رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
المسألة الانتخابية


المشاهدات 1199
تاريخ الإضافة 2025/02/04 - 8:40 PM
آخر تحديث 2025/02/17 - 10:03 PM

لا شغل ولا عمل لنا منذ 2006 سوى الانتخابات. لا صوت يعلو على صوت الانتخابات. كل شيء من أجل الانتخابات. نعتبر الانتخابات “واوي”، ونتحزم لها بحزام أسد. ننتظر سنة حتى تصير انتخابات. وبهذه السنة نقوم بتعديل القانون مرة وتغييره مرة أخرى. إعفاء المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات مرة والتمديد لها مرة أخرى. نحضّر القوائم والتحالفات ونبدأ نثقف و”نطش” سبيس ونوزع بطانيات بعز الصيف الى أن تبدأ الانتخابات. ننتظر النتائج والطعون ونبدأ بعد ظهور النتائج والطعون ماراثون تشكيل الحكومة. وخلال السنة الأولى من تشكيل الحكومة ننتظر أداء الحكومة. نراقب أي وزير ونستضيف أي وزير ونستجوب أي وزير ونقيل أي وزير. تمضي السنة وفي الغالب لا مراقبة ولا إستضافة ولا إستجواب ولا إقالة.
بعد السنة الثانية نحير بالبرلمان. ماذا عمل؟ هل شرع قوانين مهمة ينتظرها الناس لا الكتل السياسية. وبعد “اللتي واللتيا” ومن باب إسقاط الفرض يتمكن البرلمان  و”بألف يا علي” من تشريع قوانين تهم القوى السياسية بالدرجة الأولى لأنها “تمشي” لها أمورها أثناء الانتخابات القادمة. ولأن الانتخابات القادمة “فتح غمض” فإن السنة الثالثة سوف تكون سنة “البين بين” على صعيد العملية الانتخابية. فلقد مضت اكثر من نصف المدة المتبقية على الإنتخابات القادمة، وحيث أن الانتخابات الماضية أصبحت من الماضي فإن أعيننا سوف تكون على الانتخابات المقبلة دون حساب الربح والخسارة للإنتخابات الماضية. 
الانتخابات هي الهدف وليس وسيلة لتحقيق هدف. نحن نخسر كثيرا على الانتخابات. كم سبيس يفرش. وكم بطانية توزع. وكم 50 ألف دينار تعطى للجهمور الذي يقبض الخمسين ولا يشارك لان شعاره الدائم “شعره من جلد خنزير”. كم وعد وكم كمون يوزع بين فترتي الانتخابات الماضية والإنتخابات المقبلة. هل يعقل هذا؟ طبقة سياسية وأحزاب وقوى وشخصيات لا هم لها ولا غم سوى إنتظار الانتخابات. العمل من أجل الانتخابات. التآمر لكي لا ينجح فلان في الانتخابات. رش فلوس وسبيس على نفس الناس، نفس الشوارع، نفس الأزقة، نفس الحارات. ولمن يريد أن تكون مشاركته أقوى فإن حملته الانتخابية تبدأ وتنتهي بالمولدات الكهربائية وإصلاح الاعمدة. هذه هي في الواقع المسألة الانتخابية عندنا لا وقت محدداً لها. كل أيامنا انتخابات على مدار أربع سنوات .. من “طلعتها لغيبتها”.


تابعنا على
تصميم وتطوير