رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
هدوء الرحيل .. وصمت الذكرى


المشاهدات 1127
تاريخ الإضافة 2025/04/14 - 9:39 PM
آخر تحديث 2025/04/25 - 8:48 AM

العراق  ينجب العظماء دوما ولكنه لا يصنع منهم نجوما ..رغم التضحيات والمسيرة الخلاقة .. وذكراهم تمر بصمت ..وصلت الى هذه النتيجة منذ سنوات وتاكدت منها وانا استذكر الكثير من العظماء الذين رحلوا بلا ضجة وصمت مريب  ..فقبل ايام مرت بهدوء تام الذكرى الخامسة،لرحيل فيلسوف العمارة العراقية «رفعة الچادرچي» 
 وللتذكير اقول :-رفعة الجادرجي أحد اعمدة العمارة العراقية الحديثة ومنظّريها والمصمم الاستثنائي كما اطلق عليه المهندسون البريطانيون هو ابن السياسي والوزير الصحفي كامل الجادرجي مؤسس الحزب الوطني الديمقراطي بالاشتراك مع الاقتصادي محمد حديد والد المعمارية الراحلة زها حديد.. 
ولد في بغداد عام 1926..واكمل شهادة البكالوريوس في العمارة من جامعة هامرسميث عام 1954..
من اعماله التي لا تزال شاخصة بهيبة وحب جدارية نصب الحرية وهو صاحب الفكرة التي أوحى بها للتشكيلي جواد سليم ..ومبنى بدالة السنك ومبنى نقابة العمال في بغدادوشركة التامين الوطنية في الموصل وشركة صناعة التبغ في باب المعظم..وله اكثر من مئة مشروع في العراق ودوّل الخليج والعالم ،ما بين بيوت و مصانع ومبنى مجلس الوزراء العراقي ومبنى اتحاد الصناعات الوطنية اما  نصب الجندي المجهول الذي كان في ساحة الفردوس بشارع السعدون فقد تم هدمه عام 1982 بامر من صدام حسين ..
هذا المعماري الفذ طرح افكارا للبناء ونظريات جمالية من خلال كتب الهندسة الثلاثة التي الفها..
وفلسفته المعمارية تجسدت من خلال أسلوبه في في الربط بين الحداثة و الأسلوب المحلي التاريخي فاغلب تصاميمه مستوحاة من التراث العراقي القديم ..
تزوج من الكاتبة العراقية المولودة في النجف ذات الاصول اللبنانية بلقيس شرارة ، واتفقا على ان لا ينجبا اطفالا   لان الارض لم تعد تتحمل المزيد من البشر!!!
حصل على جائزة الأغا خان الدولية للعمارة عام 1986 وجائزة الشيخ زايد وجوائز بريطانية عديدة اعتقل وسجن لمدة سنتين عام 1977
هاجر من العراق عام 1983 ثم عاد مرة اخرى في زيارة بسيطة بصحبة شقيقه نصير الجادرجي عام 2010..صمم العلم العراقي الجديد الذي اثار الجدل حوله في الأوساط الشعبية والسياسية على حدٍ سواء..حاصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة كوفنتري للفنون والعمارة ..
سأله يوما أحد المقدمين الذي استضافه في برنامج تلفزيوني ..ما هو شعوره وهو يرى منجزاته المعمارية تهدم؟ وما هو شعوره وهو يوثق بكاميرته عمليه هدم نصب الجندي المجهول؟فأجابه :((شعور مؤلم ..اني ماعندي اولاد ذولة منجزاتي هم أولادي .. وانا احب أوثق أعمالي من الأساسات حتى اكمالها وحتى اثناء عملية الهدم لأني على يقين ان كل شيء يهدم في العراق ولا يدوم وهذا نتاج الصراع بين الحضارة والبداوة على مر العصور))
رفعة الجادرجي قامة عراقية معمارية مهمة خسرها العراق ..استفاد منه المهجر 
في ذكراه التي مرت قبل ايام تمنينا  ان يرتفع صوت من البرلمان او من وزارة الاسكان او من وزارة الثقافة يدعو الى تشييد اعماله المدمرة بسبب الاحتلال او على اقل تقدير اشارة من نقابة الفنانين كونها معنية بالفن والجمال والتشكيل لاعادة ذكراه فمن يرحل لا يعوض
 


تابعنا على
تصميم وتطوير