رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
سمير ذنون منتج تلفزيوني أسهم في صناعة الدراما العراقية


المشاهدات 2330
تاريخ الإضافة 2025/11/09 - 9:33 PM
آخر تحديث 2025/11/23 - 8:37 PM

يُعد المنتج التلفزيوني سمير ذنون واحداً من أبرز الأسماء التي أسهمت في صناعة الدراما العراقية منذ السبعينيات حتى اليوم، فهو من الذين عملوا في الظل خلف الكاميرا، ليُنتج لنا أعمالاً خالدة في ذاكرة المشاهد العراقي. خبرته الواسعة في مجال الإنتاج التلفزيوني جعلته علامة فارقة في مهنته، فهو ليس مجرد إداري أو منسق، بل عقل اقتصادي وفني يعرف تفاصيل العمل منذ لحظة كتابة النص وحتى تسليم الشريط النهائي. التقته ثقافية  الزوراء عبر صفحتها  فكان لنا معه هذا الحوار الصريح الذي استعرض فيه مسيرته الطويلة، رؤيته للمشهد الفني الحالي، وأمنياته التي لم تزل تنتظر من يصغي إليها.
*  نبدأ من البطاقة الشخصية... من هو سمير ذنون؟ 
ــ أنا سمير ذنون قاسم، من مواليد عام 1950 في مدينة الموصل. عملت موظفاً في الإذاعة والتلفزيون ومسؤولاً عن إنتاج المسلسلات التلفزيونية منذ ثمانينيات القرن الماضي، وكنت قريباً من تفاصيل العمل الدرامي من النص إلى الميزانية والإدارة المالية. تعاملت مع أسماء كبيرة مثل المرحوم حسين التكريتي والأستاذ جبار يوسف مدير التلفزيون آنذاك، وساهمت في إنجاز أكثر من خمسةٍ وثمانين عملاً تلفزيونياً.
* وماذا بعد خروجك من التلفزيون؟ 
ـ  بعد خروجي من دائرة الإذاعة والتلفزيون، عملت في شركات أهلية، وتعاونت مع شركة «الحضر» في إنتاج أعمال كثيرة، منها مسلسلات المسافر والأحفاد وعيون المدينة/ الجزء الثالث. كانت تلك الأعمال على نفقتي الخاصة، لكنها مثلت مرحلة مهمة من تجربتي المهنية.
* كل هذه الأعمال قبل عام 2003، فماذا عن ما بعده؟ 
ـ  بعد عام 2003 عدت إلى دائرة السينما والمسرح، وكان طموحي أن أعود إلى الإذاعة والتلفزيون التي أصبحت تُعرف بشبكة الإعلام العراقي. لكن الشبكة لم تستقبلني كموظف رسمي، فعملت معها بصفة مدير إنتاج ومنتج منفذ، وأنجزت أربعة أعمال بينها مسلسل  شموع خضر الياس  للمخرج فاروق القيسي لصالح الشبكة.
* وحالياً هل ما زلت متعاوناً مع شبكة الإعلام العراقي؟ 
ـ  نعم، ما زال التعاون قائماً، ونحن حالياً بصدد تنفيذ أكثر من عمل جديد بالاتفاق مع الدائرة.
* دعنا نعود إلى البداية... كيف كانت نشأتك ودخولك إلى هذا المجال؟ 
ـ  أنا في الأصل خريج كلية الإدارة والاقتصاد، ، ثم سافرت إلى يوغسلافيا لدراسة الماجستير في التخطيط الاقتصادي. لكن المفاجأة أن الجامعة هناك لم تفتح هذا الاختصاص في تلك السنة، فحوّلت دراستي إلى محاسبة تكاليف الإنتاج التلفزيوني والدرامي. ومنذ عام 1984 وأنا أعمل في تحديد الميزانيات وإدارة الإنتاج، وهو المجال الذي أبدعت فيه. وأستطيع القول بثقة إنني الشخص الوحيد في العراق الذي يحمل ماجستير في هذا التخصص، وربما لا يوجد من يحمل شهادة دكتوراه في الإنتاج التلفزيوني حتى الآن.
*  ومتى كانت بدايتك الفعلية في العمل التلفزيوني؟ 
ـ  بدأت العمل في التلفزيون عام 1977، وكان أول عمل توليت إنتاجه عام 1984 مع الكاتبة والمخرجة سيتا هاكوبيان، وكان عملاً درامياً مدته ساعة واحدة. بعدها تعاونت مع المخرجة أمل حسين في عمل بعنوان  رسالة صفراء . كنت في تلك الفترة أول من عُيّن مدير إنتاج مباشر في العمل الدرامي.
* هل هناك عمل تعتبره محطة إبداعية مميزة في مسيرتك؟ 
ـ   نعم، أعتبر مسلسل  سلامتك  الذي أنجزناه في دائرة الإذاعة والتلفزيون مع الأستاذ فيصل الياسري أول إبداع حقيقي لي. كان المسلسل من 120 حلقة، وحقق نجاحاً جماهيرياً واسعاً، وقد تعلمت من خلاله إدارة الإنتاج بمعناها الاحترافي الدقيق.
* كثيرون لا يعرفون طبيعة عمل مدير الإنتاج، فكيف تشرحها؟ 
ـ   مدير الإنتاج هو الشخص الذي يبدأ العمل مع الكاتب، ويواكب المراحل كلها حتى تسليم الشريط النهائي إلى الجهة المنتجة. مسؤوليته شاملة، تمتد إلى كل صغيرة وكبيرة في العمل. هو العمود الفقري لأي مشروع درامي ناجح، لأنه يوازن بين الجانب الفني والمالي والإداري في الوقت نفسه.
* كم يبلغ عدد الأعمال التي أنجزتها حتى اليوم؟ 
ـ  لا أستطيع حصرها بدقة، لكنها تتجاوز خمسة وثمانين عملاً بين مسلسلات وبرامج وأفلام تلفزيونية. عملت أحياناً في الإدارة المالية، وأحياناً كمدير إنتاج أو مدير إدارة إنتاج، وكل عمل كان يحمل بصمة مختلفة.
*  حدثنا عن تجربتك في مجال الشركات الأهلية للإنتاج؟ 
ـ   أسست أول شركة لي عام 1989 تحت اسم  شركة الحضر ، ثم أسست مع الفنان فلاح زكي شركة جيكور ، وبعدها  شركة الوسيم . ومع ظروف الحصار الاقتصادي اضطررنا إلى التوقف، فأنشأت لاحقاً شركتي الخاصة حمورابي للإنتاج الفني.
* هل ترى فرقاً بين العمل في المؤسسات الرسمية والشركات الأهلية؟ 
ـ   بالتأكيد، فالشركات الأهلية تمنح حرية حركة أكبر وتتيح تنفيذ الأعمال بعيداً عن الروتين الإداري القاتل. أرى أن التعاون بين القطاعين ضروري جداً، لأن المؤسسات الرسمية تحتاج إلى روح الشركات وخبرتها في الإنتاج السريع والمنظم.
*  هل حققت نجاحات بارزة من خلال هذه الشركات؟ 
ـ   نعم، قدمنا أعمالاً مميزة منها المسلسل العربي  لا حدود للحب تأليف قحطان زغير، وكان بالتعاون مع دولة الكويت. خُطط لتصوير نصف المشاهد في الكويت والنصف الآخر في البصرة، وإذا واجهتنا صعوبات هناك كنا سننقل التصوير إلى دبي. الكادر كان يضم فنانين من سوريا ولبنان وحتى إيران، ما جعل المشروع ذا طابع عربي متنوع.
* ما  المشاريع التي تعمل عليها حالياً؟ 
ـ   أعمل حالياً على فيلم بعنوان  الأيام الأخيرة  أو  اللحظات الأخيرة  يتناول حادثة تفجير الكرادة الأليمة. وبعد الانتهاء منه سأبدأ بإنتاج مسلسل جديد عن الأهوار العراقية، بمناسبة إدراجها ضمن لائحة التراث العالمي، وسيُصوَّر بالكامل في مناطق الأهوار.
*  كيف ترى المشهد الفني والإنتاجي في العراق اليوم؟ 
ـ   للأسف، أراه في تراجع واضح. الكوادر العليا التي تدير العملية الفنية والإعلامية اليوم غير كفؤة، وتفتقر إلى الثقافة الفنية الصحيحة. لدينا طاقات كبيرة تم تهميشها، وأنا واحد منهم. أتمنى أن يصل صوتي إلى الأستاذ  سعد البزاز ، الإعلامي المثقف الذي يمكنه أن يحتضن هذه الطاقات ويعيد لها مكانتها. العراق غني بالمبدعين، لكننا بحاجة إلى من يؤمن بهم فعلاً لا قولاً.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير