رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
سعف النخيل حكاية تراث تروى


المشاهدات 1459
تاريخ الإضافة 2025/11/19 - 9:52 PM
آخر تحديث 2025/11/23 - 8:52 PM

 يعدّ سعف النخيل واحداً من أهم الخامات الطبيعية التي شكّلت جزءاً أساسياً من حياة الريف العراقي عبر العصور. فلم يكن السعف مجرد بقايا شجرة، بل مادة حيّة تدخل في تفاصيل الحياة اليومية، وتُجسّد قدرة الإنسان الريفي على توظيف الطبيعة وتحويلها إلى أدوات نافعة تحافظ على استمرارية العيش.
أول ما يتبادر إلى الذهن هو  صناعة الحصران التي تزيّن بيوت الريف وتوفّر لهم فرشاً خفيفاً وبارداً في الصيف. كما يُستخدم السعف في  صناعة القفف والمهفات  التي يعتمد عليها الأهالي في تخزين الحبوب والتمر، وفي ترويج الهواء أيام الحر القائظ. ولم تغب  السلال  المصنوعة بدقة عن الأسواق الريفية، خاصة تلك التي تستعمل لنقل الخضروات والفاكهة.
وفي مجال البناء، كان للسعف دور مهم في  تسقيف البيوت  وتدعيم الأكواخ، حيث يمتاز بخفته ومتانته وسهولة تشكيله. كما يدخل في صناعة  الزوامل والجنادل  التي كانت تُستخدم لحماية البيوت الطينية من الأمطار والشمس.
أما الأطفال، فكانوا يستلهمون من السعف ألعابهم البسيطة، مثل  الخيل المصنوع من السعفة  أو  العجلات الصغيرة، لتتحول هذه المادة إلى جزء من ذاكرة الطفولة الريفية.
هكذا مثّل سعف النخيل ثروة حقيقية مكّنت سكان الريف من تحقيق الاكتفاء بمواد البيئة، وجسّد صلة الإنسان بالأرض والنخلة التي شكّلت ظله وغذاءه وأدواته وحياته اليومية.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير