رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الدين والمال والإعلام....مثلث النفوذ الذي يربط إسرائيل بصانع القرار الأميركي


المشاهدات 1385
تاريخ الإضافة 2025/11/03 - 9:49 PM
آخر تحديث 2025/11/16 - 2:43 PM

تُثار في الأوساط السياسية والإعلامية تساؤلات متكررة حول سرّ الدعم الأميركي اللامحدود لإسرائيل، وعن القوة التي يتمتع بها بنيامين نتنياهو داخل دوائر القرار في واشنطن، حتى بدا وكأن ما لا يُسمح لغيره يُسمح له وحده.
الإجابة لا تكمن فقط في التحالفات السياسية أو المصالح العسكرية، بل في منظومة أعمق تجمع بين الدين والمال والإعلام، وهي التي تشكّل اليوم مثلث النفوذ الذي يربط إسرائيل مباشرة بصانع القرار الأميركي.
أولى زوايا هذا المثلث هي العقيدة الدينية التي يتبناها التيار اليميني المحافظ داخل الإدارة الأميركية. هذا التيار لا ينظر إلى إسرائيل كحليف سياسي فحسب، بل كجزء من رواية دينية إنجيلية معقدة ترى في قيام “إسرائيل الكبرى” خطوة ضرورية لتهيئة الأرض لنزول السيد المسيح، بحسب تفسيرهم للنصوص الإنجيلية.
ومن أبرز ممثلي هذا التوجه بيت هكست وزير الدفاع الأميركي الحالي، الذي يعبر عن التيار الإنجيلي المتشدد، وجي دي فانز نائب الرئيس، القادم من خلفية فكرية محافظة تتبنى الفكرة ذاتها.
الزاوية الثانية هي النفوذ المالي والإعلامي الذي يديره رجال المال اليهود المقربون من إسرائيل، وعلى رأسهم عائلة “أدلسون” الداعمة الكبرى لنتنياهو، إلى جانب شبكة علاقات واسعة يقودها جاريد كوشنر، صهر الرئيس السابق دونالد ترامب. كوشنر الذي تربى في منزل نتنياهو بتل أبيب، يشكّل اليوم صلة الوصل بين البيت الأبيض ومراكز الثقل المالي والإعلامي المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة.
أما الزاوية الثالثة فهي شبكة المستشارين والدبلوماسيين الذين يدورون في فلك هذا التوجه، مثل ستيفن ميلر وديفيد فريدمان السفير الأميركي السابق في إسرائيل، ومايك هاكابي القس الإنجيلي الذي يشغل حالياً منصب السفير الأميركي في تل أبيب. هؤلاء يشكّلون معاً ما يمكن وصفه بـ“العقل الديني والسياسي” لسياسات ترامب تجاه الشرق الأوسط.
هكذا، يصبح دعم واشنطن لإسرائيل ليس مجرد قرار سياسي أو صفقة مصالح، بل مشروعاً دينياً واستراتيجياً متجذراً في قناعات النخبة اليمينية التي تهيمن على مراكز القرار. فبالنسبة لهم، الحفاظ على أمن إسرائيل واستمرار توسعها ليس خياراً دبلوماسياً، بل تكليفاً مقدساً يربط السياسة بالعقيدة، والمال بالإعلام، في تحالفٍ لا يزال يوجّه مسار السياسة الأميركية في المنطقة حتى اليوم.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير