
أقامت دائرة الفنون الموسيقية حفلاً غنائياً مميزاً حمل بين أنغامه عبق التراث العراقي الأصيل، إذ خُصّص لاستذكار روائع الأغاني الريفية التي شكّلت جزءاً مهماً من الذاكرة الموسيقية الوطنية.
تألقت في الأمسية نخبة من الأصوات العراقية الجميلة التي أعادت إلى الأسماع أطوار الغناء الشعبي الأصيل مثل الحياوي، النهاوند، البيات، الغافلي، المحمداوي، المخالف، الشطيت، والصبي وغيرها من الألوان الغنائية التي لطالما رافقت وجدان الناس في الريف والمدينة على حدّ سواء. وقد جاءت هذه الأمسية لتعيد التوازن إلى الذائقة السمعية وتُطهّر الأذن من ضجيج الأغاني السطحية التي غزت الساحة الفنية في السنوات الأخيرة، مؤكدة أن للفن الأصيل مكانته الخالدة مهما تغيّرت الأزمنة والأنماط الغنائية.
وأحسن المايسترو علي خصاف صنعا باختياره لهذا البرنامج التراثي المتنوع، حيث قاد الفرقة الموسيقية ببراعة واقتدار، مقدماً أداءً متناغماً جمع بين الإتقان الأكاديمي والروح الشعبية الأصيلة. وقد لاقت الأمسية تفاعلاً كبيراً من الجمهور الذي عاش لحظات من الحنين والبهجة، مستعيداً ذكريات “زمن الفن الجميل” الذي يرفض الرحيل من الذاكرة العراقية.