رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
صخرة فتتها نكران الجميل


المشاهدات 2136
تاريخ الإضافة 2025/05/10 - 10:33 PM
آخر تحديث 2025/12/13 - 7:08 AM

رحل النجم الكبير صاحب خزعل صخرة دفاع المنتخب العراقي لكرة القدم في ابهى أعوام الرومانسية الرياضية والطيبة الاجتماعية .. في كأس العرب 1966 وايام ملعب الكشافة ومباراة افتتاح ملعب الشعب وبنفيكا البرتغالي بحضور النجم اوزبيو، وكم انقبض قلبي من بيانات النعي التي أصدرتها الجهات التي كان لصاحب خزعل الجميل عليها، إذ سقاها من روحه سنوات طويلة دون مقابل يذكر انما هو الوفاء للوطن وللشعب الذي تختزله المباريات على مستوى المنتخب الى جمهور فوق المدرجات يمثل الناس في الألوية وفيما بعد في المحافظات .
بيانات نعي كتبت بأسلوب انشائي لا يستند الى فعل انساني سابق يؤكد مصداقيتها، فالكل يعلم من خلال اللقاءات التي أجريت مع الراحل الكبير ان كل الصغار المتصدرين المشهد المستطيلين نفخا قد اغلقوا ابوابهم المطلية بطلاء النفاق بوجهه يوم هاجمه المرض وظل ينهش جسده سنوات .. اكثر من لقاء قال فيه الراحل انه يتحدى أي مسؤول يدعي انه ساعده او سأل عنه من باب الاطمئنان ورد ما بذمة الوطن من واجب تجاهه .
إن رحيل الكبير صاحب خزعل يعيد جدلية مسؤولية الدولة تجاه الرياضي واهمية فصل الرياضي الذي نذر عمره هاويا وبين الرياضي الذي جعل من الرياضة حرفة، فالاخير موظف في مؤسسة الرياضة يتقاضى أجورا وكل ما يقدمه هو عمل مدفوع الأجر لا مكان فيه للعواطف وفتح “ كاكات “ الدموع أمام الكاميرات بعد كل خسارة مهينة وأداء مذل .
إن الرياضيين القدامى وهم الرواد الحقيقيون الذين حشر معهم الكثير من الرياضين الاجراء لاحقا  هم من أسس البنيان وهم من وضع القواعد ورفعها، ثم جاء مع الزمن الاغبر من ارتقى هذه القواعد وجلس عليها  متنكرا للرواد الحقيقيين.
 لقد رحل الكبير صاحب خزعل مثل كثير ممن سبقه من النجوم في القلب غصة التعرض للصدود والإهمال وكذب الوعود ونقض العقود، ومازالت صورة الكبير إسماعيل مهدي حارس مرمى المنتخبات العراقية في خمسينيات القرن الماضي ورئيس منتخب الكرة الطائرة تلك الفترة وهو بقامته الفارعة يتوكأ على عكازه الثلاثي بعد ان وعدوه بتسهيل عملية العلاج وليس من مجيب للشيخ الذي ظل حتى الساعة الأخيرة يترحم على الملك الصغير فيصل الثاني الذي طالما دربه  أبو حقي على لعبة كرة الطاولة وعلى الوصي الذي يرعى النادي الملكي وعلى شخصيات كبيرة بوزن عبيد المضايفي واكرم فهمي ونجم السهروردي .
رحل الشيخ كما صاحب خزعل في صدره غصة.. غيرهما كثير وسيلحق بهما كثير مادام اهل الحل والربط كل همهم ان يعيشوا اللحظة وان يتمترسوا خلف قانون الرواد الذي لا فضل له إلا كونه احسن من “ الماكو “ او اللاشيء !!. 
وداعا أيها الكبير صاحب خزعل الذي زرعت البهجة في النفوس ومن معك حامد فوزي وجبار رشك وحسن بله ونوري ذياب وقيس حميد وقاسم زوية وهشام عطا عجاج وشدراك يوسف وكوركيس إسماعيل وستار خلف ومحمد ثامر، وعشرات غيرهم قد يضيق بهم المقال، إلا ان القلب يحتضنهم بوفاء الى الابد، لانهم أصحاب جميل ان جعلوا للكثير من أيام الوطن جمالا زين صفحات تاريخه على عكس من تنكر لجميلهم، فجعل الوطن يبكي دمًا على تلك الأيام .
 


تابعنا على
تصميم وتطوير