رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
مافيات مسح الزجاج في التقاطعات


المشاهدات 1058
تاريخ الإضافة 2025/06/30 - 9:44 PM
آخر تحديث 2025/07/01 - 4:38 AM

في كل زاوية من زوايا العاصمة بغداد، وخصوصًا عند التقاطعات المرورية، لم تعد المشاهد التي تتكرر يوميًا لأطفال يمسكون قطعة قماش وقنينة ماء ويهرولون بين السيارات تثير الشفقة، بل بدأت تثير القلق والغضب لان ببساطة لم يعد الأمر مرتبطًا بالفقر وحده، بل تحوّل إلى ظاهرة هجومية منظمة.
هؤلاء ليسوا عمالة أطفال فقط إنهم جماعات صغيرة تتحرك بأسلوب المافيات تحاصر السيارات لحظة التوقف وتفرض نفسها بالقوة، وبلا إذن لمسح الزجاج، والأدهى أنك إن رُفضت تتحوّل المسّاحة إلى عصا تُضرب سيارتك ويُلطم الزجاج، وتُسمع الشتائم، والاغرب إن أعطيتَ نقودًا لأحدهم، تجد اثنين آخرين يتقافزون على نافذتك يطالبون ايضاً، وإن رفضت انقلب المشهد إلى ساحة شجار بينهم.
يبرّر البعض أن هؤلاء يمارسون «العمل بدل التسوّل» لكن، أي عمل؟ هل العمل يبدأ دون إذن؟ هل العمل يتحوّل إلى تهديد صريح للناس؟ وهل العمل يعني أن تُلوّث السيارة إن لم يُدفع المقابل؟ الحقيقة أن ما نراه ليس عملاً بل تسوّل يُفرض عليك يُدار بطريقة تسيء للمدينة وتُرهب المواطن.
إن من يقف طويلًا في شوارع بغداد يلحظ جيدًا أن ما يحدث لم يعد تلقائيًا أو عشوائيًا بل هناك تقسيم للمناطق وتوقيت للحضور وتناوب في المناوبة وربما حتى مراقبة، وهنا يصبح من المشروع أن نسأل: من يقف خلف هؤلاء؟ ومن المستفيد من استمرارهم؟ ومن يحميهم؟
لكن الخطر لا يهدد السائقين فقط بل إن الأطفال أنفسهم، الذين يعملون وسط السيارات المسرعة يتعرضون يوميًا للخطر دون رقابة وحماية ورعاية، إنهم يمضون يومهم في وسط الزحام حاملين قنينة ماء وقماشة بلا مأوى بلا تعليم بلا أفق.
قد يكون بعضهم حسن النية لكن الأغلبية وللأسف يتصرف بعنف وعدوانية وهذا ما جعلنا نسميهم «مافيات مسح الزجاج.
هذه ليست ظاهرة اجتماعية عابرة بل قضية أمنية واجتماعية وأخلاقية تستحق وقفة جادة من الجهات المختصة فالأمر لا يحتاج فقط إلى حملات ترحيل مؤقت بل إلى حلول دائمة تُنقذ الأطفال أولاً وتحمي المواطنين ثانياً وتحافظ على صورة العاصمة ثالثاً.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير