تحوّل الكومبوتشا، الذي كان في السابق مشروبًا محدود الانتشار، إلى اتجاه صحي سائد خلال العقد الماضي. بمذاقه الحامض وفواره الخفيف وفوائده الصحية المزعومة، اجتذب المهتمين بالصحة، بمن في ذلك المشاهير والمستهلكون العاديون على حد سواء.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة ”الإندبندنت“، يُعرف كومبوتشا بمحتواه من البروبيوتيك، ويُروَّج له كمشروب مهم لصحة الأمعاء، ودعم المناعة، وتقليل الالتهابات. لكن، ما مدى صحة هذه الادعاءات من الناحية العلمية، وكيف يعمل؟
ارتفاع شعبية كومبوتشا
قبل أن تهيمن مشروبات على السوق في عام 2025، وقبل أن تصبح لاتي الماتشا مرادفًا للرفاهية، وقبل أن تصبح ميكروبيوماتحديثًا شائعًا على موائد العشاء، كان كومبوتشا بالفعل يثبت جدواه بهدوء.
وأصبح المشروب شائعًا للمرة الأولى في أوائل العقد الأول من القرن 2000 بين الأفراد المهتمين بالصحة، وله أصول قديمة، إذ تشير بعض المصادر إلى أنه يعود إلى أكثر من 2000 سنة، منشأه في الصين أو كوريا أو روسيا.
وتزامن ارتفاع شعبية المشروب في العصر الحديث مع تحول عالمي نحو ممارسات الصحة البديلة؛ ففي ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، خلال أزمة الإيدز، توجه كثيرون إلى كومبوتشا كمنشط محتمل للمناعة، على أمل أن يساعد على زيادة عدد خلايا «تي».
وعلى الرغم من قلة الأدلة في ذلك الوقت، فإن المشروب نال مكانة في مجتمع الصحة، وبحلول العقد 2010، أصبح جزءًا ثابتًا في دوائر العافية.
ما الـكومبوتشا؟
كومبوتشا مشروب يتم تحضيره من الشاي الأسود أو الأخضر مع السكر، الذي يتم تخميره بواسطة ثقافة حية من البكتيريا والخميرة، التي تعمل على تحويل السكريات إلى أحماض وغازات، مما يؤدي إلى مشروب حامض وفوار قليلاً.
قد يبدو المشروب غريبًا للبعض، لكنه غني بالعديد من العناصر الغذائية مثل الفيتامينات C و B6 و B12، بالإضافة إلى الأحماض العضوية مثل حمض الخليك وحمض اللاكتيك.
فوائد كومبوتشا الصحية
يُعرف كومبوتشا بشكل أساسي بقدرته على دعم صحة الأمعاء بفضل محتواه من البروبيوتيك، وهي بكتيريا مفيدة تساعد في الحفاظ على توازن ميكروبيوتا الأمعاء، التي تؤدي دورًا رئيسا في الهضم والصحة العامة.
وكمنتج مخمر، يحتوي كومبوتشا بشكل طبيعي على بكتيريا حية تعزز صحة الجهاز الهضمي، وتدعم الجهاز المناعي، وقد تساعد على تقليل الالتهابات.
ويوصي خبراء التغذية باختيار كومبوتشا الخام وغير المبستر، إذ يحتفظ بأكبر كمية من البروبيوتيك النشطة. كما يجب أن يكون لكومبوتشا عالي الجودة طعم نظيف وحيوي مع توازن بين الحموضة والحلاوة.
كما يُنصح بتجنب كومبوتشا الذي يحتوي على مستويات عالية من السكر أو النكهات الاصطناعية، إذ يمكن أن تقلل هذه المكونات من فوائده الصحية.
بالإضافة إلى البروبيوتيك، يحتوي كومبوتشا على مضادات الأكسدة، التي قد تساعد على تحييد الجذور الحرة الضارة في الجسم. هناك أيضًا أدلة تشير إلى أن استهلاك كومبوتشا بانتظام يمكن أن يساعد على إدارة الوزن، وتقليل مستويات السكر في الدم، ودعم صحة الكبد.
الاعتبارات والاعتدال
بينما يعد كومبوتشا آمنا وذا فائدة لمعظم الأشخاص، فإن الاعتدال هو المفتاح. من المهم البدء بكميات صغيرة، عادة نصف كوب إلى كوب كامل يوميًا، خاصة لأولئك الذين يعانون حساسية في المعدة أو الذين يبدؤون مع البروبيوتيك.
قد يؤدي الإفراط في استهلاكه إلى عدم الراحة الهضمية أو استهلاك السكر الزائد، لذلك من المهم التوازن بين كومبوتشا ونظام غذائي صحي ومتوازن.