رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الإعلام هيبة لن تموت


المشاهدات 1159
تاريخ الإضافة 2025/11/17 - 9:35 PM
آخر تحديث 2025/11/19 - 1:21 AM

لا لتكميم الأفواه، فـباب النقد لن يوصد، والإعلام بكل قنواته المرئية والمسموعة والمقروءة، فضلًا عن مواقع التواصل الاجتماعي، يتمتعون بحرية الرأي وطرقهم معبدة لا حُراس عليها، حرية نُحسد عليها ليس في المنطقة حسب، بل وفي دول زرناها وعشنا فيها عربية واجنبية، وكنا نعتقد أن حرية الكلمة فيها ليست مقيدة، حتى تيقنا وشاهدنا بأم أعيننا أن ما نحظى به من حرية الرأي لا يتمتع به الكثير ممن تتشدق بلادهم بالديمقراطية صباح مساء!.
نعم ويشهد على ما أقول فاطر السموات والأرض، فنحن متى ما تيقنت أنفسنا حقيقة أمانة الكلمة وصدق المعلومة ومن ثم إستشعار مسؤولية ما ننقله عنا وعن غيرنا فلن نحتاج لرقيب أو حسيب على ما نقول وننقل ونكتب، هذه هي الحقيقة، أما الذين إمتهنوا تضليل الحقيقة فأهدافهم واضحة، فهم يريدون المكسب بالطول والعرض، بالقوة أم بالمكر والحيلة يريدون المكسب كونه الأهم لديهم، وإذا لم يتحقق لهم ذلك بالفعل داخل الميدان يطمحون في أن يتحقق لهم بالصوت المرتفع!.
نسمع ونقرأ كثيراً عن المهنية، ولا أدري من باعها بأرخص الأثمان، لكنني أعلم أن المهنية في الإعلام تعني الصدق في الطرح والوعي في التناول وزيدوا ما ترونه مناسبا من الكلمات لنصل إلى المعنى الأجمل للمهنية. أحياناً أجد من العبارات ما يضعني في مواجهة مع من يرى أنه وصي على مستقبل الرياضة ومستقبل الإعلام الرياضي، مواجهة حوار وليس صراخا، ففي هذا الزمن من لا يملك القدرة على محاورة الآخرين الأفضل له أن يبتعد عن مواجهتهم لكي لا يسقط، والسقوط لا يوجد له إلا معنى واحد وإن حاول الفلاسفة تحوير ذلك فلربما لا يوجد معنى أكثر وضوحاً من أن يسمى السقوطُ، سقوطاً. 
ما حصل ويحصل حلقة أخرى من مسلسل “الثرثرة الفارغة” الذي تنتجه دائرة صنع القرار ليشغل عقول الوسط الرياضي، ويتيه بالنخبة في سجالات ونقاشات بعيداً عن التفكير برداءة العمل وخواء الفكر والرداءة المستفحلة والفساد الذي يعشش في تلك الدائرة ويستنزف وطناً يمتلك كل المقومات ليكون الأفضل عربياً على الأقل! 
أطراف ثابتة تـُخطئ وتكرر الخطأ بالخطأ، وعندما يفضح الجمهور سرها تتجه صوب الإعلام مرة تهاجمه، ومرة تحاربه، وتارة أخرى تحاول أن تقسو على ما فيه من الجمال، حالة تعودنا عليها في هذا الوسط، فالذين إمتهنوا مسلك الخلل باتوا بارعين جداً في التضليل والتحايل والتحريض على هذا الإعلام، الذي سرعان ما يتسابقون عليه مثلما يتسابق الجائعون على بقايا الرغيف اليابس حتى أصبح شماعة يعلق عليها المخطئ كل ما إقترفت يداه، فقط ليصبح في منأى عن أية محاسبة.
ما الذي فعله الإعلام الرياضي؟ السؤال واضح والجواب أوضح، وأجزم أن من يرغب بتفاصيل الجواب فإنه سيسمع من الكلمات ما يكفي لأن يعيد لهذا الإعلام هيبته التي لن تموت بفعل فئة تجيد الضحك على الذقون في اليوم الواحد ألف مرة.
مسألة الخلاف أو الإختلاف فيها أكثر من وجهة نظر وحلها لا يستحق كل هذا الضجيج. أما من وضع الصحافة والإعلام الرياضي في وجه العاصفة فهم بهذا الفعل يؤكدون أن صوتنا مؤثر، أرعبهم وهز كيانهم. والجميع يعلم تماماً من أقصد لهذا لن أدخل في التفاصيل لكي لا أبدو أمامكم كالذي صنع مشيته ومشية الغراب.
إعلامنا جميل، وإذا زل قلم وتجاوز متحدث وخرج عن النص، فهذه حالة شاذة تمثل صاحبها ولا تمثل كل الإعلام الذي ما زال يؤدي رسالته، يدعم ويساند وينتقد ويُعنونُ على أوراقه المفيد من القول.
ساءني وربما ساء الأغلبية من زملاء المهنة التجني على الصحافة والإعلام الرياضي من أناس دخلاء أتى بهم الظرف الراهن (زمن الفوضى)، إلا أن هذا لن يمنعني أن أقول إن ردة الفعل منحتنا الفرصة لمزيد من التألق في سبيل التأكيد على أن هدفنا واحد.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير