حوار/ سالم رحيم عبد الحسن 
كشف محافظ ميسان حبيب ظاهر الفرطوسي عن ملامح خطة تنموية طموحة تسعى للنهوض بالمحافظة في مختلف القطاعات الحيوية، في مقدمتها الإعمار، الاستثمار، الصحة، السياحة، الثقافة، والرياضة. وأكد أن ميسان اليوم تمضي بثقة نحو مستقبل أكثر إشراقًا، بفضل رؤية واضحة وإرادة صلبة.  
وقال الفرطوسي: «ميسان عانت طويلًا من الإهمال، لا سيما في الدورات السابقة، لكننا اليوم نضع سياسات تنموية شاملة تغطي الصحة، التربية، البلديات، الماء والمجاري، والزراعة. نركز حاليًا على استكمال المشاريع المتوقفة منذ أكثر من 13 عامًا، مثل نفق ومجسر الكرامة (الشهيد حسين عطية)، مجسر الملعب (البتيرة)، مجسر الحولي، وجسر اليوغسلافي، السايد الثاني، الشهداء، دور النفط، والمزيانية» .  
وأضاف: «هذه الجسور ستُسهم في تقليل الزخم المروري داخل مدينة العمارة، إلى جانب إنشاء جسور جديدة في أقضية علي الشرقي، الطبر، قلعة صالح، وابن علي»، مبينا «وضعنا خطة تنموية متكاملة تشمل جميع مناطق المحافظة، وأسسنا هيئة استشارية تضم نخبة من الأكاديميين لوضع دراسات علمية تُنفذ وفق جداول زمنية دقيقة.» وحول استراتيجية المحافظة لجذب الاستثمارات، قال المحافظ: «نعمل على تهيئة بيئة استثمارية جاذبة من خلال إزالة المعوقات وتقديم التسهيلات. أطلقنا مشاريع استراتيجية في قطاعات الصناعة، الزراعة، السياحة، الصحة، والإسكان. من أبرزها مدينة الطيب الاقتصادية السياحية، التي نُنسق بشأنها مع مكتب رئيس الوزراء وهيئة الاستثمار لإنشائها وفق معايير حديثة، تشمل قطاعات سياحية، زراعية، تجارية، صناعية وسكنية.» 
وأضاف: «خصصنا نحو 250 ألف دونم للاستثمار الزراعي ضمن المدينة، التي تقع في موقع جغرافي فريد تمتد من جبال بشتكو شمال شرقًا والأهوار جنوب شرقًا، وتتميز بفرص واعدة للصناعات البتروكيميائية وتكرير النفط، نظرًا لقربها من الشريط النفطي. والحمد لله هذا المشروع يسير بخطوات كبيرة نحو تحقيقه، وقد تم استكمال كا الإجراءات التعاقدية مع شركة (KBR) الاستشارية الأمريكية لوضع الرؤية الواقعية لكل الفعاليات الاستثمارية في المدينة» .
وتابع: «وصلنا إلى مراحل متقدمة في مشروع المطور العقاري الذي سيوفر بيئة سكنية ملائمة لأبناء المحافظة. كما صادقنا على الخطة الاستثمارية للمحافظة، والتي تضمنت مشاريع في القطاعات الصحية، التعليمية، الصناعية، والسكنية، إضافة إلى مبادرة المطور العقاري التي توفر أراضٍ سكنية مخدومة بأسعار مناسبة.»  
واشار الى ان « هناك مشاريع بدأت بالفعل بدعم مباشر من الحكومة المحلية، كما نُوسع الشراكات مع القطاع الخاص لتذليل العقبات وتبسيط الإجراءات».  
وبشأن القكاع الصحي، اوضح «شهدنا تحسنًا ملحوظًا.. افتتحنا مستشفيات أهلية ومراكز متخصصة مثل مركز علاج الأورام الذي يخدم عموم العراق، ونعمل بالتنسيق مع وزارة الصحة لسد النقص في الكوادر. وكذلك مركز الثلاسيميا والسكري والقلب ونعمل بجد على إنجاز مركز الأسنان التخصصي والحساسية والعيون.»  
وفيما يتعلق بالدعم الدولي، ذكر الفرطوسي « نتعاون مع منظمات المجتمع المدني ومؤسسات دولية للحصول على الدعم الفني واللوجستي وتعزيز قدراتنا الصحية.»     وحول خطط تفعيل السياحة، لفت الى ان «ميسان غنية بالتنوع البيئي والثقافي، من الأهوار إلى المواقع الدينية حيث يوجد مرقد نبي الله العزيز الذي يهم الديانات الإبراهيمية الثلاث، وكذلك مرقد سيد أحمد الرفاعي رأس الطريقة الرفاعية في العالم وعشرات مراقد دينية للأولياء والصالحين، وهناك مواقع أثرية تاريخية للحضارات التي تعاقبت في ميسان مثل السومرية ومملكة ميشان. نُعيد تأهيل البنى التحتية السياحية، ونشجع القطاع الخاص على إنشاء فنادق ومنتجعات، خاصة في مناطق مثل جزيرة الطيب والأهوار.»  
وبشأن الأهوار، اكد «ان الأهوار هي روح ميسان.. نعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية والمنظمات الدولية لحمايتها من الجفاف والتجريف، ونسعى لتحويلها إلى مورد سياحي واقتصادي يوفر فرص عمل لأبناء المنطقة».
وحول المشاكل العشائرية في المحافظة، قال:  «أطلقنا مبادرة (السلم المجتمعي) بالتعاون مع شيوخ العشائر في لجنة حل النزاعات التابعة لمديرية شؤون العشائر لترسيخ ثقافة القانون، ونعمل على تفعيل دور الشرطة المجتمعية، وتعزيز المصالحات، وتطبيق القوانين الرادعة للنزاعات المسلحة». وحول دور دعم الثقافة، بين: «بدأنا بإنشاء قصر الثقافة والفنون المؤلف من 12 طابقًا، والذي سيضم مكتبة عامة، ودار عرض سينمائية، ومقرًا لاتحاد الأدباء، ومساحات للفنون التشكيلية. كما أطلقنا مبادرة (إحياء التراث) لتسليط الضوء على التنوع الثقافي والديني في ميسان».  
وبشأن دعم للمبدعين، بين: نوفر برامج تمويل ومساحات عرض للفنانين والأدباء، لأننا نؤمن بأن الثقافة عنصر أساسي في مشروعنا التنموي». 
وبشأن قطاع الشباب والرياضة، لفت الى «ان الشباب هم عماد المستقبل، لذا نعمل على تطوير البنية التحتية الرياضية، من خلال إنشاء ملاعب خماسية في الأقضية والنواحي، ونسعى لتأهيل ملعب ميسان الأولمبي ليكون واجهة رياضية تليق بطموحات شباب المحافظة».
وأكد محافظ ميسان «أن النهوض بالمحافظة لم يعد حلمًا، بل هو واقع يتشكل خطوة بعد أخرى، عبر مشاريع استراتيجية وخطط مدروسة، وإرادة حقيقية تهدف لبناء مستقبل يليق بأبناء ميسان وتاريخها العريق.