رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
بكين ترعى مصالحة فلسطينية وتثبيت للدور الصيني في المنطقة


المشاهدات 1116
تاريخ الإضافة 2024/07/24 - 10:17 PM
آخر تحديث 2024/07/27 - 3:11 PM

جاء المشهد من الصين، حيث اجتمعت الفصائل الفلسطينية على ارضها في لقاء مصالحة تاريخي من شأنه أن يشكل ايجابيات كثيرة في مستقبل القضية، لا سيما بعد عملية طوفان الأقصى ولزوم ترتيب البيت الداخلي لمواجهة الاعتداءات والحرب الهمجية على غزة والإبادات الجماعية التي تقوم بها اسرائيل. 
لا شك ان الاجتماع الصيني الفلسطيني يعيدنا بالذاكرة الى الدور الصيني في عملية ترتيب التفاهم الذي حصل بين السعودية وايران والذي ساهم آنذاك بوقف الحرب على اليمن، مما يشير الى رغبة متواصلة لدى الجمهورية الصينية للعب دور سياسي أكبر في منطقة الشرق الاوسط المشتعلة. 
الخطوة الصينية في لقاء المصالحة الفلسطينية تعد خرقاً ايجابياً مهماً لوضع حد للانقسامات القوية الحاصلة بين الفصائل والتي ترتبت عليها أحداث أمنية خطيرة، لا سيما في المخيمات الفلسطينية في لبنان، ومع هذه المصالحة تم وضع حد للعدو الاسرائيلي الذي لا يتوقف عن استغلال الخلافات واللعب على التناقضات، فكان الرد باتفاق على جملة ثوابت أبرزها التأكيد على شرعية المقاومة بكل أشكالها، وتشكيل حكومة مصالحة وطنية لإدارة الوضع في غزة.
اللقاء كان يحضر له منذ عدة أشهر، إذ كان من المأمول أن يعقد منذ فترة طويلة، لكن الموقف الاميركي حيال اسرائيل ودعمها غير المحدود لها قابله الضغط الاميركي على السلطة الفلسطينية لمنع قيامه خصوصا برعاية صينية، لكن الاهداف الاستراتيجية الاميركية بعد حادثة تعرض أذن دونالد ترامب لرصاصة جعلت اولويات الولايات المتحدة الاميركية اليوم هي وقف إطلاق النار، وبالتالي أفسحت المجال لانعقاد هذه المصالحة.
رفعت المصالحة الفلسطينية من منسوب الشعور الايجابي، خصوصا ان الفلسطينيين كانوا مطالبين شعبيا بتوحيد صفوفهم وموقفهم حيال الحرب على غزة، وتحمل المصالحة المرعية من الصين نقاطا متعددة ابرزها: 
- إن قوة الصين في الشرق الاوسط تتخطى الحدود الاقتصادية لتصل الى الدور السياسي على مستوى اهم القضايا العربية وهي القضية الفلسطينية. 
- استطاعت الصين كسر الهيمنة الاميركية واتخاذ موقف مناهض علني لما يحصل في غزة. 
- قدمت الصين نفسها على انها راعية للأمن والامان في المنطقة العربية خلال حرب اليمن، وتأتي في خطوة المصالحة الى تثبيت موقفها حيال الحروب في الشرق الاوسط. 
- استطاعت الصين ان تساهم في تحقيق تقارب سعودي – إيراني، وهذا كان في غاية الأهمية والضرورة.
أما على مستوى القضية الفلسطينية فتحمل هذه المصالحة في طياتها مجموعة من الثوابت، أهمها حق العودة، واللجوء الى المقاومة بكل أشكالها، والتأكيد على عدم شرعية الاحتلال، وعلى عدم وجود أي قوة عسكرية في غزة سوى القوة الفلسطينية ـ الفلسطينية، اضافة الى التوافق على تشكيل حكومة مصالحة وطنية تجري انتخابات تشريعية تؤسس لإعادة تكوين السلطة في الضفة وغزة، فضلا عن إجراء إنتخابات المجلس الوطني الذي يشمل الفلسطينيين في الداخل وفي الخارج.
إن ما حصل في بكين يشير الى صفعة قوية تلقتها اسرائيل التي أحد اهم مشاريعها هي ضرب المقاومة الفلسطينية على مبدأ فرق تسد، لتكون اهم نتائج طوفان الاقصى هو تحقيق هذه المصالحة، خصوصا ان العداء بين السلطة والمقاومة كان يكبر يوماً بعد يوم، ويبعد القضية الفلسطينية عن خطوطها، لكن العين اليوم تتجه الى ما بعد المصالحة وما بعد زيارة نتنياهو الى اميركا وبعد تنحي بايدن ومحاولة اغتيال ترامب، كل هذه التفاصيل ستحدد مجرى الأيام المقبلة، وستضع حداً للحرب على غزة!


تابعنا على
تصميم وتطوير