بغداد/ مصطفى العتابي:
أصدر رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، توجيهات وتوصيات لمختلف التشكيلات الأمنية والعسكرية، وذلك على خلفية الأحداث والتداعيات الأخيرة في العراق والمنطقة.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، في بيان تلقته “الزوراء”: إن “رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، ترأس اجتماعاً ضمّ عدداً من القيادات العسكرية والأمنية”.
وأضاف أن “السوداني اطلع على مجمل التطورات الأمنية التي حصلت خلال الساعات الماضية، كما شهد الاجتماع بحث المعطيات الأمنية والتداعيات المتوقعة جرَّاء الأحداث في العراق والمنطقة”.
وتابع أن “السوداني أصدر خلال الاجتماع، جملة من التوجيهات والتوصيات إلى مختلف التشكيلات الأمنية والعسكرية”.
في غضون ذلك، أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء قوات خاصة يحيى رسول، اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الاعتداء السافر على مواقع أمنية في بابل.
وقال رسول، في بيان تلقته “الزوراء”: إنه “على الرغم من كل الجهود عبر القنوات السياسية والدبلوماسية، والجهود المبذولة من اللجان الفنية العسكرية العليا، والتوصّل إلى مراحل متقدمة من إنهاء ملف تواجد وعمل قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش بالعراق، والتحوّل إلى علاقة أمنية ثنائية مبنية على الاحترام المتبادل وتأكيد سيادة العراق وأمنه، إلّا أن قوات التحالف الدولي أقدمت على جريمة نكراء واعتداءٍ سافر”.
وأوضح أن “قوات التحالف الدولي استهدفت، وبطائرات مقاتلة قادمة من خلف الحدود، مواقعَ عراقية تابعة للأجهزة الأمنية شمال محافظة بابل، في الساعة 22:45 من يوم الثلاثاء 30 تموز الجاري، مما أدى إلى استشهاد عدد من منتسبي القوات الأمنية في الحشد الشعبي، وجرح عدد آخر منهم من دون أي مبرر لهذا الفعل العدواني المتهوّر غير المسؤول”.
وأشار الى أن “هكذا تجاوزات خطيرة وغير محسوبة النتائج من شأنها أن تقوّض، وبدرجة كبيرة، كل الجهود وآليات وسياقات العمل الأمني المشترك لمحاربة داعش في العراق وسوريا، كما من شأنها أن تجرّ العراق والمنطقة برمتها إلى صراعات وحروب وتداعيات خطيرة، لهذا نحمّل قوات التحالف الدولي المسؤولية الكاملة لهذه التداعيات بعد أن أقدَمت على هذا العدوان الغاشم”.
وتابع أن “التحالف الدولي لمحاربة داعش موجود ويعمل في العراق ضمن تفويض محدد، ولمهمة محددة وعدو مشترك متفق عليه، وأنّ هذه الاستهدافات تمثل خرقاً خطيراً لهذه المهمة والتفويض”.
مؤكداً أن “العراق سيتخذ الإجراءات القانونية والدبلوماسية المناسبة لحفظ حقوقه، وكل ما من شأنه أن يؤكد أمنه وسيادته على أراضيه وحمايتها، وما يكفل الأخذ بحق الشهداء الأبطال، ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداء”.
الى ذلك، أكد رئيس مجلس النواب بالنيابة محسن المندلاوي، أن تكرار استهداف مواقع الحشد انتهاك صارخ للسيادة، لافتاً الى أن ذلك لا يساعد على بناء علاقات ثنائية مستقرة.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب بالنيابة، في بيان أن “رئيس مجلس النواب بالنيابة محسن المندلاوي، أدان القصف الجوي المباشر على أحد مواقع الحشد الشعبي في منطقة جرف النصر بمحافظة بابل، والذي أدى إلى استشهاد وجرح عدد من أبطال الحشد”.
وبين المندلاوي أنه “في الوقت الذي نرفض فيه وبشدة استمرار العمليات العسكرية الأميركية باستهداف مواقع ومؤسسات رسمية تابعة الى الدولة العراقية، فأننا نجدد ضرورة احترام السيادة الوطنية، ولا نقبل بالتجاوز أو التعدي عليها وعلى قواتنا الأمنية وأبناء شعبنا من أي طرف كان”.
مؤكدا أن “تكرار استهداف مؤسسات الدولة انتهاك صارخ للسيادة واستفزاز واضح ولا يساعد على بناء علاقات ثنائية مستقرة وإيجابية”.
وقدّم المندلاوي خالص تعازيه الى عوائل الشهداء، سائلاً المولى العلي القدير أن يتغمد أرواحهم الطاهرة بواسع رحمته ورضوانه، ويسكنهم جناته ويلهم ذويهم ومحبيهم الصبر والسلوان والشفاء العاجل لجميع الجرحى”.
وكانت هيئة الحشد الشعبي، قد أعلنت في وقت سابق، ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين بصواريخ اطلقت من طائرات مسيرة شمال بابل.
وذكرت الهيئة في بيان : انه “بالساعة 2130 مساء يوم الثلاثاء (30 تموز 2024) تعرضت قوات تابعة للواء 47 ضمن عمليات الجزيرة في هيئة الحشد الشعبي قاطع جرف النصر / منطقة السعيدات الى انفجار، ما أسفر عن إرتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين” .
وأضافت ان “المعلومات المتوفرة تشير الى ان استهداف الدوريتين التابعتين للواء 47 بالحشد الشعبي شمال محافظة بابل تمت بواسطة صواريخ اطلقت من طائرات مسيرة”.