
كانت الحرب بين العراق وايران من ابشع الحروب التي وقعت خلال القرن العشرين كونها وقعت ليست بإرادة الشعبين اللذين تربطهما علاقات تاريخية، واسفرت عن وقوع ضحايا اضافة الى احداث دمار في البنى التحتية.
ومن المفارقات التي حصلت اثناء فترة الحرب ووسط التراشق بنيران المدفعية بين البلدين حدث شيء لم يكن في الحسبان حيث وقع انفجار في الطوابق العلوية من البنك المركزي العراقي ليلا واشرت اجهزة الاستشعار الاستخبارية العراقية ان الانفجار وقع نتيجة عمل تخريبي داخل بناية البنك المركزي، فبدأت عمليات البحث والتقصي عن الفاعل او المسبب لهذا العمل، وكان من الطبيعي ان تبدأ عمليات البحث عن الفاعل الاصلي لهذا العمل بين موظفي البنك، فشنت الاجهزة الامنية حملة اعتقالات ليلا طالت العديد من المنتسبين كان من بينهم احد الاصدقاء وهو من الموالين للحزب الشيوعي العراقي المحظور تنظيميا داخل العراق.
يقول ذلك الصديق انه تم اعتقاله من داره ليلا، وانه كان خائفا ومرعوبا حيث تراءى الى ذهنه ان الحزب الشيوعي العراقي ربما قام بحركة انقلاب فاشلة ضد الحكومة، وان التعليمات اقتضت اعتقال كل المشكوك بانتمائهم للحزب، وذهب الخوف عنه بعد ان وجد ان اجهزة الامن التي اعتقلته بدأت باعتقال اشخاص اخرين تبين انهم من منتسبي البنك المركزي، فتراءى الى ذهنه ان سرقة حصلت في البنك، وان الاجهزة الامنية بدأت باعتقال المنتسبين للتحقيق معهم، وما ان وصلوا الى دائرة الامن حتى وجد ان اغلب المعتقلين هم من منتسبي البنك المركزي، لكن هذه الوساوس سرعان ما تبددت بعد ان اكملوا ليلتهم في مقر الامن وهم في خوف شديد من نتائج التحقيق معهم، حيث تبددت هذه المخاوف بعد ان صدر أمر بإطلاق سراحهم جميعا، حيث تبين ان الانفجار الذي وقع كان نتيجة صاروخ ارض ارض موجه من ايران، وان الشرطة النهرية شاهدت جسما غريبا ليلا وهو يرتطدم بالبناية، وتبين للحكومة العراقية ان إيران بدأت بإنتاج صواريخ بعيدة المدى، وان الصاروخ الموجه كانت وجهته وزارة الدفاع العراقية وسرعان ما اصطدم في بناية البنك المركزي شاهقة الارتفاع، لكن الحمد لله انه لم يكن صاروخ فرط صوتي، وإلّا لكان قد دمر المنطقة وكانت نتائجه كارثية.
الحمد لله انتهت الحرب وبدأ العراق وايران يلملمان جروحهما ويستعيدان مكانتهما الاعتبارية بين دول العالم، ولم ينته التآمر على هذين البلدين الجارين لتحقيق مصالح دول الغرب، ومن بينها امريكا وربيبتها اسرائيل، وما زالت فصول المسرحية مستمرة تحت ذرائع واهية، عسى الله ان يكفينا شرها ويبعدنا عن لهيبها.. وكان الله في عون المسلمين.