هنأ عميد كلية الاعلام في الجامعة العراقية الأستاذ الدكتور “إيثار العبيدي” الاسرة الصحفية وصحيفة الزوراء بالذكرى الـ155 لعيد الصحافة العراقية، وفيما أشار الى ان الزوراء أصبحت مصدرا للخبر الموثوق وهي الصحيفة رقم واحد اليوم في العراق، أكد ان نقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي كان له دور حقيقي
وفاعل في النهوض بمستوى النقابة محليا وعربيا، في
حين أشار الى استحداث دراسة الدكتوراه في قسم
العلاقات وقريبا جدا في الصحافة والإذاعة والتلفزيون.
وقال العبيدي قي حوار خاص مع صحيفة “الزوراء” التي تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين: “بداية اقدم أسمى آيات التهاني والتبريكات الى اسرة التحرير في جريدة الزوراء، تلك الجريدة الام التي كانت نبراسا وموئلا للصحفيين، ولكل الصحف والمؤسسات الاعلامية التي صدرت في العراق بعد عام 1869 ، إذ كانت الزوراء هي الشرارة الاولى لانطلاق هذه المؤسسات الاعلامية قاطبة والتهنئة موصولة ايضا الى الاسرة الصحفية جميعا والى جميع العاملين في المجال الاعلامي في بلدنا العزيز”.
وأضاف “ لا نجامل الزوراء إذا قلنا انها الجريدة الوحيدة التي استطاعت ان تصمد أمام أعتى موجات التغيير التي حدثت.. مجرد صدور الزوراء بشكل منتظم ودائم هذا يعد بحد ذاته انجازا كبيرا ونوعيا، لان غالبية الصحف اليوم وخاصة ذات الطبعات الورقية بدأت تضمحل، وبدأ القارئ لا يقرأ الصحيفة الورقية انما يلتجئ الى الطبعات الالكترونية منها، لكن الزوراء ما زال المواطن والقارئ يتابعها ويقرأها و يحرص على قراءتها بشكل منتظم”.
واكد العبيدي ان “صحيفة الزوراء تصلنا بشكل دائم كوننا مشتركين فيها اولا، ولكننا لا نراقب الجريدة بهذه الطريقة انما نراقبها بأيدي القراء وبأعينهم.. اصبحت اليوم الزوراء مصدرا للخبر الموثوق لان المواطن والقارئ يبحث عن الموثوقية من وسائل الاعلام، لذلك الزوراء بدأت تتمتع بموثوقية كبيرة لدى الجمهور العراقي وهي تعد وبدون مجاملة اليوم الصحيفة رقم واحد في العراق”.
مؤتمرات علمية دولية فوق مستوى التقليد
وبشأن المؤتمر الدولي الثاني لكلية الاعلام/الجامعة العراقية، قال العبيدي “بالحقيقة دأبت كليتنا على تنظيم مؤتمرات علمية فوق مستوى التقليد المتبع في المؤتمرات العلمية السابقة واستطعنا ان ننجز مؤتمرا علميا ثانيا كان مؤتمرا دوليا وهو المؤتمر العلمي الثامن لكليتنا “. مشيرا الى ان “الجديد في هذا المؤتمر انه ضم مجموعة اعلامية من الباحثين والاكاديميين العرب الذي حضروا بغداد لأول مرة والتي فوجئت بمستوى التنظيم العالي وبمحاور المؤتمر وبما تحقق لبغداد خلال السنوات الاخيرة خاصة ان الضيوف العرب كانوا يتصورون ان بغداد شعلة من الحرائق والانفجارات وعبارة عن ثكنة عسكرية لكنهم فوجئوا عندما وجدوا بغداد فيها الحب والسلام والاستقرار وهناك اجواء دافئة وطيبة في بغداد وحب وتآخٍ وتآلف بين كل المكونات لذلك حرصنا ان نحتفي بهم بطريقة غير تقليدية ونتجول بهم في اسواق واروقة بغداد في جانبيها الكرخ والرصافة، وأقمنا لهم سفرات الى بعض المحافظات القريبة من اجل اطلاعهم على واقع العراق “.
