
يستعرض المؤلف سمير النشمي في هذا الكتاب ــ بجزئيه الأول والثاني ــ رحلة بحث معمّق في موضوع الضلال والتضليل البشري، وكيف تحوّل إلى ظاهرة ممتدة عبر العصور. جاء الجزء الأول في 364 صفحة، بينما احتوى الجزء الثاني على 398 صفحة، وقد بُني العمل على منهج تحليلي لتفسير عدد من الآيات الكريمة وما تحمله من دلالات في هذا المجال.
في الجزء الأول، يتناول الكتاب الآيات الواردة من سورة الفاتحة حتى سورة المؤمنون، مركّزاً على طبيعة المكر الذي يمارس في الليل والنهار ضد الإنسان، وكيف واجه الأنبياء والرسل عبر التاريخ أشدّ أصناف العداء من أقوامهم، لا لشيء إلا لأنهم دعوهم إلى الإيمان بالله وترك عبادة الأصنام والأوثان التي ورثوها عن آبائهم. ويروي الكتاب مواقف تُظهر استجابة الله تعالى لأنبيائه بإهلاك الأقوام التي أصرت على الشرك وسوء العمل، بعد أن انقادوا لإغواء شياطين الإنس والجن. وينطلق المؤلف من قصة إغواء إبليس لآدم عليه السلام، مبيناً كيف دفعه الحسد والعصيان إلى رفض السجود، فصار عدو البشرية الأول، وسعى منذ ذلك الحين إلى إيقاع الإنسان في الفتنة والرذيلة.
أما الجزء الثاني، فيتابع تفسير بقية السور وما يتصل بها من وسائل التضليل الحديثة، مبيناً اتساع رقعة الإغواء في العصر الراهن مع تضخم عدد البشر وتعدد الأجهزة التي تبث الصور والأفكار، فتملأ حياة الناس لهواً وإلهاءً.