رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
أنواع الأعمدة


المشاهدات 1175
تاريخ الإضافة 2025/02/04 - 9:01 PM
آخر تحديث 2025/02/17 - 7:20 AM

ما كنت امتلك في صغري وحتى اصبحت يافعاً غير معنيين لمفردة (عمود)، الاول هو هذا القائم المعدني  الذي يحمل اسلاك الكهرباء لحماية البشر منها ولحمايتها من عبث البشر!. أما الثاني فهو والدي (رحمه الله) حيث كانت والدتي(رحمها الله) تصفه امامنا أنا واخوتي او امام الاقرباء والمعارف بأنه (عمود) البيت وبحسب تحليلي المتواضع آنذاك فإن هذه الصفة جاءت موازية لعمود الكهرباء لان والدي كان يمسك بأسلاك الكهرباء من دون خوف او تردد..! ثم اتضح لي فيما بعد ان المقصود هو ان والدي هو العمود الذي يمسك بسقف البيت لمنعه من الانهيار وهو تعبير مجازي يعني الحفاظ على وحدة البيت وتماسكه..
وما ان بدأ الوالد باصطحابي الى الاقرباء ومختلف ابناء العشيرة تعرفت على معنىً اخر لهذه المفردة حين سمعت العشيرة قد كسرت عمود فلان .. أي بمعنى رفعت عنه الحصانة و(ألزمته الباب)..
وهكذا ترسخت في ذهني المعاني الثلاث لهذه المفردة الى حين ولوجي باب الصحافة حين اتفق دهاقنتها على تسمية المقال اليومي او الاسبوعي الذي يتبنى منحىً واسلوباً معيناً وذا نكهة متصلة بـ(العمود).. فلم هذه التسمية ..؟ هل انه سيقدم الخدمة نفسها التي تقدمها اعمدة الكهرباء بحمل اسلاك التوصيل لحمايتها من العبث واستمرارها في تأمين الخدمة للمواطن .. أو إنه يوفر الامان للمواطن لكي لا تتعرض حياته للخطر.؟
لذا عمدت الى اجراء مقارنة بين ما يقدمه هذان العمودان فوجدت من خلالها ان اوجه التشابه بينهما كثيرة، فعمود الكهرباء يحمل اسلاك الطاقة كي يستخدمها المواطن في البيت والمعمل والدائرة .. كذلك فإن حمله لهذه الاسلاك يجنب المواطن ما تشكله من مخاطر لو كانت في الارض..
أما العمود الصحفي  فهو الاخر يحمل طاقة من نوع اخر هي طاقة التحفيز من خلال كشف الحقائق ووضعها في اناء من ذهب امام من يسعى للخير .. كذلك فإنه ينبه ويحذر المواطن من مكامن الخطر..إذاً فمن غير المستغرب ان يرفع أحدهم شكوى على عمود كهرباء حطم له سيارته .. ليجد امامه في مركز الشرطة آخر سبقه لرفع شكوى على كاتب عمود صحفي بدعوى (هجمان البيت مع سبق الإصرار والترصد) !
 


تابعنا على
تصميم وتطوير