انتقال الكلية انطلاقة جديدة
وبشأن انتقال الكلية الى مقر اخر، اوضح العبيدي “من اكبر المشاكل التي كنا نعاني منها ان الكلية تفتقر الى وجود مبنى صالح ان يكون مبنى لكلية الاعلام تلك الكلية التي تخرج اجيالا اعلامية كبيرة وتزج بها الى سوق العمل واستطعنا خلال هذا العام الحصول على مبنى جديد من احدى مباني كلية الزراعة في جامعة بغداد قرب طريق ابو غريب القديم وهذا المبنى عبارة عن مبنى حديث لكنه الى اليوم نقولها بصراحة لا يمثل طموحنا ولم يستطع ان ينسجم مع مستوى القبول، اذ تشهد كليتنا في كل عام اقبالا متزايدا من قبل طلبة الدراسات الاولية والعليا للقبول فيها”، مضيفا “ونحن نطمح ايضا ان تلتفت الجهات ذات العلاقة المختصة وتفتح افاق التعاون معنا وتؤهل مبنى كليتنا من جديد بما يمكننا من مواكبة هذه الطفرة النوعية في نسبة القبول”.
مخرجات تلبي حاجة سوق العمل
وبشأن نسب النجاح التي تحققها الكلية، بينّ العميد ان “نسب النجاح في الحقيقة تسهم بها مجموعة من العوامل منها الطالب والمادة العلمية والاستاذ وهناك بالحقيقة تآلف كبير وانسجام وحرصنا على ايجاد نوع من التناغم و ايجاد سيمفونية تعزف لحن النجاح لطلبتنا الاعزاء عن طريق تفعيل دور الاستاذ اولا و تفعيل المادة العلمية وتعزيزها بما ينسجم مع مستجدات العصر و كل ما هو جديد في حقل الاعلام”، مؤكدا “ لدينا طلبة اليوم متفوقون ونزج بهم في وسائل الاعلام والى سوق العمل واصبح لدينا في كل وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ومواقع التواصل الاجتماعي عدد كبير من طلبتنا فيها و بلا شك مخرجات كليتنا اليوم هم من العاملين في المؤسسات الإعلامية وحتى المؤسسات الحكومية المختلفة لديها اقسام وشعب و دوائر للإعلام اصبح اليوم خريجونا هم المسؤولين عن ادارتها بحكم الخبرة الميدانية وبحكم ما تلقوه من علوم على مدى دراستهم الاكاديمية سواء في الدراسات الاولية او العليا”.
تدريب الطلبة
وبشأن تدريب الطلبة عملياـ اكد العبيدي ان “هذا واجب المسؤول أينما كان وخاصة في المؤسسات التعليمية في الدراسات الاولية، إذ لا فائدة من وجود طالب داخل اروقة الكلية ما لم يكن هناك بعد اخر هو البعد العملي للدراسة النظرية، فالأخيرة وحدها لا يمكن ان تلبي طموحاتنا بإعداد جيل من الطلبة قادر على مزاولة النشاط الاعلامي، لذلك كانت لدينا سلسلة اتفاقات اضافة الى اتفاقيات توأمة من اجل اعداد ابنائنا وطلبتنا وتدريبهم في مختلف الوسائل الاعلامية سواء المقروءة والمسموعة او المرئية فكانت لدينا اتفاقات مع وكالات انباء ومع قنوات تلفزيونية فضائية ومع صحف ومنها صحيفة الزوراء فكان طلبتنا يمارسون فيها العمل الميداني اثناء مدة الدراسة، ولدينا الآن مجموعة عروض من بعض المؤسسات الاعلامية لتدريب الطلبة في العطلة الصيفية، وأنا اؤكد على ضرورة ان تكون هناك اضافة درجات لطلبة الدراسة الأولية من تدريبهم اثناء العطلة الصيفية اسوة بطلبة كليات التربية الذين لديهم عمليات نطلق عليها تدريب اثناء العام الدراسي او بعد العام الدراسي”.
مؤيد اللامي.. دور محوري وكبير
وعن دور نقابة الصحفيين، قال ان “عمل نقابة الصحفيين قد يكون عملا استثنائيا خاصة مع وجود هذا الكم الهائل من النقابات، ولم نر نقابة لديها هذا الدور المحوري والكبير وهذا الحضور بين النقابات كنقابة الصحفيين العراقيين، وهنا اخص بالذكر اخي الاستاذ مؤيد اللامي الذي كان له دور حقيقي وفاعل في النهوض بمستوى النقابة سواء محليا او عربيا، لاسيما بعدما تصدى للمسؤولية في اتحاد الصحفيين العرب للدورة الثانية.. دور الاستاذ مؤيد اللامي كان نهضويا في نقابة الصحفيين”، مؤكدا انه “لم يكن انسانا تقليديا يدير النقابة بالطريقة البيروقراطية، انما كان عاملا في الميدان استطاع ان يضع لها بصمة واسما من بين النقابات واصبحت بفضل الله ثم بفضل هذه الجهود النقابة رقم واحد بين نقاباتنا من حيث السمعة ومن حيث الاثر الذي تركته على المشتركين او العاملين فيها”.
