رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
ميليشيات الدعم السريع تنتهك السودان


المشاهدات 2135
تاريخ الإضافة 2025/11/05 - 9:34 PM
آخر تحديث 2025/11/16 - 8:52 PM

إن المشهد في السودان لا يوصف إلا بالكارثة ومن المؤلم أن نكون خير شاهد على هذا الحدث وتلك الجريمة التي ترتكبها ميليشيات ما يسمى بالدعم السريع الذي لا دور له إلا إرهاب شعب السودان وسفك دماء الأبرياء من أبناء هذا البلد.. الهدف الذي يسعى إليه الصهاينة هو الوصول إلى مصر بأي طريقة، وما يحدث في السودان من شرازم لا ينتمون لشعب السودان ولا يعرفون معنى كلمة وطن وليس لهم عقيدة ثابتة، إنما هو تدمير للدولة وإنتهاك لكل القيم الإنسانية والقانون الدولي  الذي هو أداة الردع لكل من يعبث بأمن الوطن والمواطنين. وإني لأرغب أن يكون هناك جيش عربي يحذو الصف الواحد يتصدى لمثل تلك الجرائم التي يرتكبها مُرتزقة بحق وطننا وشعبنا العربي.. السودان جزء لا يتجزأ من الوطن العربي، وله تأثير بالغ على الأمة العربية كلها، ومصابه مُصابنا جميعاً، فهو وطن له قدسية وله سيادة ولا يمكن ولن نقبل أن ينهش فيه الأغبياء. لذا أطالب المحكمة الجنائية الدولية أن تصدر قراراتها الخاصة بهذا الشأن على النحو المشار إليه . وادعو الله أن يحقن دماء الأبرياء من أبناء الشعب السوداني إلى أوطاننا بلادنا إلى كل حبة تراب ورمل إلى الصحراء، إلى الجبال إلى البادية إلى النجوع والقرى إلى المُدن العريقة إلى أجدادنا وأمهاتنا وآبائنا . 
إن الوطن العربي لهو نسيج واحد وكل الدول العربية أعمدة بناء الأمة العربية، إذا سقط أحد هذه الأعمدة سوف يسقط الوطن الأكبر لا محاله . لذا علينا أن نُعيد لم شملنا ونُعيد ترميم جراحنا ولا نُفكر إلا في سلامة وأمن وإستقرار أوطاننا التي هي أمانة في رقابنا وسوف نُسأل عليها عندما نلقى خالقنا، فأوطاننا أشبه بالإبن الذي يرغب الأب بأن يراه أفضل الناس، وهي أشبه بالأب الذي شاب بعد شباب ويحتاج لابنه الصالح كي يرعاه، وهي أشبه بالأم التي سهرت وتعبت وربت وتنتظر حتى ترى ثمرة عمرها وهي تُعوضها عن فناء شباب في تقدمها وإنتصارها وتحقيق أحلامها وتفوقها وبعد أقول. 
إن ما نعيشه نحن العرب في هذا العصر لم تُعاصره الأمم السابقة فنحن نعيش حياة الموت أرقى منها.. إن الواقع المؤلم الذي نُشاهده عبر التلفاز في كل دقيقة لن أقول يُنذر بكارثة إنسانية فقد وقعت الكارثة بالفعل . فماذا نحن منتظرون حتى تنتفض بحثاً عن الأرض التي باتت مسلوبة منا وأصبحت مُحتلة منذ أكثر من سبعين عاماً .. أليست فلسطين وطناً له الحق بأن يأمن مكر الظالمين. ألم نُشاهد جميعاً أكثر من خمسين ألفاً من الأطفال يموتون على يد جيش الإحتلال في أقل من عام وكل جريمتهم وذنبهم أنهم خرجوا من أرحام أمهاتهم وجدوا أنفسهم ينتمون لأرض فلسطين. ألم نُشاهد جميعاً المنازل وهي تُقصف والأبرياء بداخلها وهم مدنيون. ألم نسمع صرخاتهم وهم يستغيثون بنا وكأنهم يقولون لنا إنقذوا ما تبقى منا. كيف لنا الصمت على تلك الجرائم الوحشية والتي