رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
على حس البالستي


المشاهدات 1731
تاريخ الإضافة 2025/07/01 - 9:48 PM
آخر تحديث 2025/07/13 - 12:43 AM

كل الحروب الكبرى التي جرت بين العرب وإسرائيل منذ عام 1948 حتى آخرها 1973 ما عدا المناوشات كانت قد جرت قبل السوشيال ميديا والمحتوى الهابط وتنوع الفضائيات بدءا من «الجزيرة» التي أخذت منا «سيرة وسريدة» ردحا من الزمن الى «العربية والعربية الحدث» وبينهما «السي ان ان» التي كانت تحاصر الصواريخ  في الهواء الطلق التي هي «أصدق أنباء من الكتب» كما يقول عمنا أبو تمام الطائي. الحرب الأخيرة حرب الـ 12 يوما  بين إيران وإسرائيل  جرت في عالم تتزاحم فيه الفضائيات والأرضيات فضلا عن شتى أنواع صناعة المحتوى الراقي نادرا الهابط غالبا وبينهما السوشيال ميديا التي يتناطح فيها القوم سكارى وماهم بسكارى. بلاشك كانت «الجزيرة» أطلقت حرب المتحاورين على الهواء مباشرة. وبقدر ما كانت تتحقق متعة المشاهدة بينما «القنادر» تتطافر داخل الأستوديو «يشكف» بيها فيصل القاسم بين المتخاصمين فإن سياق المشاهدة بقي راقيا ممتعا في كل الأحوال. 
إستذكرت تلك الأيام التي مضت بمزيد من الحسرة على ماكانت تقدمه من محتوى متوازن بالقياس الى ما نشاهده اليوم عبر عشرات الفضائيات التي لم تتمكن واحدة منها من منافسة ولو لخمس دقائق قنوات مثل «العربية والعربية الحدث والجزيرة « لاسيما في متابعة وقائع الحرب الأخيرة بين ايران وإسرائيل. 
المحتوى الوحيد الذي كان يتسلل من فضائياتنا الى عالم السوشيال ميديا هي «العركات» التي كانت تجرى على  الأرض فيما البالستي الإيراني كان يدك الكيان الإسرائيلي مارًا من فوق رؤسنا ورؤس فضائياتنا التي كان ينهمك مديروها ومقدمو برامجها في متابعة «العربية» و»الجزيرة» تاركين فضائياتهم لعركات لا معنى ولا مضمون ولا أهمية لها لا معنى ولا مبنى. في أثناء ذلك كنت شخصيا أتواصل مع صديقي المحلل والأكاديمي الإيراني المعروف الدكتور مصدق بور، سائلا عن صحته ومعنوياته وفيما إذا كان على خير في ظل هبوط الصواريخ  الاسرائيلية والطيران الإسرائيلي على مختلف المدن والمناطق الإيرانية. كان الدكتور بور يطمئنني ويتمنى لنا السلامة فيما يتحدث بصورة طبيعية وكأن شيئا لم يكن عن مجريات الحرب في بلاده. ومن باب الطرافة أجابني حين سألته عن الوضع داخل العاصمة طهران، قال لي إن غالبية سكان طهران غادروها الى الريف والى المناطق البعيدة شمالا ولن يتعبوا انفسهم في فتح التلفزيون. وعلى ذكر التلفزيون إستأذنني الصديق بور، قائلا أقترح نكمل حديثنا لاحقا لأن قناة «العربية» يرنون عليّ الآن. تابعته على «العربية» حيث كان يتحدث بكل هدوء عن مجريات الحرب بعيدا عن الشحن والتشاحن والتنابز بالألقاب وكأنه يتحدث عن حرب القرم لا حرب تسقط صواريخها ليس بعيدا عنه وبالذات في مبنى التلفزيون الإيراني حيث كانت المذيعة الإيرانية الشجاعة سحر إمامي تتفوق على كل الصواريخ التي كانت تحاصرها.


تابعنا على
تصميم وتطوير