تحديات العمل الصحفي في العراق
وعن تحديات العمل الصحفي في العراق، قال ان “وجود عدد كبير من المؤسسات الاعلامية هو مظهر من مظاهر الديموقراطية، لكن ايضا هو مشوب بالحذر خاصة مع وجود تحديات كبيرة في البيئة الاعلامية وتحديات على ارض الواقع وتحديات قد تكون في بعضها ذات طابع سياسي واخر يخرج عن التقاليد المهنية الصحفية الحقيقية ونعتقد ان وجود من ينظم العلاقة مثل نقابة الصحفيين بين المؤسسة الاعلامية والاعلام هو المفتاح الحقيقي القادر على صياغة نوع من العلاقة الطيبة التي تصبح منتجة في نهاية المطاف ونقابة الصحفيين اليوم اصبح وجودها ضرورة في تعزيز هذه العلاقة بين المؤسسة الاعلامية وبين الاعلاميين العاملين فيها”.
دعم النقابة لخريجي الإعلام
ووصف العبيدي دعم النقابة لخريجي الاعلام بأنها “ خطوة جريئة وكبيرة بنفس الوقت، وتحسب للنقابة، مع وجود اعداد وكم هائل من خريجي الاعلام في الكليات الحكومية والاهلية، ولكن نرى ان عملية استيعاب جميع الخريجين عملية صعبة وعملية توظيفهم في المؤسسات الاعلامية مسؤولية كبيرة ومضاعفة، ونعتقد أن هنالك طرقا اخرى كان للنقابة دور في ايقاد هذه الطرق، منها ان تكون هناك مواد مثل مادة التربية الاعلامية والرقمية تدرس في المدارس الابتدائية والمتوسطة والاعدادية، وهذه في الحقيقة لها دور أساسي في ان تعد جيلا قادرا على التعاطي مع وسائل الاعلام وما تتناقله من اخبار وفنون صحفية بطريقة ايجابية، ولم يعد اليوم المتلقي متلقيا سلبيا ويجب على المتلقي ان يحاكم الرسالة الاعلامية التي تصدر من المؤسسات الاعلامية على اختلاف انواعها ويصبح متلقيا ايجابيا قادرا على التمييز بين ما هو صحيح وصادق، والضفة الاخرى من العمل التي تفصح في بعض ثناياها عن مادة سلبية وربما تحمل زيفا وأكاذيب وربما تحمل رسائل مشوهة ومسمومة الى القارئ”. مضيفا “ومن صور دعم النقابة للخريجين منحهم هوية النقابة كأعضاء مشاركين منتمين للنقابة والتمتع بالامتيازات كأقرانهم في مجال المهنة كدعم لهم حتى يشقوا طريقهم في هذا المجال”.
الدراسات العليا استحداث وتطوير
وبشأن الدراسات العليا في الكلية، قال العبيدي “بفضل الله تعالى لدينا ثلاثة اقسام للدراسات العليا في كليتنا لدراسة الماجستير هي الصحافة والإذاعة والتلفزيون والعلاقات العامة والقبول في الدراسات العليا عادة يكون بإشراف وزاري بحت، وببرنامج وزاري، وطلبة الماجستير اليوم حسب تقييم الوزارة هم البذرة الاولى لصناعة استاذ كفء قادر على الاستمرار بالعملية التعليمية على المستوى الاكاديمي اولا وبنفس الوقت هم الشعلة التي تضيء العمل الاعلامي الايجابي وهم باحثيو يتم اعدادهم اليوم بطريقة غير تقليدية من اجل الزج بهم في المشاريع البحثية التي من الممكن ان تحقق فائدة للدولة والمؤسسات المختلفة التي تحتاج الى الملاكات الاعلامية البحثية كحاجتها الى العمل الاعلامي بشكل عام”.
