الأزمة الكورية.. مسارات الرفض والقبول
المشاهدات 1016
تاريخ الإضافة 2018/07/04 - 6:33 PM
آخر تحديث 2024/10/16 - 3:26 PM
[caption id="attachment_157737" align="aligncenter" width="277"]
احمد الجنديل[/caption]
يعتقد البعض ان اللقاء الذي حصل بين الرئيس الاميركي والزعيم الكوري الشمالي قد فتح الباب على مصراعيْه أمام الحل النهائي للأزمة التي امتدت طويلا، وان التاريخ سيفتح صفحة ناصعة البياض للعلاقات الثنائية بين البلدين، ويدافع هذا البعض عن اعتقاده من خلال قناعات مسبقة أملتها عليها المرجعيات التي ترعرع في أحضانها، وأخذ الدروس من مدارسها عن طريق التلقين واستلمها كبديهيات دون الرجوع الى جذور الازمة وما يحيط بها من عوامل خارجية وداخلية وأبعاد الاستراتيجيات التي تتحكم في مفاصلها.
لسنا هنا في صدد اعلان النتائج التي تمخض عنها اللقاء التاريخي بين الزعيمين، ولسنا ممن يتجاهل قدرة اميركا وقوتها، لكننا لا بد ان نضع في الحسابات خارطة العلاقات والتحركات والاسباب قبل القمة وما بعدها والنظر بعين محايدة لغرض الوصول الى معالم طريق يمكن ان يدفع بالمحلل السياسي الى معرفة ما يدور بين اروقة التجاذبات السياسية التي يشهدها العالم اليوم.
القمة التي تحققت لا يمكن ان تحدث بمعزل عن مجمل الصراعات التي يشهدها العالم وتأثير مراكز القوى فيه، ونحن اذا نتناول هذا الموضوع انما نريد منه ان يكون مفتاحا لمعرفة ما يدور في منطقة الشرق الاوسط الذي ننتمي اليه.
لقد أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب انه (حلّ الجزء الأكبر من المشكلة النووية الكورية الشمالية) وذلك بعد القمة التي عقدها مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جون اون، في الوقت الذي صرح وزير خارجيته مايك بومبيو بأنه لم يتم رفع العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية الا بعد نزع سلاحها النووي بالكامل، بينما أعلنت الاستخبارات الاميركية عن شكوكها في رغبة كوريا الشمالية بنزع سلاحها، وكتبت واشنطن بوست بأن كوريا الشمالية تخفي أنشطة نووية، وهناك الكثير من الشكوك والضغوط التي لا يمكن عرضها الآن، بينما ظلت مسألة نزع السلاح النووي تراوح في مكانها بعد فترة من انعقاد القمة.
من جهة أخرى ارتفعت الاصوات بالمطالبة بتنفيذ لاتفاق القمة من قبل كوريا الشمالية، وتوجه وفد من الصحفيين الأجانب الى موقع التجارب النووية الى كوريا لتغطية تفكيكه في مبادرة حسن النية، كما توجه وفد صحفي آخر لمشاهدة الاغلاق لموقع بونجيري للتجارب النووية الكائن في المنطقة الشمالية الشرقية ذات الطابع الجبلي، الاطراف الداخلة في عمق الصراع هي اليابان التي صرحت بأنه (لا ينبغي مكافأة كوريا الشمالية فقط لموافقتها على اجراء حوار) بينما دخلت الصين بقوة، وتسلقت روسيا سلم الحدث، وشككت وحذرت ايران بنوايا اميركا، واعلن الرئيس السوري بشار الاسد عن رغبته في زيارة لكوريا الشمالية ولقاء زعيمها كيم جون اون.
استعراض بسيط يمنحنا الدليل على ان الازمة ستظل قائمة، وسترافقها الكثير من الاحداث والتغيرات.
الى اللقاء.