رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
العالم على صفيح ساخن


المشاهدات 1308
تاريخ الإضافة 2022/08/03 - 8:50 PM
آخر تحديث 2024/03/17 - 12:03 AM

منذ عام 1954 والأزمة المتعلقة بمضيق تايوان ، أو ما يسمى بأزمة (فرموزا) تحتل الأهمية القصوى في العقل السياسي الصيني ، باعتبار تايوان جزءا من جمهورية الصين الشعبية ، ومنذ ذلك الوقت وهذه الأزمة تتصاعد تارة وتهدأ أخرى ، تصاعدت عام 1958 عندما أطلقت الصين صواريخها على جزر (ماتسوا) في محاولة لتطبيق شعارها المعروف ( صين واحدة ) وعلى تايوان الرجوع الى البيت الصيني الواحد.
لسنا بصدد عرض تاريخ هذا الصراع ، ولكننا نريد القول هو ان الحرب الروسية على اوكرانيا خلقت منعطفا خطيرا في مسارات السياسة الدولية، وجعل الدماغ السياسي الامريكي يفكر بطريقة استثنائية وهي تسمع الخطابات المتسارعة حول ضرورة اعادة تايوان الى الحضن الصيني، وترى التحركات العسكرية الصينية على حدود تايوان ، ومع هذا الانعطاف الخطير أصبحت تايوان ساحة للتنافس بين امريكا والصين، واشنطن استعدت للمواجهة ووضعت خططا للطوارئ إذا ما قامت بكين بالتدخل العسكري في تايوان ، وبكين تحذر من اللعب بالنار وان النيران التي تلعب بها امريكا ستحرقها .
الاحداث تصاعدت بشكل خطير بوصول رئيسة مجلس النواب الامريكية (نانسي بيلوسي)، الامر الذي جعل الصين تطلق تحذيرات وبلهجة صارمة ، رافقها مناورات عسكرية قبالة الساحل المواجه لتايوان كرد فعل على هذه الزيارة .
على صعيد الفعل، هناك عبور للسفن الحربية الامريكية والتي تعطي اشارة واضحة على ان واشنطن لن تتخلى عن تايوان إذا ما تعرضت الى هجوم صيني ، يقابل هذا الفعل الامريكي فعل صيني يتمثل في المناورات العسكرية الصينية على حدود تايوان ، واختراق الطيران الحربي الصيني لأجواء تايوان في دلالة لقوة الصين العسكرية .
على صعيد التصريحات كان اخطرها ما صدر عن وزارة الخارجية الصينية والذي جاء فيه : (ستدفع الولايات المتحدة ثمنا باهضا لأفعالها)، كما ان رسالة واشنطن ( ان واشنطن لن تكون ردة فعلها مع اي هجوم صيني على تايوان مثلما هو حال الهجوم العسكري الروسي على اوكراني ) .
 دعونا نتحدث بوضوح أكثر ما دام العالم يعيش اليوم بين صراع شرس، بين التنين الصيني والثور الأمريكي والدب الروسي ،  وان كل طرف له استراتيجيته ورؤيته والتي تتلخص في هيجان الثور الامريكي ، وصبر التنين الصيني وقوة تحمله وهدوئه في مواجهة الازمات ، واندفاع الدب الروسي ورغبته في تحقيق اهدافه وتعويض خسارته نتيجة انهيار الاتحاد السوفيتي وتفتيت حلف واشو .
ما يكشفه المستقبل القريب هو ان الصين ستكون قادرة على ضم تايوان اليها ، وان روسيا ستساهم بشكل فعال في تغيير سياسة التوازن الدولي، وأن أمريكا ستكون عاجزة عن البقاء على عرش القطب الواحد .
لسنا من فريق المنجمين ، ولا من مجموعات ضرب الودع ، ولكنها قراءة اولية لما يحدث في العالم الذي يعيش الآن على صفيح ساخن .
إلى اللقاء...
 


تابعنا على
تصميم وتطوير