
ولدت في مدينة الناصرية، والدها الشاعر عبد الرحمن رضا، وخالها الشاعر جعفر الخياط.. بدايتها كانت بالمشاركة في النشاطات المدرسية، جاءت من سوق الشيوخ الى بغداد تحمل معها موهبتها وطيبتها وابتسامتها، وبعدها اصبحتٍ رقما صعبا في الفن العراقي ومحط أنظار المخرجين والكتّاب حتى أنها اصبحت إحدى أفضل الفنانات في تاريخ العراق الفني .
حاضنتها الاولى هي ذي قار قضاء سوق الشيوخ، إذ ساهم شعراء السوق في تبني هذه الموهبة من خلال حبها لإلقاء القصائد والخطابة، إذ مثلت مدينتها بالخطابة منذ أن كانت طفلة حتى وصلت الى الجامعة، ودائما تمنح الجائزة الاولى في الخطابة، ولعلاقة الشعر بالمسرح أحبت التمثيل وعشقته.. رحلتها الفنية صعبة جدا وفريدة بين أقرانها.. أن تأتي فتاة من سوق الشيوخ تخترق هذه الساحة ولم تنتم لعائلة فنية تساهم في إحاطتها ورعايتها.. موضوع طويل وضخم قصة ولوجها لعالم الفن لكن الفطنة والوعي والذكاء في أن تقرر هدفها بصمت وبمزاج خاص هو الطموح.
دخلت الجامعة لدراسة الزراعة في السليمانية لكنها لم تجد نفسها مع الزراعة فانتقلت إلى أكاديمية الفنون الجميلة، معربة عن حبِّها للتمثيل الذي لا تستطيع أنّْ تعيش من دونه، إذ بدأت الإحتراف الفني أول عمل قدمته بالتلفزيون، كان مسلسل (الخياط) تدور فكرته حول التمييز العنصري، قدمت فيه دور زنجية (مصبوغة بالأسود) وكان معها الفنان حسن حسني.
في المسرح كان في مسرحية «مقامات الورد» مع معلمها الذي احتضنها من انطلاقتها الفنان المخرج الكبير إبراهيم جلال. شاركت في العديد من الأفلام والمسلسلات التي أغنت التلفزيون العراقي بأعمالها التي تراوحت بين الكوميديا والدراما أهمها النسر وعيون المدينة بشخصية «كمرة» الفتاة العمياء في بداية مشوارها في ثمانينيات القرن العشرين.
أحبها الجمهور لعفويتها في التمثيل وأدائها أصعب الأدوار فمن منا ينسى دورها في مسلسل النسر وعيون المدينة عندما أدت دور ” كمرة” فاقدة البصر والجميع تضامن معها ومع أمنياتها البسيطة، ثم في مسرحية بيت وخمس بيبان الذي استطاع المخرج محسن العلي ان يخلق نجوما من هذا العمل واستمر عرض المسرحية سنتين متتالية، واعتقد ان هذه الاعمال لا يمكن حاليا استحضار أعمال توازيها ولأسباب كثيرة يعرفها كل من يتابع الفن العراقي، ثم تألقها في مسلسل النسر وعيون المدينة التي ساهمت المؤسسة التلفزيونية بكل امكانياتها المادية والفنية بدءا من معالجة النص والتحضيرات واختيار الكادر سنة كاملة الى أن بدأ التصوير.
في مسلسل جنوح العاطفة التي حققت لها شهرة كبيرة تلتها اعمال كثيرة أهمها مسلسل فتاة في القرن العشرين.. أيلتقي الجبلان. وايضا تمثيليات عديدة الى أن جاء مسلسل النسر وعيون المدينة وهي أهم المراحل حيث حول سناء عبد الرحمن من ممثلة الى فنانة.
تستذكر سناء فتقول : كان دور كمره من الأدوار التي لايزال الجمهور عندما يستوقفني في مكان ما يناديني بكمره، فخورة بهذا المسلسل وبدوري حيث مثلت مع قامات العراق الفنية قاسم الملاك. بدري حسون فريد . سليم البصري، وغيرهم من عمالقة الفن العراقي.. اختارني المخرج تبراهيم عبد الجليل لهذا الدور . أما عن تجسيد دور العمياء ! نعم كنت عمياء بإحساس داخلي بانت ملامحه على تقاسيم الوجه والجسد، إذ تابعت مركز الأمل للعميان وكنت اذهب هناك وأتعايش معهم في معرفة عملية التعاطي مع الأشياء وكيف يعيشون حياتهم ويلتمسون الأشياء فلهذا ابدعت بهذا الدور الذي احبه وتعاطف الجمهور معه.
شخصيات كثيرة قامت بتقديمها على الشاشة والمسرح، ولكن تبقى «كمرة» العمياء «بياعة الباجلاء» التي قدمتيها في مسلسل «النسر وعيون المدينة» في الثمانينيات عالقة في الأذهان فهي أيضا تفتخر بشخصية كمرة التي حولتها من ممثلة الى فنانة، ولكن هناك شخصيات كبيرة شكلت حضورا وترسيخا لاسم سناء عبدالرحمن عند الجمهور.. فقد لعبت الفنانة سناء عبد الرحمن أدوارا في التلفزيون والمسرح والسينما لكنها ترى في فيلم «بحيرة الوجع» من الأفلام التي حملت بين طياتها رسالة سامية وهو يعتبر أول فيلم عراقي عرض في أميركا بنجاح كما حقق أروع حضور ببغداد، وهناك كتابات تثبت ذلك والكل أجمع على انه من أفضل ثلاثة أفلام لبغداد عاصمة الثقافة، كان الجمهور هو التحدي الاكبر، أما على مستوى النقاد فهم اتفقوا على انه واحد من أفضل الأفلام التي انتجت في العراق.
ومن تابع مسرحية (فوبيا) تأليف عبد الكريم العبيدي وإخراج أحمد حسن موسى، في حين جسد أحداث المسرحية كلا من الفنان المبدع عزيز خيون والفنانة الرائعة سناء عبد الرحمن يشاركهما الفنان المتألق صلاح منسي. و(فوبيا) تعني الخوف غير الطبيعي من شيء ما، فربما يكون الخوف من الأماكن المُرتفعة مثلاً أو الخوف من الفشل أو الخوف من رؤية الدم أو رؤية الظلام، لكن في هذه المسرحية تعني الخوف من الحياة بشكل عام…فكانت سناء عبد الرحمن نموذجا يقدم الحياة بكل ما فيها من تناقضات وآلام ومُعاناة وقهر وحزن، نعم إنه الخوف من الفقر، الخوف من الموت الذي يتربص في كل لحظة من حياتهم اليومية من خلال المفخخات والتفجيرات والاغتيالات، فهل هناك فوبيا أكبر من هذه الاحتمالات ، اذن مسرحية (فوبيا) رحلة في لغة الموت المُزمن والمشهد المأهول بالاحتمالات، هكذا هي رحلة هذه المسرحية التي تابعناها بشغف كبير وأحسسنا بالخوف من واقع حياتنا اليومية، لكن مع كل خوف لابد ان يكون هناك بصيص نور يجعلنا نتمسك بالحياة ويبدد خوفنا وقلقنا، نعم انه الأمل الذي ننتظره ليخلصنا من معاناتنا وألمنا وحزننا. بقي أن نقول إن سر نجاح مسرحية (فوبيا) هو إبداع وتألق شخوص المسرحية الذين جسدوا أدوارهم بكل إتقان ومهنية وخاصة الفنانة سناء عبد الرحمن.
صراحتها كانت احد أسباب تألقها ونجوميتها فهي غالبا ما تشير إلى وجود أخطاء عديدة في الواقع الفني العراقي الذي خلق فوضويين يقودون هذا الواقع ويتحكَّمون بمصير الفنانين الآخرين، وان الدراما العراقيَّة دائمة الشكوى من الإنتاج، وأنَّها في كل مرَّة مرحلة تتباكى على المرحلة الَّتي قبلها حتى انها قالت ان الفن في العراق كذبة صدقناها وصدقها الناس من بعدنا، لان اية حاضنة للفن في العراق غير متوفرة، واشارت ايضًا الى ان الاعمال الدرامية التلفزيونية تخلو من مواضيع الرومانسية بسبب عدم وجود الوجوه الشابة النسائية التي يمكن ان تؤدي هذه الأدوار.