تُعد إبادة جماعية وتطهير عرقي يرتكبها المُحتل بحق الإنسانية كلها . أليسوا بشراً مثلنا حتى يتم مُعاقبتهم ومُحاسبتهم على ما يرتكبونه بحقنا في كل لحظة من بشائع وفظائع وإنتهاك وإغتصاب وتوجيع وسلب لكل حقوقنا . ألسنا نرغب بالسلام ونحثُ على جعله واقعاً مفروضاً مستمراً على تلك الأرض.. إنني أقولها مؤمناً بها أن السلام لن يتحقق إلا بوجود قوة تجعله واقعاً مفروضاً على الأرض . فما سلبوه بالقوة لن نسترده إلا بالقوة. فالقوي فقط هو القادر على فرض ما يرغب بتحقيقه. أما الضعفاء فليس لهم مكان في هذا العالم.. ليس لهم مكان وسط هؤلاء الطغاة العابثين بكل أشكال الحياة.. الراغبين بسحقنا من أجل الإستيلاء على أرضنا.. وحتى يتثنى لهم العيش عليها وكأنها لهم وليست لنا. فمن هم حتى يغيروا قوانين الدنيا من العدل إلى قانون وضعوه هم من أجلهم وحدهم، وقانونهم ليس فيه إلا إبادتنا، فأي واقع هذا الذي نعيشه. وأين الإنسانية مما يحدث فينا نحن العرب.. إنني أُخاطب الغرب مُمثلاً في شعوبهم فأنا لا أعرف مُخاطبة الزعماء والرؤساء والقادة والسياسيين وإنما أبعث برسائلي من خلال مقالاتي التي تجوب العالم إلى أبناء الشعوب أبناء الأوطان الذين يحملون بداخل صدورهم قلوبا تنبض بالحياة.. أُخاطب كل أم لديها أبناء كل أب كل فتاة وشاب وطفل وشيخ.. 
هل أنتم راضون عما يحدث في فلسطين، بالطبع لا. فلماذا لا توقفوا هؤلاء المجرمين عند حدهم . لماذا لا تجبروا حُكوماتكم على وقف تمويل هؤلاء العابثين بالسلاح والعتاد وأحدث التقنيات التي تُساهم في إستمرار الحرب الإبادية والعدوان الهمجي الغاشم والقصف العشوائي والترويع الذي يُصيب الأطفال والنساء وهم في أحضان التراب.. نعم أطفال فلسطين أصبحوا يتمنون الموت أكثر من الحياة  فما هذه الحياة التي فُرضت عليهم، فمن منا يقدر على عيشها. ومن منا يرغب في تحرير نفسه من كل القيود التي وقعت على عاتق هذا الشعب المُناضل وتلك الأمة الصابره .
 إن المشهد أشبه بالكابوس المُظلم الذي لا مفر منه ولا حياة بعده.. إنني مؤمن أن السلام حق لكل إنسان يحيا على تلك الأرض.. السلام هو عنوان الإنسانية ويجب أن يكون عنوان الإنسانية.. السلام هو أن يحيا البشر في إطار السِلم كما خلقهم الله، تنوعت الديانات وتعددت المذاهب واختلفت الطوائف ولكن نبقى في الاخر كلنا بشر سواء.. ليس من حق أحد أن يكون وصياً على غيره، فإنا جميعاً لله وإنا إليه راجعون . 
إن الحديث عن إستشهاد الصحفيين الذين سقطوا وهم ينقلون الحدث من قلب الميدان لا يقل أهمية عن الحديث عن إستشهاد الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ الذين يسقطون بالألاف كل يوم، إلا أنني أقول لهم يا له من شرفٍ تنالوه أنتم أيها الأبطال.. يا من تنتمون للمهنة الأسمى والأعرق والأرقى.. وإني لأفخر بكم وبالبطولات التي تجعلكم في منزلةٍ قويمة.. أقول لكم لن ننساكم وحقكم قادم بإذن الله.. فقد اقترب موعد الحساب، وكما قال الله تعالى «إن موعدكم الصبح . أليس الصبح بقريب» .
 


تابعنا على
تصميم وتطوير