بغداد/ الزوراء:
أكد رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، أن إعادة إعمار المنارة الحدباء إحدى علامات الانتصار الكبير على عصابات الظلام، فيما اشاد رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق محمد الحسان، بدور الحكومة في تنفيذ المشاريع.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان تلقته “الزوراء”: أن “رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، افتتح الجامع النوري الكبير في مدينة الموصل، ومئذنته الحدباء، بعد إعادة إعمارهما، حيث سبق لعصابات داعش الإرهابية أن ارتكبت جريمة هدمهما إبّان سيطرتها على المدينة”.
وأشار رئيس الوزراء، في كلمة له خلال الافتتاح، الى أن “هذا المسجد الجامع، يشكل رمزاً مضيئاً من رموز الحضارة الإسلامية في العراق، وهو شاهد حي على استمرار شعبنا العراقي في مسيرته الإنسانية، المتوجة بالتعايش السلمي والتآخي المستمر بين جميع فئات وأطياف شعبنا”، معبرا عن “شكره وتقديره لكل الجهات المساهمة في استعادة هذا الإرث المشرف، وفي مقدمتهم؛ دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، ومنظّمة اليونسكو، ووزارة الثقافة، وديوان الوقف السنّي، ومحافظة نينوى، والخبراء الدوليون والعراقيّون في كلِّ الاختصاصات المساهمة، وكلّ من دعم مشروع (إحياء روح الموصل)”.
وبيّن أن “إعادة إعمار المنارة الحدباء، هو علامة مضافة من علامات الانتصار الكبير للعراقيين على عصابات الظلام، وفشل مسعاهم إلى الأبد في زرع الفتنة والتفرقة والأحقاد بين أبناء الشعب الواحد، ولم يحملوا سوى الكره والجهل إزاء الرموز المعمارية الشامخة والأصيلة لهذا البلد”.
وتابع: “اعتداء الإرهاب بنسف المئذنة الحدباء هو محاولة لقتل روح مدينة الموصل وقطع صلتها بتاريخها المشرف، ومثّل هدم الجامع النوري وجامع النبي يونس قمة الانحدار الأخلاقي والانعدام القيمي للإرهاب، وجرى فضحه أمام العالم بأسره”، مردفاً أنه “ستبقى عمليّة تشييد الجامع النوري ومئذنته وإعادة الإعمار علامة فارقة، تذكّر كلّ الأعداء ببطولة العراقيين، والدّفاع عن أرضِهم، وبناء كلِّ ما خربه الظلاميّونَ”.
وأكمل أنه “قبل قرابة 900 عام، شيد المسلمون هذا المسجد الجامع، ومنذ ذلك الحين صار رمزاً للسكينة والسلام والتآلف في الموصل، واحتضنت الموصل كل مكوناتها الكريمة، بما جعلها مدينة تحمل كلَّ سمات المجتمع العراقيِّ المتنوّع”، مبينا أن “الحكومة تبنت رؤية ثقافية وحضارية للموروث المعماري والحضاري، تجسدت في بثّ الروح في الذاكرة الغنية للعراق”.
وأشار الى أننا “عملنا على تشجيع السياحة بمجالاتها كافة، وكل الفعاليّات الثقافيّة التي هي جزء من مشروع النهضة لشعبِنا المنتصر على الإرهاب”، مؤكداً أننا “سنواصل دعمنا للثقافة وجهود إبراز الآثار العراقيّة، كضرورة اجتماعيّة، وبوابة للعالم على بلادِنا، وفرصة للتنمية المستدامة، ومجال يُبدع فيه الشباب”.كما افتتح رئيس الوزراء كنيستي (الساعة للآباء الدومينيكان)، و (الطاهرة الكبرى للسريان الكاثوليك)، في مدينة الموصل، اللتين أعيد إعمارهما بعد تدميرهما من قبل عصابات داعش الإرهابية.
وخلال زيارته الى الموصل، تفقد رئيس الوزراء مشروع المركز الثقافي المسيحي التابع لكنيسة الطاهرة الكبرى .
واجرى السوداني زيارة الى مؤسسة بيتنا الثقافية في مدينة الموصل واطلع على نشاطات المؤسسة في مجال حفظ الموروث الثقافي والتراثي الموصلي والتنوع الاجتماعي، فضلاً عن المواقع الأثرية في محافظة نينوى.
كما اجرى جولة في بناية المتحف التابع للمؤسسة، واستمع الى ايجاز تفصيلي من المسؤلين فيه عن آلية العمل ومراحل تطوير المتحف لجعله مقصداً للزوار والسائحين؛ لإتاحة فرصة الاطلاع على محتوياته من وثائق ومخطوطات وقطع تراثية نادرة.
من جانبه، أكد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، محمد الحسان، أنه نقف اليوم في مدينة الموصل لنعلن للعالم انتصارها على الإرهاب.
وقال الحسان، في كلمة له خلال افتتاح الجامع النوري: إن “الجامع النوري الكبير يعود إلى سابق عهده ليكون مناراً للعلم والسلام من جديد”، مبيناً أن “هذا الإنجاز لم يكن ليرى النور لولا العزيمة للشعب العراقي والحكومة العراقية والدعم السخي من الشقيقة دولة الإمارات والجهود الحثيثة لليونسكو تحت مظلة مبادرة إحياء روح الموصل”.
وأكمل: “أصدق التقدير والامتنان لكل من ساهم بهذه المبادرة، ولقد وَفينا عهدنا بإنقاذ مدينة مزقت على يد عصابات داعش الإرهابية”، مشيرا الى انه “بهذه المناسبة اختصر، وأشيد بدور رئيس الوزراء ودولته دولة المشاريع التي أعادت البناء، وأيضاً دور الشعب العراقي الداعم، وأدعو لإعادة الأمن لهذه المدينة العريقة”.
واختتم قوله بأنه “نقف اليوم في مدينة الموصل لنعلن للعالم انتصارها على الإرهاب”.
من جهتها، أكدت العضو في مجلس الوزراء وزيرة الثقافة السابقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، نورة الكعبي، أن الحفاظ على التراث مسؤولية أخلاقية لا يمكن التخلي عنها، فيما أشارت الى أن إعمار الجامع النوري والمئذنة الحدباء مسؤولية دولية مشتركة.
وقالت الكعبي، في كلمة لها خلال افتتاح الجامع النوري: إن “دولة الإمارات نظرت الى هذا الإعمار على انه مسؤولية دولية وإنسانية مشتركة “، مشيرة الى أنه “تم العمل مع الشركاء في العراق ومنظمة اليونسكو والوقف السني ووزارة الثقافة ليكون هذا مشروع تعاون دولي لحماية التراث الإنساني”.
وأوضحت ان “الرسالة واضحة بإعادة الحياة للتراث، تعني إعادة الثقة في المستقبل وأنها مسؤولية أخلاقية لا يمكن التنازل عنها ونهج ثابت في رؤية قيادة دولة الإمارات إزاء هذا المشروع”، مردفة، ان “عودة هذه المواقع للحياة تعني أن الموصل قد عادت من جديد”.
وأكدت ان “نجاح هذا المشروع جاء بسبب تضافر الجهود”، مبينة أنه “نتشرف بهذه الشراكة وأن هذا التاريخ والإرث الإنساني يجب صيانته والاحتفال والفخر به”.