لم تكن القمة العربية في بغداد مجرد اجتماع دبلوماسي روتيني، بل شكّلت لحظة مفصلية في استعادة هوية العراق وتأكيد حضوره الفاعل على الساحتين الإقليمية والدولية، في كل زاوية من العاصمة، ارتسمت ملامح الحدث التاريخي الذي ألقى بظلاله الإيجابية على الشوارع والمباني، مضفيًا لمسة فخر واعتزاز على وجوه العراقيين.
منذ اللحظات الأولى لانطلاق التحضيرات، تكاتفت الجهود من مختلف القطاعات لضمان نجاح هذا الحدث الاستثنائي، وكان للإعلام دور محوري لا يُغفل، حيث استنفرت المؤسسات الإعلامية كوادرها من مصورين ومحررين ومراسلين، ونُصبت الكاميرات في الشوارع والساحات، استعدادًا لتوثيق كل لحظة ونقل الصورة الحقيقية لهذا الحدث إلى العالم.
بات المحررون والمراسلون في مقار المؤسسات الإعلامية لعدة ليالٍ، يعملون بلا كلل لإيصال رسالة العراق كما ينبغي لها أن تُسمع وتُشاهد قنوات محلية ودولية تنافست في تغطية القمة، في مشهد عكس حجم الحدث وأهميته، بينما كانت عدسات المصورين تلتقط التفاصيل الصغيرة التي صنعت هذا النجاح الكبير.
لم يكن هذا الحدث حكرًا على القاعات الرسمية أو المراسلات الدبلوماسية، بل كان انعكاسًا لجهد جماعي شارك فيه الجميع: الإعلاميون، رجال الأمن، فرق التشريفات، وحتى أبسط العمال ممن ساهموا في تجهيز الشوارع والمباني وتنظيف المدينة وتجميلها. كل تفصيلة كانت نتاج عملٍ شاق وإرادة حقيقية لإظهار بغداد بأبهى صورة.
لم تكن القمة فرصة لإثبات قدرة العراق التنظيمية فحسب، بل كانت رسالة قوية للعالم بأن بغداد، التي كانت دومًا مهدًا للحضارة والثقافة، تعود بثقة وثبات، ولن تقلل الانتقادات من قيمة هذا الإنجاز، فإحياء بغداد بهذا الشكل هو نجاح يُحسب لكل من أسهم فيه، من العامل البسيط إلى المسؤول الكبير.
اليوم، يقف العراق شامخًا، مؤكدًا أن طريقه نحو المستقبل لا تعيقه العقبات، بل تتحول فيها التحديات إلى فرص تُعزز مكانته كقلب نابض للعالم العربي، هنيئًا للعراق، وهنيئًا لكل يدٍ عملت بإخلاص لرسم هذه الصورة المشرقة التي تستحق أن تُحتفى بها.