت ست مجموعات شعرية بارزة بينها  تگلي ارتاح؟ بنت الملك قطار الـياريت الملحمة الخضرية حزن للبيع  إلى جانب مجموعته الفصيحة  أنين الغربة  الصادرة عام 1984. كما يتناول الفيلم مرحلة إصابة الشاعر  بسرطان الكبد وتحديه لهذا المرض عبر إرادة صلبة مكّنته من مواصلة نشاطه الثقافي في مانشستر ولندن، حيث يشارك في قراءات شعرية تتسم بالحزن الشفيف والإحساس العميق بالغربة.
اعتمد ماهود في الشهادات التي ضمّنها الفيلم على نخبة من أصدقاء الشاعر وزملائه في إذاعة  صوت الشعب العراقي التي كانت تبث من جدة، بينهم  عبدالحميد الصائح  و عودة وهيب  وآخرون. وتبرز في الفيلم شهادة لافتة للشاعر  عارف الساعدي  الذي وصف السماوة بأنها مدينة لا وظيفة لها سوى إنتاج الأبناء المخلصين، وأن أهلها أصدقاء الغيم وحراس الأنهار الشرسة. كما يستحضر رؤية الشاعر الشعبي  ناظم السماوي  الذي أكد أن الغربة كوّنت لدى العامري هوية وطنية أكثر رسوخًا.