رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
سلطان الخطيب .. سيرة فنية تشبعت بالموسيقى وتوجت بالعالمية


المشاهدات 1785
تاريخ الإضافة 2025/11/16 - 9:00 PM
آخر تحديث 2025/11/23 - 8:37 PM


سلطان الخطيب الموسيقار العراقي الذي اختارته «بي بي سي» ضمن أهم 5 عازفي بيانو في آسيا، يعتبر عضواً مؤسساً «لأولمبياد الفن العالمي» في باريس، ويشغل الآن منصب ممثل رئيس الأولمبياد، وقبل كل هذا بقي الخطيب في ذاكرة الناس في بغداد وأبوظبي ، باعتبار أنه كان رئيس قسم الموسيقى والمسرح في المجمع الثقافي، والدوحة الان مع مؤسسة كتارا الثقافية
في نهاية صيف من سنوات الخصب في بغداد كان البدء وبرعاية الأبوين وُجِّه سلطان الطفل آنذاك إلى مدرسة الموسيقى والباليه ببغداد ولأن الموسيقى الكلاسيكية كانت قدره لم ينجذب الطفل إلى آلات شرقية رائجة كثيرا ما فتنت غيره من الأطفال، أما هو فحين رأى البيانو وهو في سن السابعة أدرك أنه وجد إلفا وراح يتهجى مفاتيح الإبداع الأولى لتبدأ سمفونيته الأثيرة مع الأبيض والأسود ولعبة اليدين ثنائيات لازمته.
سلطان الخطيب فنان مثقف لم يكتفِ بالعزف، بل قدم العديد من المحاضرات التي تتحدث عن الموسيقى والآلات الموسيقية القديمة والحديثة، وذهب أبعد من ذلك ليحصل في النهاية على درجة الدكتوراه في علاقة الفنون في ما بينها، وحاضر في أكثر من مكان ليشرح علاقة الفن التشكيلي بالموسيقى، منها التي ألقاها في بابل. واستعان بمجموعة من اللوحات العالمية، التي تعود لعباقرة الفن التشكيلي أمثال دافنشي وديلاكروا، وغيرهما، وربط ما جاء في أعمال هؤلاء الفنانين مع عدد من الجمل الموسيقية، التي شكلت مقطوعات موسيقية لمشاهير موسيقيين أمثال يوهان سباستيان باخ.. تتميز مسيرة المايسترو سلطان الخطيب الذي أسس وقاد فرقة الكورال الوطنية العراقية يعتبر العزف فكراً وطاقة تسخّر وتستدرج، ليصدح الصوت حاملاً ما يحمله من فكر.  وعازف البيانو العراقي سلطان الخطيب بأنها سيرة تشبعت بالموسيقى، لم تقف عند حدود الموهبة، بل تُوجت بدراسته لها منذ كان طفلاً بعمر 7 سنوات، فجاءت أعماله عميقة تستند إلى الحرفية والتمرس، واستطاع بروح الإبداع والخبرة أن يحقق العالمية.  
  يؤكد الفنان الموسيقار العراقي سلطان الخطيب على أن أصل البيانو يعود إلى القيثارة السومرية التي تقوم على المفهوم نفسه بالضبط فيما يتعلق بالآلات الوترية. فالصندوق الصوتي في البيانو يتواجد تحت الأوتار، فبدلًا من أن تكون الأوتار عمودية في القيثارة السومرية أصبحت أفقية وصاروا يعزفون عليها برؤوس أصابع اليدين على مفاتيح البيانو ثم تطورت هذه الآلة. أنا أقول إنّ الفضل لكل الآلات الوترية يرجع إلى الصندوق الصوتي، فكل الآلات الوترية لديها صندوق صوتي مثل القانون والجلو والكونترباص وغيرها.
العراق اليوم كوطن فإنه لم يغادر سلطان الخطيب فهو في بحوثه وفي دفاتره وفي بيته الأقرب إلى متحف عراقي صغير حيث يحتفظ الخطيب بأعمال أبرز الفنانين العراقيين فهو كنزه المُعلق على حائط داره يتفيأ بقربه ظلال إبداعات موطن الفن الذي كان ويصل النفس بالعراق الذي يحب، وطن يحمله يعزفه في سوناتا حزينة ويكتبه كلما دوَّن ذاك اللحن أو عنَّ له أن يحلق بعيدا صوب أيام خوالي حين تراوده فكرة العودة والحنين.لكن المحطة قبل الأولى هي كانت عندما كان طالبا في بودابست كان له حفل مهم في قصر تاريخي اسمه أبودا هذا يمكن أن يعتبر أول عربي يدخل إلى هذه القلعة القديمة لكن المحطة اللي خارج العراق الحقيقية هي كانت عمَّان الأردن تعرف ببداية التسعينيات كان الطريق الوحيد المفتوح من العراق هو البوابة الوحيدة إلى العالم هو الأردن,
