منذ بدايته تميز بحرصه الشديد على إخراج أفضل البرامج ونوعيتها وصعد من خلال هذه النوعية البرنامجية التي كان يخرجها الى ان اصبح في مصافي المخرجين في تلفزيون العراق .. مخرج وصل بعمله وحرصه الى منطقة جعلت وجوده التلفزيوني يترك بصمة إبداعية ويحقق ثراء تصوريا لدى القائمين حوله .. انه الدكتور فاضل جتي المخرج والمبدع الذي حلق في سماء الاخراج التلفزيوني مطلقا العنان لابداعه البصري في التعامل مع الصورة وحركة اللاعبين بشكل امتع فيه المشاهدين .
د. فاضل جتي قبل ان يكون استاذا جامعيا مرموقا كان ايقونة فنية مضيئة خالصة في الاخراج الرياضي العراقي بعد ان استطاع ان يدمج الصورة المرئية مع اصوات الجماهير الهادرة في اجمل لوحة تلفزيونية ...
-الدكتور فاضل جتي سلمان ضيف الزوراء اليوم فاهلا بك زميلا واخا مبدعا .
-اهلا ومرحبا بك اخ جمال وانت الزميل طيلة السنوات .
-بدأ نود منك ان تقدم نفسك لقرائنا الكرام ؟
-الدكتور فاضل جتي سلمان مخرج تلفزيوني واستاذ جامعي . مخرج البرامج الرياضية في تلفزيون العراق والفضائيات العراقية ايضا ما بعد 2003 وتدريسي في كلية الاعلام جامعة بغداد استاذ مساعد في الفنون السمعية والمرئية .
-اذا حدثنا عن علاقتك العائلية ومحيطك الذي عشت فيه بدايات حياتك ؟
-الجمهور العراقي وخاصة ممن لهم هوايات رياضية كبيرة يعرفون ان فاضل جتي مخرج برامج رياضية واكثر الناس يعرفون انني ابن عائلة فقيرة جدا واسكن في مدينة الثورة( مدينة الصدر ) مدينة الفقراء مدينة المعوزين التي خرجت اجيالا من جميع الاختصاصات الابداعية منهم اطباء ومنهم فنانين مبدعين ورياضيين ومثقفين ومسرحيين وإعلاميين ايضا .. تخرج فاضل جتي من هذه المدينة باحثا عن فرصة للدخول في هذا العالم – عالم الابداع والتجدد وهذا كان كل همنا في هذه المدينة – لقد كانت مدينتي سبب ابداعي وهي المدينة التي تخلق الابداع.
-حبك للرياضة ورغبتك العارمة في اخراج البرامج الرياضية يوجب علينا ان نسالك هل مارست الرياضة كلاعب و شخص له انتماء لهذا العالم الرياضي الواسع ؟
-كنت في مدينتي رياضيا امارس لعب كرة القدم وكنت انظم بطولات في مدينة الثورة كانت تلك مرحلة السبعينات كانت فرق المدينة كلها تتجمع في ساحة رياضية وكنت بالإضافة الى تنظيم البطولات والعب كرة القدم كان لي شغف كبير بالمسرح وكانت لدينا فرقة مسرحية يشارك فيها عدد كبير من ابنا المنطقة وللعلم بعضهم تبئوا مناصب في دائرة السينما والمسرح .
-اول عمل فني لك هل تتذكره يا فاضل؟
-نعم كان عمري ستة عشر عاما واخرجت عملا مسرحيا في مدينة الثورة وكان ضمن فرقة شباب الفارس العربي وكان عنوانه تعالوا لنصنع مسرحية من تاليف الكاتب نصر محمد راغب ونالت اعجاب الجمهور وكان تشجيع المشاهدين سببا في احترافي للمسرح وذلك عند دخولي في معهد الفنون الجميلة 1980 .
-هل تتذكر بعض اساتذتك في المعهد؟
-نعم دخلنا بعدد 260 طالب للاختبار وكنا خريجين متوسطة وكان من دورتي المخرج جبار عبد الكريم والدكتور رحمن عبد الحسين والدكتورحيدر منعثر وهاملت عبد الكريم الذي هو ابن الفنان فوزية الشندي وقد خضعنا للاختبار تحت يد كبار الفنانين في العراق ومنهم خالد سعيد وفاضل القزاز وعبد الله جواد وعبد الوهاب الدايني واسما كبيره وقد نجح منا احد عشر طالبا وكان تسلسلي الثالث .
-هل تتذكر ابداعاتك في المعهد ؟
-مثلما تعرف ان الطالب في بداية المراحل الاولى لا يعطى عملا اخراجيا وانا كومبارس او مساعد مخرج ثم يتم تهيئته للاخراج اما عن اعمالي فقد اشتغلت مجموعة من الاعمال وبقينا الى ان حانت الفرصة لان اخرج مسرحية بيت الجنون تاليف الكاتب الفلسطيني توفيق فياض وهي من نوع المونو دراما التي هي شخصية واحدة وكانت من تمثيل جبار عبد الكريم وقد حازت على المركز الاول في مهرجان حقي الشبلي .
-هنا ندخل عالم التلفزيون ونسالك كيف ولجت عالم التلفزيون ؟
-اسمح لي ان اعرج عن بعض الاعمال المسرحية قبل دخول التلفزيون ففي عام 86 اخرجت عمل عنوانه سوء تفاهم للكاتب الفرنسي البير كامو وهو من مسرح اللامعقول وعرضت لثلاثة ايام في مسرح معهد الفنون الجميلة .
-وماذا عن اجواء المسرح ؟
-اجواء المسرح لا تغيب عن بالي بحيث عام 90 تحديدا انا فزت بافضل مخرج شاب عن مسرحية التعويذة تاليف رحمن عبد الحسين واخراجي وقد اخذت عليها جائزة افضل مخرج ورحمن اخذ بها جائزة افضل ممثل .
-من المعروف ان المعهد يخرج اساتذة لتدريس الفنون على حساب وزارة التربية فكيف تعينت في دائرة الاذاعة والتلفزيون ؟
-دورتنا فقط حصلت على موافقة الحكومة 20% من المتخرجين المتميزين يمكن تحويل ملاكهم من التربية الى وزارة الثقافة والاعلام وكنت منهم فحصل لنا اختبار ومقابلة في دائرة السينما والمسرح من قبل عمالقة الفن ومنهم طعمه التميمي وقاسم الملاك وجبار يوسف فتم تنسيبنا الى دائرة الاذاعة والتلفزيون .
-عام 1987 كان تاريخ دخولك عالم التلفزيون فما هو اول عمل دخلته ؟
-انت ابرز مخرج لبرنامج الرياضة في اسبوع وهو برنامج محبوب ومسموع ومرئي للجميع كيف كنت تتعامل مع البرنامج ومع المعد وكيف كان التعامل بينمكما ؟
-من اقرب المقربين لمؤيد البدري هو المخرج فاضل جتي وكان الحب بيننا كبيرا جدا كنت اعمل معه مساعد مخرج في فترة معينة ومع المخرج عبد الحليم الدراجي وللطرفة كان عبد الحليم يصر على عدم وضع اسمي كمساعد مخرج لاني كنت صغير السن حتى ان عبد الحليم قال لي خذ كارت وضع اسمك عليه فاعتقدت انني سيعرض اسمي كمساعد مخرج واذا بي ارى ان الكارت موضوع عليه اسمي كمخرج ( اخراج فاضل جتي ) ومن تلك الفترة اصبحت احمل عنوان مخرج للبرامج .
-هل بالامكان ان تقول كلمة في حق مؤيد البدري ؟
-الحقيقة هذا الانسان الرائع والمتميز باخلاقه وقد انعكست اخلاقه حتى علينا نحن الذين عملنا معه في الوسط الرياضي ولدرجة ان بعض كبار المعنيين بالرياضة لا يعطون تصريحا لاي فرد اما نحن فكان عمو بابا يعطينا تصريحا لانه يعرف ان من ورائنا مؤيد البدري والبدري ظاهرة فريدة من نوعها مثلا عندما كنا ناتيه بخبر رياضي ولا نعرف نتيجته فانه يوافق عليه لانه يقرا الخبر وكانه يقرا النتيجة فهو مقنع ويعطيك النتائج قبل ان تكون رغم ان المباراة قائمه ولم تحسم .
-هل شكل وجودك مع المخرج عبد الحليم الدراجي شيئا من التحسس؟
-ابدا لقد كان الدراجي شخصية رائعة لا ينظر الى الامور بمنظار ضيق بل كان كبيرا ويحب عمل الشباب ويساعدهم وفي يوم سلمني زمام امور القسم وقال لدي ثقة مطلقة بك وكان يكتفي باخراجي للبرنامج دون ان يوقع عليه.
-هل كان مخرجا اخر كنت تتمنى العمل معه ؟
-نعم كان المخرج الراحل فيصل جواد يشجعني وهو بعيد عني وكان فيصل مخرج برنامج الرياضة في اسبوع وكل المخرجين الذين عملوا في القسم الرياضي كلهم اكفا واصدقا اعزا .
-في فترة معينة توقف برنامج الرياضة في اسبوع لماذا ؟
-لقد كان مؤيد البدري انسانا مبدئيا ولديه اولويات في الاخبار حسب الشخصيات ولكن هذه السياقات يبدو انها لم تلق حسن ضن بعض المسئولين على الرياضة في وقتها في الثمانينيات وقبل تاسيس تلفزيون الشباب فشعر ابو زيدون ان اللجنة الاولمبية غير قابلة لهذه السياقات التي يعمل عليها ففكر بالاعتزال فقال خرجت من التلفزيون كما دخلته .
-بعد ان توقف مؤيد البدري عن تقديم الرياضة في اسبوع تم عرض النسخة الثانية من البرنامج حدثنا عنها ؟
-كان وزير الاعلام وكنت انا رئيسا للقسم الرياضي خلفا للسيد عبد الحليم الدراجي الذي بقي كمخرج داخل القسم علما انني لم اشعره انني رئيسا للقسم لانه صاحب تاريخ معي اما بالنسبة للنسخة الثانية فان وزير الاعلام اكد على استمرار البرنامج واختيار شخصية اخرى كفوة ولها فقد اخترت لهم الدكتور علي عبد الزهره الهاشمي وكان انسانا مهذبا كبديل لمؤيد البدري والعمل ضمن تعليمات الدولة وفعلا قدم البرنامج لمدة ثلاث سنوات او اكثر ولكن كانت الناس ترى مؤيد البدري في عيونها باقيا وللعلم كنت انا اعمل معدا للبرنامج ايضا وليس فقط كمخرج .
-وفي عام 1993 تم توقف النسخة الثانية ايضا وقد تم منحك فرصة ممتازة اخرى وهي اخراج برنامج محطات رياضية مع الراحل رعد عبد المهدي كيف منحت الفرصة وهل كان عملك امتداد للرياضة في اسبوع ؟
-برنامج محطات رياضية كان برنامجا اسبوعيا يعرض ظهرا وكانت الناس تتابعه بسبب عرضه قبل الدوري والناس تحتاج الى تحليل ومعرفة الاخبار الرياضية .
-ومن الاسماء المعروفة الذين عملت معهم هو المعلق الرياضي علي لفته كيف كان التعامل بينكما واي البرامج نسبت له ؟
-علي لفته تم اختباره كمعلق من قبلنا في القسم الرياضي وانا الذي رشحته للعمل معنا كمعلق للمباريات الرياضية في ملعب الشعب و باقي الملاعب ولكن ايضا قدمته للبرامج الرياضية وقد حاولت فرضه على البرامج رغم ان الاستاذ مؤيد البدري كانت لديه ملاحظات لكن طريقتي معه كانت بطريقة معينة اذ سجلت له حلقة ولم اعرضها ولكن عرضتها في وقت عدم وجود المدير الذي كان فارس مهدي وكانت مدتها 10 دقائق ولكن بوجود صادق علي شاهين رحمة الله على روحه وقد عرضته على مسئوليتي وعندما عرف الراحل فارس مهدي بالموضوع ولم يحصل عليها أي اعتراض وافق على ان يكون علي لفته مقدما وهكذا تمت الموافقة على الزميل علي لفته وقدم علي برنامج اضوا وكان ناجحا.
-رسالة الدوري كانت في تسعينيات القرن الماضي صح ؟
-بالظبط وكانت مع الاستاذ ماجد عبد الحق والمونتير حيدر محمد علي الركابي كنا نعمل رسالة الدوري لساعات متاخرة من الليل وكانت تعرض في نفس يوم المباراة وكانت تجربة فريدة من نوعها ثم انتقلت الطريقة الى تلفزيون الشباب وكان التلفزيون العراقي يقابلها ببرنامج اسمه اضوا على الدوري والذي كنا ننافس به تلفزيون الشباب ونعرض المادة قبلهم .
-علاقتك بداخل حمد كيف تكونت ؟
-داخل حمد رفيق عمري واخي وكان يحمل الكاميرا الثقيلة وكان حريصا جدا على ان يعطي الصورة الجميلة والزوايا المتميزة في التصوير بشكل يسهل علي عملية المونتاج .
-لنتحدث عن الاسبوع الرياضي ؟
-هذا البرنامج عملته مه سهاد اسماعيل في تلفزيون العراق وكان برنامجا ثنائيا اسبوعيا كل جمعه وكان خليطا من الاخبار المحلية والعربية والعالمية وبه ضيف وجوائز ومتسابقين .
-وماذا عن برنامج الاسبوع الاولمبي؟
-هذا البرنامج كان برنامجا خاصا باللجنة الوطنية الاولمبية العراقية وبعد تغيير النظام وفي تشكيلة الاولمبية الجديدة تم اختياري انا وعبد الحليم على راس هرم المكتب الاعلامي في اللجنة فاستحدثنا هذا البرنامج ويعرض في شبكة الاوعلام العراقي ويقدمه سهاد اسماعيل وحسين بديع وطه ابو رغيف بالتناوب وكنت انا معدا للبرنامج ومخرجا له بنفس الوقت .
-كان فاضل جتي سباقا في اكتشاف المراة بمشاركتها في البرامج الرياضية صح ؟
-نعم مثلما تعرف ان الفترة الماضية لم تشارك المراة في تقديم البرامج الرياضية وخطر في بالي ان اشارك المراة في التقديم ولم اجد اشكالا في هذا فتم اختياري لابتسام العبادي وقدمتها للمدير العام فاعترض اولا لكن بعد ان قدمتها مباشر وقدمت برامج رياضية فلقيت الترحيب والاتصالات المقبولة وبعد العرض قام المدير العام بتريمنا انا وهي احتفاا بنجاحنا .
-طيب ومالذي حدا بك لتقديم البرامج الدينية وانت المعروف بالرياضة ؟
-في يوم من الايام طلبني الراحل فارس مهدي وطلب مني نقل صلاة الجمعه فوافقت وفعلا خرجت الى صلاة الجمعة ونقلت الصلاة نقلا مباشرا وحرفيا .
-هل مررت بموقف محرج ؟
-نعم خلال مسئوليتي عن نقل صلاة الجمعة جاني علاء الدين القيسي يطلب تحضير بعض مستلزمات التصوير وبما اني اعرف ان علاء القيسي ممنوع من الظهور فوقعت في احراج كبير واتصلت بدائرتي فقالوا اتصل بوزارة الاوقفا والاوقاف قالوا انها شان دائرتكم فشعرت بالاحراج الكبير جدا فقررت ان اصور الاجواء الاخرى ولا اظهر صورة علاء القيسي وكنت بصراحة ادعو الله والامام علي ع بحمايتي وتخليصي من المشكلة فاخبرت جماعتي بانني ساقوم بالتصوير فتفاجا جماعتي ولكن القضية مرت بسلام دون حساب .
-صحة وعافية اخي الدكتور فاضل جتي وهذه الرحلة الطويلة الإبداعية متمنين لك دوام العطاء .
-شكرا لكم ولجريدتكم الغراء .