رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
من شارلي إيبدو إلى غزة عالم جبان و منافق


المشاهدات 1358
تاريخ الإضافة 2025/08/30 - 10:06 PM
آخر تحديث 2025/09/02 - 10:38 AM

نتذكر اليوم الحادث الذي تعرضت له الصحيفة الفرنسية ( شارلي إيبدو ) صبيحة اليوم السابع من كانون الثاني من سنة 2015 ، ونتذكر ردود الفعل السريعة والقوية التي أبدتها مختلف الأوساط السياسية الرسمية وغير الرسمية والحقوقية والصحافية وغيرها كثير. وكان لافتا أن احتضنت العاصمة الفرنسية ما سمي آنذاك بـ ( مسيرة الجمهورية ) بمشاركة ما يقارب أربعة ملايين شخص . وتقدم المسيرة أكثر من 50 من رؤساء الدول والحكومات والوزراء من مختلف دول العالم، كلهم تداعوا إلى المساهمة الفعلية في مبادرة تعلن رفض استهداف الصحافيين بالعنف، بغض النظر عن الأسباب والملابسات، وتؤكد الدفاع وحماية حرية الصحافة و النشر والتعبير .نستحضر اليوم هذا الحادث وردود الفعل التي أعقبته وقوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل بكل اطمئنان وثقة وإصرار قتل الصحافيين الفلسطينيين .إذ بعد أقل من شهر واحد من استهدافها بشكل متعمد لفريق من الصحافيين بصواريخ حربية ،مما أودى بحياة ستة منهم، عادت آلة القتل الإسرائيلي إلى قتل خمسة صحافيين آخرين بواسطة نفس الصواريخ الحربية . وبذلك تجاوزت الحصيلة في فترة تقل عن السنتين قتل أكثر من 230 صحافيا فلسطينيا بصفة متعمدة وعن سبق إصرار وترصد من طرف نفس الاحتلال وفي نفس المنطقة من العالم، وهي حصيلة غير مسبوقة في تاريخ النزاعات في العالم .حدث كل هذا ونفس العالم الذي حركته نزعته الإنسانية قبل عشر سنوات من اليوم بمجرد أن إرهابيين إثنين سخرتهما أوساط إرهابية قتلا 12 من الصحافيين ومعاونيهم، وانتقل رؤساء دول وحكومات من مختلف دول العالم إلى غاية باريس للتعبير عن الرفض المطلق لاستهداف الصحافيين وحرية الصحافة ، هو نفسه العالم الذي يتفرج اليوم على مسلسل طويل ودموي وإجرامي لقتل صحافيين آخرين بالمئات ولا يحرك ساكنا،ولا رئيس دولة ،ولا رئيس حكومة ، ولا وزير ، من أولئك الذين تحملوا أعباء التنقل إلى باريس للتعبير عن إدانة قتل عدد قليل من الصحافيين ، تجرأ على التعبير على نفس الموقف رغم أن عدد القتلى من الصحافيين هذه المرة يتجاوز سابقه الذي حرك فيهم نزعتهم الإنسانية بأضعاف مضاعفة ، ورغم أن الأمر هذه المرة لا يتعلق بأشخاص وبجهات منفلتة، بل بإرهاب دولة منظم وبمستوى يتجاوز أدوات تنفيذ تقليدية، بل بآليات حربية خطيرة جدا تصل حد استخدام الصواريخ الحربية.الحقيقة الصادمة مفادها أن تجريم استهداف الصحافيين وقتلهم والدفاع عن حرية الصحافة والنشر والتعبير ليست قناعات ومبادئ راسخة في أعماق الذين انفعلوا بقوة عقب حادث شارلي إيبدو، بل هي مجرد شعارات يتم استخدامها وقت الحاجة بما يخدم المصالح السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، وهي سلعة يتم المقايضة بها، وهذه الحقيقة الصادمة تكشف من جهة أخرى على أن احترام هذه الشعارات يقتصر على فئة معينة من الصحافيين وليس على جميع الصحافيين .لذلك تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتراف مزيد من المجازر في حق الصحافيين الفلسطينيين، وكثير من محارق الإبادة في حق الشعب الفلسطيني ولن يجرؤ أحد من أولئك الذين غضبوا مما تعرضت له شارلي إيبدو ومن غيرهم على القيام بأية ردة فعل ، ولو اقتصر الأمر على مجرد الإدانة ، لأن الجاني هذه المرة …..سيدتهم ( إسرائيل ) . 
عالم  جبان  ومنافق فعلا .


تابعنا على
تصميم وتطوير