رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
سلاماً على فلسطين شعباً ومقاومةً باسلة


المشاهدات 1130
تاريخ الإضافة 2025/10/01 - 9:29 PM
آخر تحديث 2025/10/02 - 7:08 PM


 
إن السلام هو أبسط حقوق الإنسان في هذه الحياة إذا سُلب منه أبسط حقوقه فما الفائدة من الحياة. لا خيار عن إقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة وعاصمتها القدس الشريف. لا خيار عن السلام الذي لن يتحقق ما دام هناك ما يسمى إحتلالا. إلى زعماء العالم أقول حان الوقت للإجماع خلف قرار دولي يقضي بإعداد جيشٍ دولي هدفه تحرير الأرض من الإستيطان والعدوان. يهدف إلى نصرة المظلومين ومحاكمة الجناة الذين تسببوا في كل الجرائم الوحشية التي تعرض لها الشعب الفلسطيني على مدار عامين منذ إندلاع شرارة. السابع من أكتوبر 2023، هذا اليوم الذي أعاد القضية الفلسطينية إلى موقعها الصحيح. بل وكشف الغطاء عن وجهه الصهاينة وجعل العالم يراهم على حقيقتهم، بل ويراهم وهم مستمرون في فُجرهم وسطوهم وطغيانهم وعدوانهم ووحشيتهم التي لا تُمثل غيرهم. نتنياهو اليوم وحكومته وعصابته المُرتزقة الوافدين من أوروبا ليُشاركوا في عملية الإبادة الجماعية الوحشية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، أصبحوا الآن أمام طوفان دولي أوروبي أعلن تضامنه السياسي بعد أن ثارت الشعوب الأوروبية على حكوماتها، ما جعل حكومات أوروبا تخضع لمطالب شعوبها التي تعاطفت مع الشعب الفلسطيني والذي يتعرض لأقصى أنواع الجرائم الوحشية التي يشهدها التاريخ والتي لم يسبق أن عاشها أو عاصرها مجتمع على الإطلاق. 
إن الحصار الذي أصبح مفروضاً على إسرائيل الدويلة التي خرجت من العدم هو حصار سياسي وإقتصادي وأمني وعسكري سوف يجعل إسرائيل أمام خيارين إما توسيع دائرة الحرب والعدوان ومعاداة دول مثل أسبانيا وإيطاليا وكولومبيا والمكسيك والبرازيل وإيران وأكثر من مائة وأربعين دولة أعلنت عزمها الإعتراف بدولة فلسطين. وأما أن ينزل نتنياهو عند رغبة الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس على حدود ثابتة راسخة. 
إن القرار السياسي الأوروبي الذي أجمع سابقاً على تمويل جيش الإحتلال وإمداده بأحدث التقنيات الحديثة والأسلحة المتطورة والتي كانت سبباً في كارثة إنسانية وقعت على الأرض الفلسطينية، والشاهد عليها العالم أجمع.. اليوم تحول الموقف الأوروبي وإنقلب الوضع تماماً لتنشق دول كبيرة بحجم كولومبيا أكبر مُصدر للفحم لإسرائيل وتُعلن تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية وتُعلن عزمها إرسال عشرين ألفاً من المُقاتلين بالجيش الكولومبي ليكونوا في الصف الأمامي على قوام جيش دولي من أجل تحرير فلسطين والعمل على إخضاع المُحتل حال فشلت المفاوضات التي تدخلت فيها تلك الدول.
الموقف اليوم بعيد تماماً عن الدول العربية، فاليوم البرازيل وأسبانيا وكولومبيا والمكسيك والصين وكوريا الشمالية وروسيا وإيران وباكستان، تلك الدول التي لها شأن عظيم بين جيوش العالم تقف صفاً واحداً من أجل إقامة الدولة الفلسطينية. ولا أعتقد أن أحداً قادراً على الوقوف أمام تلك القوة الجبارة، فلا أميركا ولا إسرائيل قادرين على صد بطش هؤلاء حال أعلنوا حرباً على أسطول الصمود الذي إقترب من المياه الدولية الإقليمية ويبُعد أربع مائة ميل عن الحدود الفلسطينية، وقد أرسلت إيطاليا فرقاطة عسكرية لحماية الأسطول الذي قد تعرض لعملية إحراق أكثر من مرة عن طريق طائرات مُسيرة تحمل مواد مُشتعلة أو حارقة، الأمر الذي عزمت عليه أسبانيا أيضاً والبُرتغال، وغيرهم من الدول التي أدركت حقيقة هذا الكيان الهمجي الوحشي الذي يسعى لسفك الدماء الزكية من أبناء الشعب الفلسطيني والذي يرتكب أعظم جريمة حرب بحق البشرية كلها.. وإني قد طالبت سابقاً المحكمة الجنائية الدولية أن تُصدر قراراً بإعتقال دونالد ترامب رئيس الحكومة الأمريكية بصفته المسؤول والممول الأول لكل الجرائم التي يرتكبها الإحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.. أليست أميركا كباقي الدول وعليها أن تخضع لمحكمة العدل الدولية.. أليس ترامب مثل أي رئيس إن أخطأ فعليه ما على غيره من العقاب؟؟ لذا فإني أقولها اليوم إن كل الأحداث الإجرامية التي شهدتها الإنسانية بدايةً من أفغانستان التي دمرتها أميركا وصولاً إلى اليمن ولبنان والعراق وسوريا كل تلك البلدان تعرضت لجرائم حرب وإبادة جماعية إرتكبها الجيش الأمريكي بحق الإنسانية.. ومنذ عامين ونحن نشهد على جريمة مأساوية يرتكبها الإحتلال الإسرائيلي بكامل الدعم الأمريكي على الأرض الفلسطينية، الأمر الذي يستوجب عقاباً فورياً عادلاً على تلك الجرائم الوحشية.. وعليه فإن حق أبناء الشعب الفلسطيني يجب أن يعود، فحق كل شهيد من الأطفال والنساء والشيوخ الذين فقدوا حياتهم بدون وجه حق وبدون أي ذنب إلا أن جريمتهم أنهم أبناء الشعب الفلسطيني.. اليوم أقولها إنني أشعر أنه قد إقترب موعد إقامة الدولة الفلسطينية بسواعدها، وعليه فإن الحكم في فلسطين سيكون للمقاومة الفلسطينية التي يقف خلفها الشعب الفلسطيني والتي أراها الممثل للشعب الفلسطيني، فهي خير من يُمثل الشعب الفلسطيني في تصديه للعدوان وفي الرد على العدوان وفي التفاوض مع المُحتل الهمجي الذي لا صفة له إلا أنه مُحتل ومصيره زائل لا محالة. 
إن القرار الأوروبي الذي صدر مُعلناً كامل دعمه للقضية الفلسطينية هو نفسه الذي سيقف على تقديم الجناة للعدالة الدولية التي بدورها تُعيد للمظلومين حقوقهم ممن سلبهم وطنهم ونال من بقائهم وسلب أرواحهم.. إن القضاء الدولي هو المخول بمعاقبة مجرمي الحرب الدوليين الذين أجرموا بحق الأوطان الآمنة وبحق الإنسانية كلها. 
إن الأمة الفلسطينية جسدت ملحمة وطنية تاريخية سوف تُسجل عبر التاريخ وسوف يُدرسها أساتذة الجامعات للطُلاب، إذ أنهم صدروا للعالم مشاهد عديدة في كل جوانب الحياة، وعلى رأسها حب الوطن والإنتماء إليه، وأنه لا غنى عن الوطن ولا بديل عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس العربي. 
 


تابعنا على
تصميم وتطوير