وكشف اننا “لم نكتفِ بمرحلة الماجستير في كليتنا وقبل بضعة ايام صدرت اوامر وزارية باستحداث دراسة الدكتوراه في قسم العلاقات العامة وفي 2025 سنشهد المباشرة فيه على اعتبار ان المنظومة الوزارية اغلقت ابواب القبول للسنة الدراسية القادمة”، مشيرا الى ان “لدينا استحداث قادم قريب ان شاء الله هو استحداث الدكتوراه في قسم الصحافة، وهناك امر وزاري اخر سيصدر قريبا ان شاء الله بعد ان استكملنا جميع المتطلبات لاستحداثه، وسيليه او يتبعه استحداث لدراسة الدكتوراه في قسم الإذاعة، ولم نكتفِ بهذا القدر من الدراسات فلدينا مشروع طموح ينتظر تهيئة البنى التحتية السليمة والمناسبة لاستحداث قسم علمي رابع في دراسة البكالوريوس هو قسم الاعلام الرقمي وان توفرت البنى التحتية سنكون اول كلية اعلام حكومية لديها اربعة اقسام وليست ثلاثة اقسام إعلامية”.
الإعلام الرقمي حاجة العصر
وبشأن الاعلام الرقمي، بين عميد كلية الاعلام ان “ الاعلام الرقمي هو انتقال الاعلام التقليدي الى باحة جديدة لم تكن مألوفة لكنها تنسجم مع معطيات العصر ومع التقدم التكنولوجي الحاصل وهذا الارتباط الكبير والمصاهرة بين الانترنت وبين عالم الحاسوب الذي يمثله اليوم جهاز الموبايل لذلك هناك تسميات جديدة ظهرت مثل صحافة الموبايل وافلام الموبايل فاليوم هذا الجهاز الذكي الذي يحمله كل انسان قادر على بث رسالة اعلامية تصل الى اوسع جمهور ممكن، لذلك تحولت الصحف حقيقة ونتيجة لعصر السرعة والاستخدام المفرط لهذه الاجهزة ولهذه التقنيات حولت حتى الصحف طبعاتها الورقية الى طبعات الكترونية واصبح المواطن او القارئ اليوم يلتجئ الى هذه الطبعات الالكترونية “.
ولفت الى ان “لها مميزات وايجابيات فنحن نستطيع كمرسلين للرسالة الاتصالية معرفة مدى التفاعل ومدى الانسجام بينما نقدمه من مادة ومن وسائل اتصالية مع متطلبات الجمهور ومع تفاعل الجمهور نستطيع ان نفهم مدى تقبل الرسالة من عدمها اضافة الى ان الرسالة الاتصالية عن طريق هذه الاجهزة وعن طريق هذه التقنيات اصبح بالامكان تعديلها وتعزيزها، كما ان المتابعة الاخبارية اصبحت اسهل للقائم بالاتصال وللمستقبل المتلقي الذي يتلقى الرسالة الاتصالية”، مؤكدا ان هذه التقنيات اصبحت اليوم فرض عين على الجميع، على الوسيلة وعلى القائم بالاتصال وعلى المتلقي”.
نصيحة لخريجي وطلبة الإعلام
ووجه العميد نصيحة لخريجي وطلبة الاعلام قائلا” النصيحة الاولى هي المواظبة الاستمرار بالقراءة حتى بعد التخرج في اثناء الدراسة وبعد التخرج لان الدراسة منطلق فكري يستطيع ان ينهل منه الانسان الى مدى الحياة، وثانيا الممارسة العملية وهي استكمال للممارسات النظرية التي تعزز من قدرة الانسان على صياغة ما تعلمه من مبادئ وافكار في الاعلام بطريقة تصل الى الجمهور بسلاسة وبعيدة عن المشاكل التي تتصدى لها اخلاقيات المهنة الصحفية على اعتبار ان الكثير من القائمين بالاتصال حقيقة لن يفقهوا بأخلاقيات المهنة ما لم يكونوا قد تتلمذوا بطريقة نظامية ونظرية في كليات واقسام الاعلام”.
كلمة أخيرة ودعوة
وختم عميد كلية الاعلام حواره مع صحيفة الزوراء قائلا “اجدد التهنئة والتبريكات لجميع الاسر الصحفية واخص بالذكر اخي وزميلي الاستاذ مؤيد اللامي والى جميع العاملين في نقابة الصحفيين العراقيين، وادعو الحكومات المتعاقبة التي ستتعامل مع موضوعة الاعلام الى النظر الى الصحفي على انه مشروع حضاري لبناء مجتمع، وليس على انه انسان حاله كحال بقية العاملين في أي مؤسسة من المؤسسات الأخرى، فالإعلام يصنع الحياة ويصنع الفكر ومن خلال الاعلام نستطيع ان نبني صورة وعندما تبنى الصورة الحقيقية وتتجسد ستتغير معطيات اخرى على مستوى العراق وخارجه”.