بغداد/ الزوراء
أعرب العراق عن ترحيبه بإعلان وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الصهيوني، معبرا عن أمله في أن يسهم هذا الاتفاق بوضع حد للعنف والدمار والمعاناة التي يواجهها الشعب اللبناني الشقيق.
وقالت وزارة الخارجية، في بيان تلقته “الزوراء”: إن “العراق يدعم بشكل مستمر حكومة لبنان وشعبه، وحرصه على تعزيز الاستقرار في المنطقة”، مشددة على “أهمية تكثيف الجهود الدولية لضمان تجنب تصعيد جديد وتأمين حياة كريمة للشعب اللبناني”.
وفي الوقت ذاته، دعت وزارة الخارجية، المجتمع الدولي إلى “اتخاذ خطوات جادة وعاجلة لوقف المجازر والاعتداءات المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والعمل على إنهاء المعاناة الإنسانية التي تفاقمت جراء التصعيد العسكري المستمر”.
وتجدد الوزارة تأكيدها “موقف العراق الثابت والداعم لجميع الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الاستقرار”.
من جانبه، أكد زعيم التيار الوطني الشيعي السيد مقتدى الصدر، أن لبنان حرّة أبيّة يكاد صبر شعبها وجهاده يضيء ويفيء على كل أحرار العالم.
وقال السيد الصدر في تغريدة له “الحمد لله الذي ردّ كيد الطغاة الفاسدين عن المؤمنين ونسأل الله أن يحمي الحبيبة لبنان وجنوبها الباسل ويحفظ شعبها من كل سوء وتنعم بالأمن والأمان بفضل الله سبحانه وتعالى وجهود الخيرين من أبنائها وأحرارها وشهدائها وجيشها وقواتها الأمنية الوطنية البطلة بلا تدخلات خارجية لا أمريكية ولا فرنسية، فلبنان حرّة أبيّة يكاد صبر شعبها وجهاده يضيء ويفيء على كل أحرار العالم”.
وأضاف: “السلام على الأباة واللعنة على الطغاة، فالأباة استلهموا صبرهم من إمامهم الحسين، والطغاة يقتفون أثر قاتليه، فطوبى لمن أبى الذلّ وويل للمستكبرين والمطبّعين ومن والاهم وسكت عنهم إلى يوم الدين”.
من جانبه، دعا رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، الشيخ همام حمودي، الى تضافر الجهود الدولية لإزالة آثار العدوان وإعادة إعمار ما خربته آلية الحرب الصهيونية.
وقال حمودي في بيان “نهنئ شعبنا اللبناني ومقاومته البطلة بفرحة نصرهم المؤزر، وصمودهم وثباتهم وقوة تحديهم، وعظمة تضحياتهم التي هشموا بها غرور نتنياهو وعنجهيته، وبددوا أحلامه البائسة، وأسقطوا رهان المجازر والتدمير والتهجير للأبرياء للنيل من سيادة وكرامة لبنان، فكان قرار محكمة الجنايات الدولية بإدانة قادة الحرب، ثم إذعانهم لوقف العدوان، نصرا للبنان وكل الأحرار في محور الحق، أكده استياء الصهاينة من وقف الحرب وابتهاج اللبنانيين وعودتهم الفورية لمناطقهم”.
وأضاف أن “شعب العراق وحكومته، تبارك للبنان حكومة وشعباً ومقاومة وقف إطلاق النار، وسيبقى معه، داعماً ومسانداً لحفظ سيادته وتماسك أبنائه وبقائه قوياً”، مثمناً كل “المساعي والجهود التي آزرت لبنان وساهمت بوقف العدوان”.
ودعا إلى “تضافر الجهود الدولية لإزالة آثار العدوان وإعادة إعمار ماخربته آلة الحرب الصهيونية”.
الى ذلك، أكد رئيس تيار الحكمة الوطني، السيد عمار الحكيم، أن إعلان وقف إطلاق النار في لبنان تعبير عن الصمود الأسطوري لشعبه ومقاومته.
وقال السيد الحكيم في بيان ، “التقينا جمعاً كريماً من سادة وشيوخ ووجهاء محافظة واسط، في مضيف أخينا العزيز لطيف جواد أبو النص الياسري واستذكرنا التاريخ المشترك الذي جمعنا بهم والقامات التي مرت على هذه المحافظة العزيزة”، لافتا إلى أن “العلاقة مع أهلنا وعشائرنا الكريمة هي إرث، ورثناه من الآباء والأجداد وسنورثه إلى الأبناء والأحفاد”.
وأضاف أن “إعلان وقف إطلاق النار في لبنان تعبير عن ذلك الصمود الأسطوري لشعب لبنان والمقاومة الإسلامية”، مبيناً أن “حجم خسائر الكيان الصهيوني هو الذي أجبره على قبول وقف إطلاق النار، وأن الانتصارات بالنسبة للدول تتحقق بتحقيق الأهداف المعلنة”.
وأوضح “يكفي للحركات الثورية أن تعيق عدوها من تحقيق أهدافه، فالكيان الصهيوني لم يستعيد أسراه، ولم يعيد نازحيه، ولم يفرض أي معادلة على قوى المقاومة، مشيرا إلى أن “التدمير لا يعبر إلا عن همجية الكيان، وأن حقائق الميدان ستكشفها الأيام، وسيثأر الله لدماء الشهداء”.
ولفت الى أن “العراق يقدم دعماً سياسياً وإعلامياً وإغاثياً للشعبين اللبناني والفلسطيني، فيما دعا للموازنة بين الانتصار لمظلومية شعوب المنطقة وبين الحفاظ على ما تحقق من استقرار في العراق”.
وأكد السيد الحكيم بمناسبة ذكرى إقرار قانون الحشد الشعبي أن “هذا القانون له أهمية في حفظ هذه المؤسسة، ونستذكر ذلك المخاض الذي تزامن مع إقرار القانون وتشريعه، داعياً إلى “الحفاظ على الحشد ومؤسسته وتنظيمه”.
وذكر أن “العراق يعيش حالة استقرار على الصعد السياسية والاجتماعية والأمنية، والنظرة تجاهه مختلفة بعيون الآخرين عن عيون أهله”، مشيداً بـ”التطور الذي تشهده بعض المحافظات، ومنها محافظة واسط”.
وشدد على “تحقيق الفائدة من استخراج النفط، وأن تكون المناطق التي يستخرج منها النفط أولى بالبناء والإعمار، وداعيا إلى “دعم القطاع الزراعي وتوفير سبل النجاح له من بذور إلى أسمدة ووقود”.
وأشاد السيد الحكيم بـ”تفهم السوداني لحاجة القطاع الزراعي باعتباره صاحب اختصاص في هذا الملف، وندعو لإشاعة الإيجابية والتفاؤل والحديث بالمنجزات”، مؤكداً على “ضرورة الاهتمام بالواقع الصحي في واسط عبر بناء المستشفيات ورفدها بالكوادر الطبية والمستلزمات الضرورية”.
كما دعا رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي، للالتفاف حول العدل والتمسك بالحقوق ومناصرة المظلوم.
وقال العبادي في بيان “أُعرب عن ترحيبي بوقف إطلاق النار في لبنان، على أمل أن يتوقف في غزة، وينجح المجتمع الدولي بتحقيق تسويات عادلة وشاملة تنصف الشعوب المقهورة والمستضعفة، وأحيي صمود الشعوب في سبيل كرامتها وحقوقها”، مؤكدا على “وحدة الصف، وتفويت الفرصة على المكاره والفتن من أن تنال من وحدتها وتضامنها وأملها بالغد”.
وأشار الى أن “على قوى الشعوب، الالتفاف حول العدل والتمسك بالحقوق ومناصرة المظلوم، وإنجاح مشروع الدولة العادلة الممثلة لشعبها، والاعتصام بها كمرجعية لتمثيل الشعوب وتحقيق مصالحها سلماً أو حرباً”.
الى ذلك، دعا المكتب السياسي لحزب الدعوة الإسلامية، المسلمين والدول العربية كافة إلى الإسراع في الوقوف إلى جانب لبنان ودعم الإعمار فيه، مؤكداً أن ما حققه حزب الله اللبناني يعد فخراً لأمة الإسلام والأحرار.
وذكر بيان صدر عن المكتب “بعد حرب بطولية طاحنة، وإجبار العدو الصهيوني على الرضوخ لوقف إطلاق النار في لبنان، نحيي حزب الله ومجاهديه الأبطال على الصمود في وجه أعتى قوة مدججة بالسلاح، مدعومة من قبل أقوى الدول الاستكبارية في العالم، ونؤكد أن ما حققه هذا الحزب يعد فخراً لأمة الإسلام والأحرار”.