مقولة (الرجل المناسب في المكان المناسب) مقولة قديمة لا اتداولها في كل الاحوال ولا تتناسب مع مقامات هي اكبر بكثير من المكان الذي تشغله بل احيانا هناك شخصيات تسبق عمرها في تقديم عطاء غير متوقع ، وقد يقول قائل ربما كانت الظروف منسجمة وملائمة مع هذا وجعلته يكون ( فاتحا) وقاهرا للظروف المحيطة به لذا تجد كل المفاتيح بيده وينقل اقرانه من حال الى حال وانعكست مع من سبقه التي قيدت يداه وجعلته اسيرا للروتين وهذا التفسير والتحليل محترم لكنه ضعيف امام من كانت الظروف ملائمة معه لكن عطاءه صفر اليدين وهو اسير لعقلية جامدة لا تتلاءم مع مستجدات الزمن من تطور علمي وبحثي وتكنلوجي .
كل ما تقدم هو العتبة الاولى للحديث عن واقع صحفيي كركوك منذ التأسيس عام 2008 الى يومنا هذا وكل مايأتي من كلام لاحقا لم يكن تجريحا لأي شخصية صحفية كانت ولا زالت جزءا من هذه النخبة الصحفية والاعلامية او انتقاصا منها بل كلامي هو في آلية العمل النقابي الصحفي في المحافظة، لذا لكي اثبت مصداقية كلامي سأنطلق من مقولة مقتنع بها (لا توجد حياة خالية من المنغصات فلنجعل سالب الامور موجبها) وهذه تبعد الشبهات عن الشخوص ويبعد عني اي عتب اخوي او لوم .. من هنا اقدمت نقابة الصحفيين العراقيين المركز العام ممثلة برائدها الاول الاستاذ مؤيد اللامي بتشكيل (هيئة تحضيرية) تدير شؤون فرع كركوك وبآلية عمل تجعل من هذا الفرع الانتقال الى الصف المتقدم بين فروع المحافظات وبامكانيات ذاتية وقد اختار نقيب الصحفيين العراقيين وجوها شابة لها القدرة والقابلية على الابداع والانسجام مع العصر الحديث دون ان يتجاوز وجوه رائدة ذات تاريخ ذهبي لكي تدعم وتساند هؤلاء الشباب وهنا اصاب كبد الحقيقة وبعد الاتكال على الله العلي القدير اخذت الهيئة دورها وانطلقت بعملها يتقدمهم شاب طموح ذو مصداقية في العمل وتجدد بالافكار انه مروان العاني (مع حفظ الالقاب والمسؤولية) اخذ الراية من والده الرائد في الصحافة ابراهيم خليل والتف حوله الجميع وتحول فرع النقابة الى عالم جديد وتسابق الصحفيون لتقديم كل ما يجعل كركوك الظفر بالكأس المعنوي وجاءت البشارة الاولى في عيد الصحافة العراقية الوطنية بمرور 155 عاما على صدور اول صحيفة عراقية وحلاوة هذه البشارة جاءت في الاحتفالية المركزية التي اقامتها نقابة الصحفيين العراقيين في بغداد، وأي بغداد العاصمة والحبيبة عند كل العراقيين حين شاركت النقابة بوفد صحفي وفني وثقافي يتجاوز عدده 50 عضوا من كلا الجنسين ومن كل المكونات القومية الاصيلة في المحافظة وتربعنا على القمة بين كل المحافظات .. ولم يأخذ صحفيو كركوك الغرور والتقاعس لا رئيسا ولا عضوا ومضت الساعات والايام والهيئة تعمل بصمت لتصوغ من الذهب فرحة البشارة الثانية وهي ترميم وتعمير وتأثيث مقر الفرع المهداة من محافظ كركوك الى الاسرة الصحفية في المحافظة وجعل كل خطوات العمل اليومي امام انظار الاستاذ اللامي نقيب الصحفيين العراقيين ليتأكد للملأ الصحفي حسن ونجاح اختياره لرئيس واعضاء الهيئة وبذلك تتحول كل منغصات الماضي الى حقائق وفرحة اشعلت في النفوس جذوة العمل الصح والعطاء الجمعي وتفاعلت المنصة المخصصة للصحفيين بالكتابات والتعليقات الايجابية وطرح المقترحات والافكار والمبادرات البناءة ليجد كل صحفي ان صوته مسموع عند رئيس الفرع وتبلور كل ذلك في اللقاءات الموسعة التي جمعتنا عند تلبيتنا لكل الدعوات التي اقامتها شخصيات مجتمعية وبرلمانية في المحافظة لتقوية اواصر المحبة والوئام بين الصحفيين وابناء المجتمع، وان شاءالله البشارة المقبلة وعملها مستمر منذ فترة وفق الصيغ الادارية والقانونية الصحيحة الارض ثم الارض ستكون الاجمل والاحلى والافضل والاروع ويتحقق الحلم المؤجل ... والسلام.