ثم تقول: كل شيء في العراق يمر بفوضى، فبالتالي لماذا تطلب من الدراما ان لا تعبر عن الوضع الفوضوي، كل شيء مرتبط بشيء، الدراما والمسرح والاعمال الفنية الاخرى حلقة ثقافية مرتبطة بكل الحلقات الاقتصادية والاجتماعية، لذلك الساحة فوضى وللأسف هي خلقت أناسًا فوضويين لكنهم ينظرون الى أنفسهم على انهم جيدون لانهم وجدوا متسعًا لهم في الساحة.
والفنانة سناء عبد الرحمن من الممثلات اللواتي يحبن مهنتهن، وهمها الوحيد كان ولايزال ان لا تنقطع عنه حتى الموت، المهم عندها ان تكون متواصلة مع جمهورها لأنها تحب مهنتي جدًا، قد تبتعد اشهرًا او سنة ولكن على امل ان تعود بعمل.
فهي لا تفرض شروطًا معينة بل تعمل بالحد الوسط، ولا اريد ان تبالغ بالأشياء ولا تتدخل في تفاصيل النص واختيار الممثلين، هي تبحث دائمًا عن الوسطية، وهذا الرأي لديها من خلال قراءتها للساحة الفنية، ويكذب من يقول لك انها تضع شروطًا، فدائمًا النماذج التي تقول انها تضع شروطًا تصدمها عندما تراها تقدم أعمالا بمستويات متدنية حتى اقل من الوسطية، وهي كممثلة يعنيها الدور الذي توافق على تمثيله، وان يكون فيه عمق وابعاد، لان في بعض الاحيان تأتيها شخصيات بسيطة، وتقول عنها ذلك ولكن فيما بعد اكتشف ان الشخصية البسيطة اصعب جدًا من الشخصية التي فيها تعقيدات واضحة، لان هذه التعقيدات الواضحة تكون قراءتها سهلة، كأن تكون خرساء او عمياء او مشلولة او معوقة او مجنونة، هذه اداؤها واضح ولا تتعب فيه الممثلة، ولكن عندما تكون الشخصية بسيطة وبطلة وعليها مسؤولية، هنا تكمن الصعوبة التي تتمثل بكيف يمكن ان تخلق من هذه الشخصية البسيطة شخصية غير بسيطة وغير مملة بالنسبة للمشاهد.
لا شك في أن الفن رسالة، وهي هنا تتحدث عن الدراما: التي يجب ان تحمل رسالة ايا كانت هذه الرسالة جمالية أو ثقافية ومع التطور الذي نعيشه ودخول الميديا كعنصر أساسي في حياتنا وسيادة السهولة في التعامل مع الأنماط الفنية خلط الأوراق كثيرا عند المتلقي العادي والبسيط ولكن ظل الفن الحقيقي حتى في الدول الاكثر تقدما هو الاكثر صعوبة والأغلى والاكثر احتراما.. لقد تغير المفهوم كثيرا، الآن في زمننا الإنسان ينبئ عن نفسه، فالفنان الحقيقي يفرض نفسه على الناس حتى لو تكالبت عليه الدنيا فهو يبث ما يؤمن به وما يصدقه ونقول ما يصدر من القلب يصل الى القلب وما يصدر من اللسان لا يتعدى الآذان، الفنان الحقيقي الصادق يصل الى قلوب الناس وعقولهم.
الفنانة المجتهدة سناء عبد الرحمن ومنذ منذ 8 سنوات وهي بعيدة عما يجري في أروقة الفن والإعلام ولكنها تراقب ما يحدث عبر نافذة بيتها التي اختارتها بإرادتها لتكون البرج الذي تمكث فيه بعد عقود من العطاء والأداء.
واختارت سناء التقاعد في سن مبكرة بعد أن استشرفت المستقبل الدرامي والفني في العراق ووجدت كل شيء يذهب نحو المنحنيات والتعرجات التي تسيء للمهنة، لذا جاء القرار بالرجوع إلى الخلف والاكتفاء بالمشاهدة عن بعد.
لكنها ولحقيقة قدمت إليها بعض النصوص، ولكن لم تجد فيها ما يحفظ تاريخي الفني ويتماشى على الطريق الذي اختطه لنفسي من أعمال سواء في المسرح أو السينما أو التلفاز.
سناء لا تجد في ذلك تكبراً أو غروراً لكن يجب على من يفكر بتقديم عرض فني لسناء عبد الرحمن أن ينظر لمكانتها حتى يستطيع أن يقدم الشيء المناسب في المكان الصحيح، ومع ذلك وعلى قلة الأعمال كان لي في الموسم الرمضاني السابق عمل درامي أتصور أنه لاقى النجاح كان بعنوان “وطن”. الأمر كما أوضحت سلفاً متعلق بطبيعة البيئة الفنية التي استحوذت على المشهد العراقي ما بعد 2003، ومثال ذلك حفلات التكريم التي تقام بين الحين والآخر لفنانين ليس لديهم منجز يتوازى مع ذلك، فالأمر تحول إلى مجرد علاقات وبهرجة إعلامية.
من أعمالها:
وطن (ج2) 2024 - مسلسل ، وطن 2022 - مسلسل ، الفندق 2019 - مسلسل ، دنيا الورد 2014 - مسلسل ، سليمة باشا 2012 - مسلسل ، غربة وطن2011 - مسلسل ،
الحب أولاً 2010 - مسلسل ، قنبر علي 2010 - مسلسل ، عندما تسرق الأحلام 2008 - مسلسل ، غرباء الليل 2008 - مسلسل ، جحيم الفردوس 2007 - مسلسل ، ثمنطعش 2006 - مسلسل ، الحواسم 2004 - مسلسل ، القضية (238) 2001 - مسلسل ،
الدرب الطويل 2000 - مسلسل ، رجل فوق الشبهات 2000 - مسلسل ، أم الكروم 1999 - مسلسل ، ملك زمانة 1998 - ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ، صبخة ونهر 1997 - ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ، ذئاب الليل (ج2) 1996 - مسلسل، الحوت والجدار 1995 - مسلسل ، السوق 1995 - ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ، بر الأمان 1995 - مسلسل ، شهناز في بلاد الألغاز 1995 - مسلسل ، طائر الحب 1995 - ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ، (100%)1993 - فيلم ، خيوط من الماضي 1993 - مسلسل ، محطات السنين 1993 - ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ، ذئاب الليل (ج1) 1990 - مسلسل ، فاوست والاميرة الصلعاء 1990 - ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ، الأماني الضالة 1989 - مسلسل ، اللعبة 1989 - فيلم ، بديعة 1989 - فيلم ، ما ضاع وانمحى من أخبار جحا 1989 - مسلسل ، ستة على ستة 1988 - فيلم ، الفارس والجبل 1987 - فيلم ، المنفذون 1987 - فيلم ، حب في بغداد 1987 - فيلم ، حب وخبز وبصل 1987 - ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ، عنفوان الأشياء 1987 - مسلسل ، غاوي مشاكل 1987 - مسلسل ، نادية 1987 - مسلسل ، الحب كان السبب 1986 - فيلم ، بيت و خمس بيبان 1986 - ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ، حلم على الهامش 1986 - مسلسل - ﺗﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ، البقعة الداكنة 1985 - مسلسل - ﺗﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ، بين المالك والمملوك ضاع التارك والمتروك 1985 - ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ، الناي والقمر 1984 - ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ، بيت الحبايب 1984 - مسلسل ، فايق يتزوج 1984 - فيلم ، من تأكل النار ؟ 1984 - مسلسل - ﺗﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ، النسر وعيون المدينة 1983 - مسلسل ، ايلتقي الجبلان 1982 - مسلسل ، حلم ليلة صيف 1982 - ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ، لحظات القوة 1980 - مسلسل - ﺗﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ، الملك هو الملك 1979 - ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ، فتاة في العشرين 1979 - مسلسل ، جنوح العاطفة 1978 - مسلسل ، بيوت في ذلك الزقاق 1977 - فيلم ، مقامات أبي الورد 1977 - ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ، وغيرها .