رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
التعليم عن بُعد.. بُعد


المشاهدات 1635
تاريخ الإضافة 2022/01/11 - 7:21 PM
آخر تحديث 2024/04/17 - 3:28 PM

ما كنا نعتبره حِملاً ثقيلاً في طفولتنا أصبح حلماً نرغب في الحفاظ عليه في مستقبل أبنائنا.
لم نكن ندرك أهمية العالم الذي قضينا داخل أسواره أول سنين عمرنا نكتشف ذاتنا نتعلم عبر أدواتنا سبل الحياة بمحدداتها المختلفة.
المدرسة نظام عالمي قديم جديد إلا أن المستجد نظراً للظروف الطارئة أدخلت صورة فريدة لشكل المدرسة الذي بات محصوراً في زوايا الجهاز المحمول أو الكومبيوتر لا بأسوار أبواب ومقاعد دراسية وأسلوب جديد في التعليم ألا وهو التعليم عن بُعد.
هل أبعد التعليم عن بُعد الطلبة عن التعليم والتعلّم أم ساهم في توظيف التقنية لخدمة البشرية؟ سؤالٌ وتساؤلٌ يبادَر إلى أذهاننا يومياً بعد أن تأثّر قطاع التعليم أيضاً بسبب الجائحة، فأي مستقبلٍ يتنظر جيل المستقبل!
لا أحد يُنكر أن للضرورة أحكاما، وأن الغاية تبرّر الوسيلة في بعض الأحيان ولكن المعايش والشاهد على عصر التعليم الإلكتروني له علامات استفهام حول نجاعة وفعاليّة هذه التجربة التي لم نجرّبها في ماضينا لننقلها لحاضرنا ونورّثها لبناتنا وأبنائنا.
التكيّف مطلوب مع عصر التكنولوجيا وإن يُصوّر على أنه مسألة بسيطة كل ما تغلق أبواب المدرسة تُفتح الأجهزة وتباشر العملية التعليمية، لكن وجب تسليط الضوء على أنّ المدرسة ليست فقط تعليما بل هي أسلوب حياة مما تتخلله من انضباط والتزام وروتين يومي، إلى جانب تكوين صداقات في زمن التواصل الاجتماعي الذي قلّ فيه التواصل البشري.
إحدى الوزارات التي تتبع لحكومات الدول العربية منها والعالمية تُسمّى بوزارة التربية والتعليم، إذاً التربية تسبق التعليم وهذا لبّ الحديث، التربية تتحقق بالمتابعة الحضورية الوجاهية وتبادل وجهات النظر لتعلّم كيف نحترم الآخر وفي ذات الوقت التأثر شخصياً بمدرّس يقف أمام الطلبة فهو أحد الأشخاص الذين يمثلون قدوةً في بداية نشأة الإنسان الحياتية.
اليوم بتنا في زمن الطلبة يحضرون لا حاضرين للحصص أونلاين على اعتبار أنهم جالسون في بيتهم ضمن الدائرة المريحة لهم «comfort zone» التي تتيح لهم التساهل مع القوانين ربّما وعدم التعاطي معها بجديّة، التواصل عن بُعد قادهم إلى التشتّت ومعه فقدوا التواصل الحقيقي.
الحماس الذي نزرعه فيهم لاعتبار المدرسة أحد الأسس التي تتطلب اهتمامهم تراجع.
لما لا يتم تخصيص وقت في اليوم أسبوعياً لحصة عن بُعد للصفوف العليا التي يُمكن ضبطها جسدياً ونفسياً بالمنطق حتى يتم تدريجياً التأقلم مع هذه الوسيلة.
نحن هنا لا نحارب العصر الرقمي والتطور التكنولوجي لكننا نحارب من أجل البقاء على روحية التعليم والتعلّم.


تابعنا على
تصميم وتطوير