رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
على مَن نطلق الرصاص ؟


المشاهدات 1306
تاريخ الإضافة 2022/09/19 - 7:58 PM
آخر تحديث 2024/04/19 - 4:54 PM

كانت واقعة كربلاء معركة مصيرية حاسمة لكنها لم تكن معركة عابرة  التقى فيها جيشان كما هو الحال في المعارك الاخرى فانتصر احدهما وانهزم اخر ليقفل في التاريخ احداثها ويضعها في صفحة من صفحات كتابه فقد سجلت هذه الواقعة حضورا مهما على مستوى التاريخ البشري.
وتأسيسا لما ذكرنا عن محاولاتنا لتقصي مهام الامام الحسين (ع) كقائد ميداني يضع استراتيجيات معينة واضحة المعالم.. هذه الاستراتيجية والحكمة كانت معلما لكل البشر كونها صراع الحق مع الشر، حيث انتصر الدم على السيف فأصبح الامام الحسين (ع) علما بارزا وبيرقا يختلف عن كل البيارق، فما احرانا ان نتصف بصفات ذلك القائد، فالكتابة عن ذلك القائد لا تكفيها مجلدات بعد ان عجزت كل الاقلام عن ذكر صفاته واخلاقه الكريمة، كيف لا وهو ابن الامام علي وسبط رسول الله محمد (ص)، فما احرانا اليوم ان نتصف بصفات هذا القائد الفذ الذي وضع اللبنات الاولى لمعاني العفو عند المقدرة وان نكون ابناء بررة له.. 
واطلب من الباري عز وجل ان يلهمني الايمان والتقوى وان يغفر لي كل زلة ارتكبتها في حياتي في هذا الزمن المتعب، فالكتابة عن الوضع السياسي في العراق باتت من المحرمات او الامور المقرفة والموبقات التي تتطلب التأني في الكتابة ودراسة كل حرف وكل كلمة لانها في النتيجة قد تؤدي بكاتبها الى التهلكة والدخول في متاهات لها اول وليس لها اخر بعد ازدياد حدة التناحر والازمة بين الاحزاب والتيارات المتخاصمة كل يدلو بدلوه ولا احد يناقش او يبدي رأيه فيما حصل ويحصل من مواجهة وخلاف ولكن في كل الاحوال سنتناول  الموضوع من الجانب الانساني في محاولة لتخفيف الازمة وتجنيب البلاد المواجهة بين الاطراف التي هي في النتيجة لاتخدم البلاد وستؤدي حتما الى مزيد من التدهور بعد ان استتب الامن والامان في البلاد، فكلنا في العراق رغم تنوع دياناتنا ومذاهبنا وقومياتنا كشدة ورد اخوة متحابين لا ينبز احدنا معتقدات الاخر.
وحسنا فعل الخيرون من ابناء العراق الغيارى يوم الازمة لحقن دماء المسلمين وانهاء التوتر القائم، وحتما ستكون الحياة اكثر جمالية يوم تتشابك الايادي باتجاه التصافي والتعافي من العقد القائمة والدخول في حوار بنّاء لاختيار رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ممن يكون اكثر جدارة لقيادة سفينة النجاة وايصالها الى بر الامان بعيدا عن الامواج الهائجة، وحتما سيكون العراق اكثر أمنا وامانا متوحدا مقتدرا لمواجهة من يتربص بنا شرا، ونبدأ ببناء العراق بناءً يليق به كحضارة تمتد اصولها الى اكثر من سبعة الاف سنة، حضارة وتاريخ استمدت عظمتها من اخلاق الشهداء واولهم الشهيد الامام الحسين «ع» يوم استل سيفه للاصلاح في زمن الاستبداد، فنال الشهادة فانتصر الدم على السيف، وبقي الامام الحسين يمثل اسطورة زمانه في الاباء والاخلاق الكريمة، فمتى نتحلى نحن احفاد الحسين بأخلاق ذلك الفارس الشجاع ونحذو حذوه لنكون بحق خير امة اخرجت للناس، وان يكون سلاحنا في غمده لا نستخدمه إلا ضد اعداء الامة المتربصين بها، وان يكون شعارنا على مَن نطلق الرصاص، هل نطلقه على صدورنا أم صدور المتربصين بنا لغرض اضعافنا؟!.
تحية لكل من تحلى بالصبر والحكمة لإعلاء كلمة الحق، فالحق يعلو ولا يُعلى عليه، وليكن قدوتنا امامنا الحسين «ع» سيد شباب اهل الجنة.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير