على مدى اكثر من 77 عاما ومنذ عام ١٩٤٨ تأسس وكرٌ اشبه بوكر الدبابير على ارض عربية اذاق العرب الامرين من التآمر والقتل والتشريد، وقد عاش سكان الدول المجاورة له فترة من الذل والانتكاسة والهوان بسبب احتلال الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين السليبة ولم تنفع كل الحروب التي شنتها الدول العربية في تحقيق نصر شامل على هذا الكيان الغاصب باستثناء نصر ناقص وغير مكتمل عام ١٩٧٣ ، هذا النصر الناقص اعاد للدول العربية بعض من همتها وعزمها في ازالة هذا الكيان، واستطاع الرئيس المصري الراحل محمد انور السادات قلب الطاولة على دعاة الحروب ودخل في مفاوضات مع الكيان الصهيوني لتوقيع معاهدة سلام منقوصة وغير مجدية، واثبتت السنين اللاحقة ان هذا الكيان العنصري لايعترف بالمواثيق والمعاهدات المبرمة مع اي دولة عربية لانه يتناقض مع مشروعه القومي في انشاء دولته الكبرى التي تمتد حدودها من النيل الى الفرات، ومات السادات الذي عارضه غالبية الزعماء العرب وادخلوه في عزلة لحين وفاته من قبل مسلحين ينتمون الى منظمات اسلامية متشددة معارضين لنظامه الاستسلامي حسب قولهم، واستمر حال الذل والانكسار لدى اغلب الزعماء العرب باستثناء ما ظهر من مقاومة شعبية في فلسطين ولبنان توجت هذه المقاومة بشن حربها المقدسة انطلاقا من مدينة غزة التي امعن العدو الصهيوني في ضربها واذلالها وارتكاب ابشع الجرائم بحقها، وساند هذه الانتفاضة المقاتلون من عناصر حزب الله حتى امعن جيش الكيان الصهيوني في قتل قياداته في عمليات نوعية امتدت لتشمل مناطق اخرى في لبنان الذي عانى الامرين جراء هذه الهجمات البربرية.
وفي ضوء ذلك نهض البعبع ايران من عرينه ليضرب هذا الكيان الغاصب في عقر داره وهو يستنكر هذه الجرائم، وفي يوم اغبر هاجمت طائرات الكيان الصهيوني الغاصب الاراضي الايرانية بحجة القضاء على برنامجها النووي وهي ذريعة غير مبررة، وقد ردت القوات الايرانية على الكيان برد صاروخي عنيف هز معاقل واوكار الدولة اللقيطة اسرائيل وجعلها تترنح لإيقاف هذه الحرب التي ربما تتوسع لتكون البداية لحرب عالمية ثالثة قد تجعل العالم يعيش توترات غير محمودة العواقب، والملفت في هذه المواجهة ان الدول العربية كانت بعيدة كل البعد عن المساندة العسكرية لإيران التي جعلت الكيان الصهيوني يلفظ انفاسه الاخيرة، وبات يحتضر داخل الملاجئ بانتظار من ينقذه من هذا المأزق حتى تدخلت الولايات المتحدة بضرب مفاعلات ايران النووية ومن ثم الدعوة لتوقيع اتفاق لوقف اطلاق النار وانهاء الحرب بعد ان شعرت بخطورة الحرب وامتداداتها على مصالحها الاستراتيحية في المنطقة، ورغم قساوة هذه الحرب وما خلفته من دمار وتدمير لكلا الطرفين إلا ان المعطيات تؤكد انتصار ايران بعد ان فرضت شروطها في تحجيم الكيان الصهيوني ضمن وكر الدبابير الذي بدأ يعيد حساباته واعطى يقينا لدى سكانه ان العيش في ارض فلسطين مسألة عبثية وغير محمودة العواقب، ولاتبشر بمستقبل زاهر كما اوهمهم اللوبي الصهيوني الذي لابد ان ينتهي وتطمر احلام مؤسس دولتهم هرتزل في اقامة وطن قومي غير آمن ولايحظى باحترام دولي كونه كيانا غاصبا يقوم على البربرية والعنف غير المبرر.