هو اليوم يعمل في كتارا بالدوحة، انه فضاء رحب لألوان شتى من الفنون أبقت على روح المبدع فيه ولم تنأى به المسؤولية عن شغفه القديم بالموسيقى الكلاسيكية عزفا وتنظيما وإشرافا لإيمانه بأن هذا اللون ظل يُنظر إليه كفن الآخر في الزمن الغابر ولا علاقة له بالشرق أو بالعرب حتى من قبل النخب. كما يمكن للمتجول في المجمع الثقافي في كتارا أن يصادف الموسيقار سلطان الخطيب في إحدى الفعاليات بابتسامته وهدوئه الدائم، إذ كان كل ما فيه يترجم الفن إلى أسلوب حياة.
وللموسيقار سلطان الخطيب قصة مع الأقراط الآشورية، يقول عنها : عام 1998 وجدوا أكبر كنز في مقبرة آشورية كان عبارة عن 32 قرط الملوك الآشوريين كانوا يرتدوها، فرجع سنة 1990 إلى بغداد وحضر محاضرة كان جدا مهتم كونه مهتما بالتاريخ وكان كل سنة في الصيف أثناء ما كان طالب إنه يرجع إلى بغداد ويذهب للمتحف العراقي ليأخذ كل المصادر ويصوروا له ويرسلوها له إلى بودابست على ميكروفيلم ليدخلها في المكتبة في بودابست، الآن فيه مكتبة كبيرة في أكاديمية (France List) للموسيقى والآلات الآشورية والسومرية والبابلي لمنطقة وادي الرافدين أغنيتهم ففوجئ بأن يرى في السلايدات التي قدمها محاضر إنه كيف وجدوا أقراطا كانوا يرتديها الملوك الآشوريون وهي 32 قرط بحالة ممتازة 100% وهو كان فرحان أنه اكتشفه كشيء ذهبي.
العراق اذن موطن الموسيقى منذ القدم .. كيف حاله اليوم ؟
- الموسيقى في العراق الآن تبكي، الموسيقى تبكي مدرسة الموسيقى والباليه تبكي، يعني رأيت مناظر سببت لي أرقا، وأعتقد حتى أثَّرت فيّ نفسيا عندما شاهدت مدرسة الموسيقى والباليه يُؤخذ منها البيانوهات وتُكسَّر ومن خلال التقارير الصورية تُكسَّر، يعني هذه المدرسة اللت بنت وفيها أكثر من خمسين بيانو وأكثر من أجيال.. أجيال خرجت ترجع وترى مكان أطلال، أطلال الموسيقى التي بنت أجيالا، بنت سلطان، وبنت أسماء كثيرة في العراق ساهموا بها عمالقة، إن شاء الله نتمنى كل الخير، ويرجع بلدنا هذا البلد الذي تحيط به لمحة حزن موجودة عبر التاريخ، حزن الأغنية، الحزن العراقي موجود، وهذا ما ميزني بالعالم.
* قدمت أول مشروع في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية وهو تقديم آلة العود بالموسيقى الكلاسيكية، اين وصل هذا المشروع ؟
-  أنا مشروعي هو بالدرجة الأولى الموسيقى الكلاسيكية وليس الموسيقى الشرقية، أنا فخور أني عملت أول مشروع في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية، أنه آلة العود التي تقدم الموسيقى الكلاسيكية بحذافيرها بدون تحوير هذا المهم، وقدمتها في عدة أكاديميات، منها الكونسرفتوار، أكاديمية اليرفان اللتي هي عاصمة أرمينيا، إنه خاتشادوريان عملاق الموسيقى العالمية، واحد من العمالقة واسمه يحمل هذه الأكاديمية، كان نجاحا باهرا من قِبَل المتخصصين ورؤساء الجامعات الموسيقية، وطُلِب من عندنا أن نقدمها للمرة ثانية في أكاديمية أخرى في منطقة غومري، ووصلتنا دعوات إلى فنلندا ودعوات إلى دول أوروبية ودول عربية أيضا من المهتمين في مجال التجارب الموسيقية الكلاسيكية الجديدة، وأحسبها نجاحا بأني قدرت الوصول إلى نقطة جديدة في تاريخ الموسيقى العالمية.


تابعنا على
تصميم وتطوير