إليهم وهم ينتظرون آباءهم !
ثقافية
أضيف بواسطة zawraa
الكاتب
المشاهدات 1227
تاريخ الإضافة 2018/12/24 - 5:31 PM
آخر تحديث 2025/04/29 - 2:41 PM

جابر خليفة جابر
نور يريدُ أباه
– بابا ، لماذا تذهب ؟ ابق معنا ، عفيه بابا..
أكمل الأب ارتداء بسطاله وقام، فتعلق الصغير به..
– حبيبي لابد من الذهاب وسآتي لك بهدية حلوة.
– لا، لا بابا، ابق، إذا ما تبقى أزعل عليك. وبكى..
نظر إلى زوجته الشابة حائرا وفي عينيه دمعة ، ثم إلى السماء، وانحنى على الولد..
– بابا إذا ما أذهب سيزعل القمر ، أنظر إليه إنه يرانا ويسلم عليك.
– لماذا يزعل ؟ القمر حلو ما يزعل.
– لا لا حبيبي يزعل لأنه يريدني أن أذهب إليه كي يرسل لك هدية، وإذا ما تقبل سيزعل، ، يا الله حبيبي نام، سأذهب إليه وآتي بهديتك.
قبله وحمله إلى فراشه ، ثم احتضن زوجته وخرج ،وكان الظلام على ضفة النهر خفيفاً..
طال انتظار الصغير ليال عدة حتى اختفى القمر فسأل أمه:
– أين بابا وأين القمر؟
– سيأتيان معا تعال نم يا حبيبي.
بعد ليال عاد القمر ولم يعد أبوه فبكى ، بكى كثيرا وتعب ونام، أراد أن ينام ، لكن الناس دخلوا بيتهم يتصايحون والجيران تجمعوا وكانوا يبكون وهو متعب ويريد أن ينام ، لا يريد أن يبكي ، لكنهم كانوا يبكون، وخرجوا، أمه خرجت وأخذنه معها ، كان خائفا وظل يرتجف من الخوف، قالوا إلى المغتسل سمعهم وخاف، ساروا بمحاذاة النهر وكان المد عاليا ، كان خائفا ويبكي حين رأى نورا يسبح في النهر ويتراقص فوقه، فسكت ونسي بكاءه، انتبه إليه، إمش إمش، أمه تجره، ورأى أباه على الماء، يتراقص ايضا، ورأى الهدية بيده ..
– ماما، هذا القمر، انظري هذاك بابا معه، انظري..
لم تسمعه ولم تنتبه إليه، حتى حين أفلت من يدها لم تنتبه، وركض، ركض تجاه القمر.