رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الجولاني الكيوت


المشاهدات 1338
تاريخ الإضافة 2024/12/04 - 9:29 PM
آخر تحديث 2024/12/26 - 4:34 AM

قائد هيئة تحرير الشام، التي تقاتل اليوم في سوريا ضد الجيش السوري، أبو محمد الجولاني، والاسم الحقيقي له هو أحمد حسين الشرع، يُعد شخصية راديكالية تنقلت بين تنظيمات متطرفة، ففي عام ٢٠٠٣ ، وفي بداياته، انضم إلى تنظيم القاعدة الارهابي في العراق، وقاتل إلى جانبها، تاركاً بذلك دراسته الجامعية، ثم اعتقل من قبل القوات الامريكية وتنقل في سجون متعددة داخل العراق قبل إطلاق سراحه من قِبل القوات نفسها، وما لبث ان عاد الى نينوى ليقاتل مع داعش بمعية الارهابي البغدادي، ثم عائدا الى سوريا بعد قرابة اشهر من اندلاع التظاهرات التي تحولت لاحقا الى مواجهات وحرب مستعرة، مؤسساً بذلك جبهة النصرة كفرع لتنظيم القاعدة في سوريا، التي اصبحت لاحقا من أقوى الجماعات المسلحة في البلاد.
وبعد سنوات من القتال تحت واجهة تنظيم القاعدة انشق عنها بعد خلاف مع البغدادي الذي أراد ذوبان النصرة في داعش، وأسس جبهة فتح الشام التي حافظت على ايديولوجيتها المتطرفة. 
منذ البداية صُنفت جبهة النصرة تنظيما إرهابيا، رغم محاولات الجولاني استمالة الولايات المتحدة الامريكية بإعلانه ان جبهته لا تمثل تهديدا لها في مقابلة أجراها مع الصحفي الأمريكي مارتن سميث عام 2021. 
اليوم يقود الجولاني القتال في سوريا واحتلال مدنها وبمعيته آلاف المقاتلين الأجانب، ويحاول طرح نفسه كفصيل مسلح معارض اكثر اعتدالا، لكن الوقائع على الارض تكذب تلك الادعاءات من خلال سلوكه وخطاباته وتحركاته ذات النهج الداعشي المتطرف في قتاله سواء في سوريا او العراق. 
ويحاول الجولاني ومعه مجموعة وسائل اعلام وكتاب ومدونين ومحللين، بل وحتى منظرين في الجانب السياسي والأمني، بطرحه شخصية معتدلة معارضة لا تستهدف الآخر المختلف معه في العقيدة، فضلا عن الدين والمذهب، وهذه المحاولات سواء كانت مدروسة أم عفوية فإنها لا تقل خطورة عن ممارسات الجولاني ومقاتليه على الأرض، لأنها تحاول إيهام الرأي العام وتغيير حقيقة وأيديولوجية الجولاني في إسقاط النظام في سوريا والوصول الى السلطة، الأمر الذي إن نجح فإنه سيضع المنطقة على صفيح ساخن، إذ ستقود الدولة السورية أفكار داعشية فيها خليط من الجنسيات المختلفة التي لا تؤمن بسيادة الدول، فضلا عن حدودها، وهنا مكمن الخطر لدول عديدة في المنطقة، أهمها العراق ولبنان والأردن، كذلك دول الخليج وبقية الدول العربية التي ستتحفز فيها الجماعات المتطرفة لإحداث تغييرات تخدم أيديولوجيتهم التكفيرية المتطرفة.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير