أسبان حاكم بغداد الأقسى والأكثر دموية من بين حكام دولة القره قيونلو
المشاهدات 1013
تاريخ الإضافة 2018/07/03 - 7:17 PM
آخر تحديث 2024/11/06 - 3:47 AM
[caption id="attachment_28173" align="aligncenter" width="190"]
طارق حرب[/caption]
في سلسلة التراث البغدادي كانت لنا محاضرة عن الحاكم الثاني لبغداد عهد دولة القره قيونلو فلم يكتف بعزل أخيه عن حكم بغداد بل أرسل من قتله غدرا في الموصل وهو الذي سمم آبار مياه قلعة اربيل التي التجأ اليها عدوه وأمر بنهب بغداد بعد الاستيلاء عليها.
والقره قوينلو الدولة الرابعة التي حكمت بغداد فلقد سبقتها الدولة العباسية والدولة الايلخانية دولة هولاكو والدولة الجلائرية وحكمت بغداد من سنة 1411 سنة 1469 أي أكثر من ستين سنة وقد كان حكم بغداد الاول من هذه الدول محمد بن قره يوسف وجاء بعده أخيه أسبان بن قره يوسف، والقره قيونلو طائفة من التركمان الرحل وأصلهم من تركستان وسكنوا الجهات الشرقية لتركيا والقره قيونلو اسم علم لهذه العشيرة تعني ذوي الغنم السود أو أصحاب الشياه السود فكان الخروف الاسود راية وعلما لهم.
ويعد قره يوسف الذي تولى الحكم بعد وفاة ابيه المؤسس الحقيقي لمملكة القره قيونلو حيث ضم الموصل واربيل وسنجار لمملكتهم وبعد ذلك تولى زعامتهم شاه محمد الذي دخل بغداد سنة 1411 بعد هروب الحاكمة السلطانة دوندي من بغداد بدون مقاومة وكانت اول الاجراءات التي اتخذها بعد دخوله بغداد واخضاعها لسيطرة القره قيونلو هي بسط سيطرته على كل مدينة بغداد وتثبيت حكمه ثم وزع مدن العراق على أمراء الدولة الجديدة وكان أسبان بجانب أخيه في بغداد الذي استقر في الحانب الغربي لبغداد وتزوج من الاميرة نكارشا خاتون التي تشاركه في الحكم لاحقا وأخذ يوسع نفوذه على حساب أخيه حاكم بغداد فوضع يده على مدينة الخالص ومدينة الدجيل واجزاء من ديالى حيث كان أسبان مراوغا شديد التطلع الى السلطة والطمع رغم ضعف بصره وقد ابتدأ بطرد الميرزا علي ابن عمه من حكم الدجيل وهاجم منطقة حربي القريبه من تكريت وطرد حاكمها الامير زينل وبعد ذلك هاجم المناطق الشرقية في بعقوبة واستولى عليها ولم يستطع ابن أخيه الامير علي بن شاه محمد الوقوف في طريقه وبادر بالسيطره على الطريق الرابط بين بغداد وايران واستولى على مناطق جنوب وشرق بغداد ولم تبقى سوى بغداد بيد أخيه شاه محمد وتقدم فاستولى على سلمان باك القريبة من بغداد وتسلق أتباعه سور بغداد عند باب الطلسم وفتحوا الباب ودخل وجنده الى بغداد فهرب شاه محمد الى الكاظمية والى مدينة حديثة ولعدم عثور اسبان على أخيه سلط غضبه على سكان بغداد فأمر جنده بنهب المدينة وما بقي من معالمها البارزة وقام بسلب حتى ما في أيدي سكان بغداد الذين تركوا المدينة وفرض على سكان بغداد الباقين مبلغا كبيرا من المال وعندما اراد أن يبسط سلطته على كل العراق سار الى أربيل ولما علم حاكمها بذلك صعد هو وأتباعه الى قلعة أربيل وتحصنوا بها ولم يستطع السيطرة على القلعه فقرر أسبان أخذ القلعة بالحيلة فأرسل ثلاثة من أعوانه اليها متظاهرين بالهروب من جيش أسبان ودخلوا القلعة وكانوا يحملون معهم سما لتسميم آبار القلعة فأخذوا يلقون السم خفية في جميع الابار فوقع الموت بسكان القلعة وأزرقت جلودهم ونتنت أفواههم ولما طالت مدة الحصار أضطر حاكمها الى الاستسلام الى حاكم بغداد أسبان.
وبعد ذلك سار أسبان الى الموصل ودس السم لحاكمها وتخلص منه وعاد الى بغداد وغادرها لفترة قليلة بعد تفشي وباء فيها عاد لها وتمرض فيها وهنا تآمر عليه ابن عمه الميرزا علي مع بعض قواده لقتله عند زيارتهم له للاطمئنان على صحته لكنه علم بالمؤامرة فقتل القادة المتآمرين وقتل ابن عمه الميرزا علي وأبناءه وبناته بما فيهم زوجته بلقيس شاه ابنة الميرزا علي وبعد معارك كثيرة في شمال العراق ظهر له خطر من العشائر العربية بقيادة محمد بن فلاح المشعشع ولكن المرض أقعده وكانت زوجته نكارشاه خاتون تقوم بمهمات الحكم بدله منذ مدة طويلة بسبب عدم ثقته بقادته ولكنها توفيت قبل وفاته بعام وهكذا توفي سنة 1444. بعد أن قضى اثني عشر سنة في حكم بغداد ودفن في أحد البساتين على ضفة دجله كان قد أعده ليكون مدفنا له وتولى بعده حكم بغداد ابنه فولاذ لفترة قليلة حيث حكمها أخوه جهان شاه بن قره يوسف.