رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
من ذاكرة الإذاعة والتلفزيون....غنى في بغداد والمحافظات وفي سوريا والكويت والبحرين...الفنان الريفي عبد الحسين اللامي لـ"الزوراء":غنيت للإذاعة والتلفزيون بحدود 200 أغنية


المشاهدات 1668
تاريخ الإضافة 2024/03/25 - 5:06 PM
آخر تحديث 2024/05/04 - 7:06 AM

في الوقت الذي كان فيه الغناء الريفي الحاضر الدائم في اغلب الحفلات والمهرجانات الداخلية والخارجية يكرر مطربوه هذه الأيام إهمال المؤسسات الحكومية ووسائل الإعلام لأطوار هذا الفن، الذي منح هوية وإبعاد جمالية أصيلة للغناء والموسيقى العراقية،من خلال أسماء تربعت على عرشه لعقود، ورسخوا قيم هذا الفن الجميل منهم: حضيري أبو عزيز، وداخل حسن، وناصر حكيم، وبعدهم أجيال سعدي الحلي، وسلمان المنكوب، وعبد الجبار الدراجي، وآخرين.
ضيفنا لهذا الاسبوع الفنان الريفي عبد الحسين اللامي الذي بدأ مشواره الفني في الاعراس مقلدا اكثر المطربين الريفيين, اشتهر باغنيته المعروفة ( يا سلامه ) ثم طور نفسه بنصيحة من الملحن محمد نوشي ليتخذ لنفسه لونا غنائيا خاصا به واستمر مطربا حتى دخل عالم الاذاعة والتلفزيون .
عبد الحسين اللامي فنان ريفي غنى بعمر السادسة عشرة وشارك في العديد من المهرجانات والحفلات داخل وخارج العراق وله أكثر من 200 أغنية ولعله يمثل اليوم واحدا من مجموعة لاتساوي عدد اصابع اليد بعد ان رحل اكثر المطربين الريفين في العراق ...

 

-الزوراء استضافت الفنان عبد الحسين اللامي 1952 في احدى مقاهي الصالحية فكان معه الحوار التالي :
-اهلا ومرحبا بك اخ عبد الحسين اللامي وانت ضيف الزوراء اليوم 
-اهلا ببكم وشكرا على هذه الاستضافة التي اعتز بها كثيرا .
-بدأ نود من الفنان ابو علي ان يعطينا البطاقة الشخصية الكاملة ؟
-اسمي الحقيقي هو ( علي جاسم كركاس ) واسمي الفني عبد الحسين اللامي .
-ولكن الاسم الفني بعيد عن الاسم الحقيقي فلماذا كل هذا الفرق ؟
-السبب هو ان مسكن عائلتي كان سابقا في منطقة الكرادة قرب سيد ادريس وكنا نعيش في صريفة بسيطة ومن عائلة بسيطة ايضا . كنت في صباي نعيش مع عوائل قديمة كانت تلك العوائل تقيم ما يسمى الكسلات ( أي الجلسات العائلية التي تفترش الارض قرب سيد ادريس ومعها الاكلات الشعبية وكانت تحيط بتلك العوائل جوقات من مغني المربعات البغدادية والجوبي كنت انظر اليهم وافرح بهم وكانت عام 64 او اكثر بقليل وكانت مواليدي 1952 كنت احاول ان اشاركهم  التصفيق والغنا البسيط ومن ذلك الزمان كان بعض اصدقائي يسمونني علي كركاس وبمرور الزمن تحول اسمي في الحفلات الشعبية الى عبد الحسين اللامي واستمر هذا الاسم حتى يومنا هذا .
-كيف بدأت بداياتك مع الغنا ؟
-كنت في صباي اعمل في محل لبيع العطور بالشورجة وكنت خلال وجودي في المحل لوحدي ادندن واغني وعند الانتها من عملي اعود الى بيتنا في الصريفة وللعلم كانت منطقتنا من سبع قصور الى سيد ادريس كلها تعيش في صرايف وعندما جا الزعيم عبد الكريم قاسم قال قولته المعروفة ( لا صريفة بعد اليوم ) فانتقلنا الى مدينة الثورة التي اسمها اليوم مدينة الصدر وعشنا فيها حتى يومنا هذا . اما علاقتي بالغنا فعندما كنت تلميذا في المدرسة كنت اغني في المدرسة وخاصة في بعذ المناسبات واشتهرت حينها بمغني المدرسة وكنت اغني للفنان عبد الجبار الدراجي واقلده في اكثر اغانيه .
وهكذا استمر الحال عندما كبرت قليلا كنت ارى الفنان الكبير داخل حسن يغني في بعض مناسبات الاعراس بمصاحبة بعض الموسيقيين فكنت احرص على حضور تلك الاعراس واستمع اليهم وانا صغير السن وكان من بينهم الراحل داخل حسن اضافة الى مشاركات من مطربين الريف الاخرين ومنهم حسين سعيده وعبادي وعندما كبرت قليلا اتذكر انني شاركت في اول عرس بالمنطقة عندما قدمت نفسي لاحد الاشخاص كان يقيم عرسا لابنه وعندما استمع لي اعجب بصوتي فقدمني في حفلة العرس وغنيت مقلدا الفنان عبد الجبار الدراجي .
-هل تتذكر الاغاني التي كنت تقدمها في الاعراس ؟
-نعم اغني لعبد الصاحب شراد وعبد الجبار الدراجي ومنها دكتور جرح الاولي عوفه واغنية علمتني اشلون احبك وكانت اغني مشهورة في حينها وفي حينها تعاطف الجمهور معي وشجعني كثيرا وهكذا تطورت فاصبحت مطربا شعبيا وفي حينها لم اقترب من الاذاعة والتلفزيون وكنت اقبل الغنا مجانا .
-واين كنتم تجتمعون ؟
-كانت هناك مقهى مقابل مبنى الاذاعة والتلفزيون نجتمع فيها ونلتقي جميعا مثل داخل حسن وحضيري واخرين ولكن هذه المقهى انقرضت بمرور الايام وصارت معملا للنجارة .
-اذا فانت بدأت ملدا للفنان عبد الجبار الدراجي صح ؟
-نعم كنت اقلدة وكانت اكثر الاغاني التي اشارك بها في ساحة كبيرة مقابل المحطة العالمية وتسمى حدائق السكك يقيمها المتعهد كانت الناس تتجمهر فيها خاصة ايام العيد وكان اكثر المطربين يشاركون فيها وكنت انا واحدا منهم وكان المتعهد يعطيني ثلاثة دنانير مقابل الغنا لساعات طويلة .
-وهل لك ذكريات في حدائق السكك تتذكرها ؟
-نعم اتذكر جيدا ان المطرب الراحل سعدي الحلي قد ظهر في عام 67 وكان غير معروفا قبلها كان يشارك معنا ولكنه جا بلونه الخاص فححق شهرة سريعة كنا نغني سوية وكان المتعهد يجلب معنا راقصة ونغني سوية في ذلك المسرح البسط الذي هو عبارة عن بوريات من الحديد مسيجه وكان عدد الحضور كبيرا جدا .
-حدثنا عن مرحلة السبعينات ؟
-في مرحلة السبعينات تطورت الامور اكثر فحققت شهرة اكثر من قبل ولكن ايضا خارج حدود الاذاعة والتلفزيون وكانت جميع الاغاني التي اقدمها هي اغان مسموعة ولمطربين لهم شان في الاذاعة والتلفزيون ولكن كلها بدون لون وبما انني حققت نجاحا شعبيا لذا كانت الناس تطلبني للغنا في مناسباتهم فتوسعت شهرتي خاصة في المحافظات حينها اتخذت اسلوبا اكثر توسعا وهو ان يرافقني بعض مطربي الريف حينها ومن بينهم نسيم عودة وفرج وهاب وشهيد كريم وكنا نحيي الحفلات الشعبية بنجاح تام وكانت الناس تحضر باعداد كبيرة جدا .
-متى بدأت تقترب من دائرة الاذاعة والتلفزيون ؟
-عام 68 او 69 كانت الاذاعة تبث برنامجا عنوانه ريفنا الغالي يقدمه عبد الرزاق زمام والد الفنان رعد ميسان ومعه جاسم الياسري بدأ اذاعيا ثم انتقل الى التلفزين وفي حينها شاركت انا كواحد من المغنين الذين يغنون في مشهد تمثيلي لعرس شعبي ومعهم مغني معين 
كنت انا واحدا من المغنين في ذلك البرانامج واشتهرت من خلالها واصبحت معروفا لدى المشاهدين وكانت الاغاني ما تزال اكثرها تقليدا لبعض الفنانين .
-وهل استمريت مغنيا مقلدا ام حاولت ان تتخذ لنفسك لونا غنائيا معينا ؟
-في تلك المرحلة وبعد ان اصبحت معروفا جائني عبد الجبار الدراجي ومحمد نوشي وعرضا علي فكرة التزامي بلون غنائي خاص بي عندها حاولت ان امزج بين لون عبد الجبار الدراجي وسعدي الحلي واصبح لوني يسمى لون عبد الحسين اللامي وكانت اول اغنية خاصة بي هي اغنية شامة لو بله صارت على خدودك احب الناس كلها على مود كانت الي شغلتني وان تالي سحبتني تواعدني وما توفي بوعودك وقد كتبها عبد الجبار الدراجي ولحنها محمد نوشي وكانت اول اغنية لي سجلتها في استوديو بشارع الرشيد لتسجيل الاسطوانات اسمه استوديو الشيخلي ومن حسن الصدف ان صاحب الاستوديو كان يدفع للفنان اجور الموسيقى والغنا .
-واين قدمتها ؟
-قدمتها الى الاذاعة وكانت اسمها اذاعة القوات المسلحة وكان مسؤولا عنها المرحوم راسم الجميلي وبدأت الاذاعة تبث الاغنية وتعيدها مرات عديدة فحققت شهرة وسمعة كبيرة.
-وهل كان لهذه الاذغية دافعا وتشجيعا لتسجيل اغاني اخرى ؟
-نعم ونتيجة لنجاح اول اغنية لي قام بعض الشعرا والملحنين يطلبون التعاون معي لاغاني جديدة .
-وماذا بعد ؟
-في يوم من الايام كنت ماشيا فسمعت احد الناس يغني اغنية عنوانها أي والله ومشتاقين يا سلامه  ( أي والله ومشتاقين يا سلامه – ياسلوة العينين يا سلامه حتى النخل مشتاق يسال هوى العشاك أي والله ومشتاكين يا سلامه ) فطلبت من احد الشعراء الغنائيين في وقتها فعمل لها ثلاث كوبليهات ثم غنيتها بنفس اللحن وعند الانجاز قمت بتسجيلها فقبلتها اللجنة في الاذاعة في حينها مباشرة وقد اخرجها لي الراحل يحيى حمدي وقد سجلناها باستوديو الاذاعة الكردية ومدتها ابع دقائق فاشتهرت الاغنية فاستمرت مشاركاتي في الحفلات طيلة ايام الاسبوع 
-وهل غنيت من بعدها ؟
-نعم التقينا انا والشاعر جودت التميمي رحمة الله على روحه فاعطاني قصيدة عنوانها يبو اطباع حلوه الروح الك فدوه شيصير لو مريت والدنيه ما تسوه وهي من اغنياتي وللعلم غناها قبل مدة الفنان حسام الرسام فقدمت الان ضده دعوة الى نقابة الفنانين – المهم اشتهرت الاغنية وحققت نجاحا كبيرا وبهذه الاغنية صار لدي رصيد جيد من الاغاني .
-هل تتذكر يا عبد الحسين كم عدد الاغاني التي سجلتها للاذاعة والتلفزيون ؟
-بحدود 200 اغنيه قمت بتسجيلها للاذاعة والتلفزيون بعدها قام الوزير لطيف انصيف جاسم بتعييني رسميا في الاذاعة والتلفزيون كموضف وكانت عام عام 1980 قبل الحرب العراقية الايرانية بشهرين تقريبا وفي الحرب قام عبد الجبار الدراجي بتشكيل فرق من الفنانين الريفيين لغنا اغاني وطنية تخص الحرب وكنت انا من بينهم ومعنا مظفر العبادي وعبد الزهره مناتي ونسيم عوده وشهيد كريم واخرين فتم تشكيل مجموعة تسمى مجموعة مطربي الرين واول اغنية قمنا بادائها وتسجيلها اسمها هلهل تفكنه وكاتبها عبد الجبار الدراجي ولحنها محمد نوشي وكنا نتدرب في محل محمد نوشي بشارع الرشيد للخياطه واستمرت الفرقة بالغنا فتم تسجيل اغنية انا امك كالتلي الكاع وانت وليدي .
-وهل تتذكر عدد الاغاني التي شاركت بها خلال الحرب ؟
-بحدود 200 اغنية وكلها شاركت بها .
-وهل لك اغاني سجلتها في دول عربية ؟
-نعم سجلت في سوريا والكويت ودول اخرى .
-وهل كانت لك مشاركات غنائية في فترة اغاني الشباب ؟
-لا لم اسجل أي اغنية في الفترة التي انطلقت فيها اغاني الشباب السريعة.
-كم ملحن لحن لك ؟
-الكثيرون ومنهم كريم هميم الذي لحن لي اغنية اغنية يا سلامه ولحن لي طالب القرغولي ومحمد نوشي وعبد الحسين السماوي وعلي سرحان والكثير من الملحنين الشباب وكان اكثرهم يعجبون بصوتي ويتقدمون لي .
-كم اغنية سجلتها للتلفزيون ؟
-كثيرة جدا وخاصة مشاركاتي في برنامج الوان من الريف الا وانا معهم ولي مشاركات جميلة فيه وفي يوم من الايام طلب الراحل طالب القرغولي ايقاف التسجيل لكي يحضر عبد الحسين اللامي وفعلا احضروني من البيت .
-وهل غنيت في المحافظات ؟
-نعم سجلت الكثير في البصرة وفي الموصل وتلفزيون كركوك  وكما سجلت في البحرين صوت وصورة وبقيت اغني في سوريا ما يقارب 8 سنوات للاذاعة السورية وفي الاردن ايضا عشت ما يقارب العشر سنوات .
-طيب ولماذا بدأت الاغنية الريفية تنحصر وتقل في العراق ؟
-الاغنية الريفية في العراق تكاد تنقرض بسبب وفاة روادها .
-وهل غنيت في اماكن القاعات والملاهي ؟
-ابدا لم اشارك ولم اقدم أي اغنية ولن اشارك اطلاقا وفقط شاركت في بعض المطاعم العائلية المحترمه .
-واخر ما لديك الان من جديد ؟
-لدي الان اغنية قمت بتسجيلها وهي الان شبه كاملة من كلمات والحان عبد الجبار الدراجي قبل وفاته عنوانها ( دك عالخشب  الفضضه فضه والذهب يبقى ذهب ما شاء الله تفاح لبنان عندك جمال وحسن فتان ابتسم للدنيه بسبب وبلا سبب دك عالخشب دك ) 
-وماذا عن علاقتكم بشبكة الاعلام العراقي ؟
-علاقة جيدة وهم يرسلون في طلبنا ويعيدون بعض اغانينا بالابيض والاسود فشكرا لهم 
-هل تود ان تقول شيئا قبل انهاء الحوار ؟
- اطلب من وزارة الثقافة ان تهتم بالفنان الريفي وترعي الاغنية الريفية وتمنع زوالها لانها تمثل ارث العراق وجماله وروعته وخاصة انا اعاني من مرض في القلب وحالتي الصحية والمادية متردية جدا .
-شكرا لك متمنين لك دوام الصحة والعطاء.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير